التايمز: بايدن يحتاج لأكثر من الكلام كي يحقق "السلام العظيم في الشرق الأوسط"

2022-07-14

  الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد (ا ف ب)

قالت صحيفة “التايمز” البريطانية في افتتاحيتها إن زيارة الرئيس الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط لن تحقق شيئا جوهريا. وأضافت أنه جاء باحثا عن “سلام عظيم واستقرار عظيم واتصال عظيم”، وهذه هي زيارته العاشرة ولكنها الأولى كرئيس، ورغم كلامه المنطقي إلا أنها تأتي بعد أشهر من الإهمال الأمريكي وبدون أي شيء جديد ليعرضه على المنطقة.

 وتقول الصحيفة إن بايدن يريد تحقيق هدفين، الأول هو التأكيد لإسرائيل أن إحياء الإتفاقية النووية لن يكون على حسابها. اما الثاني فهو تحسين العلاقات الامريكية- السعودية. ولن يكون تحقيق أي منهما سهلا، فالسعودية وإسرائيل كانتا مرتاحتين مع دونالد ترامب وتتطلعان لما بعد رئاسة بايدن. وتتزامن زيارته مع حالة من الركود السياسي الذي أعقب انهيار حكومة نفتالي بينيت وتعيين يائير لبيد كرئيس وزراء مؤقت، انتظارا للإنتخابات في نهاية العام وهي الخامسة منذ عام 2019.

وسيكون لبيد مثل سلفه متعنتا في الموضوع الإيراني والمطالبة بموقف متشدد من طهران. وسيؤكد بايدن التزام أمريكا بأمن إسرائيل ويتجول على المنشآت الدفاعية كما يفعل كل رئيس أمريكي، ولن يغير سياسات ترامب التي شجبها خلال حملته الإنتخابية. فلن ينقل السفارة من القدس أو يسحب اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان ولن يدعو إسرائيل لوقف الإستيطان أو حتى تحريك العملية السلمية الساكنة. ولقاؤه القصير مع الزعيم الفلسطيني محمود عباس سيكون غير مثمرا بقدر ما هو مجاملة رسمية. ولعل الهدف الرئيسي لبايدن هو  تشجيع فتح علاقات رسمية بين إسرائيل والسعودية والتي تظل خطوة حساسة بالنسبة للرياض، لكنها قابلة على تغيير الشرق الأوسط كما فعلت اتفاقيات إبراهيم التي رعتها إدارة دونالد ترامب. وتظل السعودية هي محل تركيز بايدن التي سيسافر إليها مباشرة، وهناك سيواجه مهمة صعبة لإصلاح العلاقات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وتعهد بايدن كمرشح بجعل السعودية منبوذة، بسبب دور ولي العهد في جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي. وتحتاج الولايات المتحدة وبشكل يائس السعودية.

لكن، حسب “التايمز” فولي العهد والحاكم الفعلي للسعودية ليس في مزاج تناسي الأمر أو المسارعة بضخ كميات النفط التي يطلبها الأمريكيون وتخفيف الوضع الناشيء عن الغزو الروسي لأوكرانيا. وبايدن الذي تتراجع شعبيته في استطلاعات الرأي بحاجة لحسن نية القادة الخليجيين والمساعدة في تخفيف التضخم الذي يضرب اقتصاديات الغرب وقادته. وسيتلقي قادة الخليج، كغطاء لمحادثاته المباشرة مع محمد بن سلمان الذي يعارضه الكثيرون من حزب بايدن. وستكون المحادثات المتوقفة مع إيران على الأجندة وكذا ذوبان الجليد في العلاقات السعودية- التركية، وكيف سيتم تحقيق الإستقرار في العراق ولبنان وهل ستظهر حكومة وحدة وطنية في ليبيا. ولدى واشنطن مصلحة في كل هذا لكن ليس لديها تأثير كبير. ويحتاج بايدن أكثر من الكلام لتحقيق السلام العظيم بالمنطقة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي