يديعوت: اتفاقات إبراهيم.. بين حاجة الحكام الأمنية ورفض الشعوب ودحر الفلسطينيين

2022-07-14

باستثناء إسرائيل، كل الدول الموقعة على اتفاقات إبراهيم تؤيد حل الدولتين (ا ف ب)

وقعت اتفاقات إبراهيم في أيلول 2020 بين إسرائيل والإمارات والبحرين، بينما انضم السودان والمغرب بعد بضعة أشهر. ثمة توقع إسرائيلي الآن بانضمام السعودية ودول عربية وإسلامية أخرى إلى الاتفاقات في المستقبل القريب. غير أن هذه الاتفاقات لم تشر بصراحة إلى التهديد الإيراني والقضية الفلسطينية، اللذين يقلقان إسرائيل، وأهداف إسرائيل المركزية في تحقيق “اتفاقات التطبيع” – حسب إدارة الرئيس بايدن الذي وصل أمس إلى إسرائيل – كانت ولا تزال تحسين مكانتها الاستراتيجية الإقليمية كعلاقاتها مع الدول العربية والإسلامية، في ظل صد العدوان الإيراني من خلال منظومة دفاع جوي، إلى جانب قطع حل المشكلة الفلسطينية عن العلاقات الاستراتيجية والدبلوماسية مع الدول العربية والإسلامية، في ظل الحفاظ على الوضع الراهن والامتناع عن ضم مناطق في الضفة الغربية.

منذ وقعت اتفاقات إبراهيم، سجلت إسرائيل إنجازات إقليمية ذات مغزى، لكن مشكوك أن يكون بوسعها الاعتماد على الولايات المتحدة والسعودية ودول عربية أخرى في صد العدوان الإيراني. “تصريح القدس” لبايدن ذو أهمية كبيرة في هذا السياق، ولكن يمكن التقدير أنه لن يقرر مهاجمة منشآت النووي في إيران، وسيفضل التوقيع على اتفاق نووي جديد. كما أن السعودية والإمارات تخشيان من مواجهات عسكرية مع إيران وتقيمان معها علاقات اقتصادية متفرعة. النظام السني في البحرين يخشى ثورة الأغلبية الشيعية في الدولة – نحو 80 في المئة، بمن فيهم الإيرانيون – في حالة مواجهة عسكرية مع إيران، وكذا دول أخرى في الخليج الفارسي – العربي لا تميل للانضمام إلى حلف عسكري ضد نظام آية الله. العراق مع 60 في المئة شيعة؛ الكويت مع 40 في المئة شيعة ونحو 50 ألف إيراني آخرين؛ قطر مع 20 في المئة شيعة، وتتشارك مع إيران في حقل الغاز الأكبر في الخليج؛ واليمن، مع 35 في المئة شيعة – زيديين يتحكمون بأغلبية الدولة.

باستثناء إسرائيل، كل الدول الموقعة على اتفاقات إبراهيم تؤيد حل الدولتين. السعودية ودول عربية وإسلامية أخرى كمصر والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان، تشترط المصالحة والتطبيع مع إسرائيل بهذا الحل. ومع ذلك، فإن دولاً عربية غير قليلة شجبت إسرائيل بشدة على عدوانها ضد الفلسطينيين. وأظهرت استطلاعات في العالم العربي أن هناك مقاومة جماهيرية شديدة لاتفاقات إبراهيم، بسبب استمرار احتلال المناطق الفلسطينية.

حسنت اتفاقات إبراهيم مكانة إسرائيل الاستراتيجية في المنطقة، لكنها لم تنتج مصالحة مع الشعوب العربية والإسلامية. الأنظمة العربية وقعت على هذه الاتفاقات بسبب مصالح سياسية وأمنية واقتصادية، وبخلاف الأيديولوجية العربية الموحدة وإرادة أغلبية السكان. وهي تتوقع مساعدة إسرائيلية في تعزيز أمنها القومي، لكنها تخشى مساعدة إسرائيل في مواجهة عسكرية مع إيران. وهكذا سيبقى الفلسطينيون في حالة اختناق تحت الاحتلال الإسرائيلي، وربما الكفاح ضده، بينما تصبح إسرائيل دولة أبرتهايد أكثر فأكثر. حكومة لبيد الجديدة قد تتخذ سياسة براغماتية في الموضوع: لبيد صرح بأن إسرائيل محبة للسلام، وأن الفلسطينيين يستحقون “حياة أفضل”، إذ إن معنى ضم الفلسطينيين –بزعمه- هو دولة ثنائية القومية ونهاية الصهيونية.

 

بقلم: موشيه ماعوز

أحرونوت 14/7/2022







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي