الغارديان: شهران مرا على مقتل أبو عاقلة.. جنين غاضبة وعائلتها تطالب بايدن بتوضيحات

2022-07-12

رفضت عائلة أبو عاقلة التي أخبرت مقدما، نتائج التحقيق وقالت إنه “افتراض حسن نية نيابة عن قوة احتلال معادية وعنيدة” وتعهدت بمواصلة العدالة عبر تحقيق مستقل وشفاف (أ ف ب)

نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا أعدته بيثان ماكرنان وسفيان طه حول الغضب المستمر في مدينة جنين بعد شهرين على مقتل الصحافية الفلسطينية- الأمريكية ومراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.

وقالا إن مخيم جنين يشهد يوميا مداهمات من الجيش الإسرائيلي. ونقلا عن صاحب بقالة يدعى صالح فرح الذي كان يحضر نفسه لتنظيف آثار الرصاص الفارغ، أنه في الليلة السابقة اعتقلت القوات الإسرائيلية عنصرا من عناصر الجهاد الإسلامي وقتل شخص خلال العملية. وبعيدا عن المكان الذي قتلت فيه أبو عاقلة وحوله اللوحات الجدارية والصور لا تزال بركة من الدم الجاف حيث قتلت.

 ويقول فرح “إنه نفس الأمر كل ليلة، لا تستطيع الخروج بدون أن تقتل، ولكن هذا لن يوقفنا عن ممارسة حياتنا اليومية” و”جنين هي مركز المقاومة الفلسطينية منذ الانتفاضة الثانية، ولم ينس الإسرائيليون هذا ويريدون معاقبتنا”. وكانت أبو عاقلة تغطي مداهمة إسرائيلية للمخيم عندما قتلت برصاص قناص إسرائيلي على أكبر احتمال، وهي واحدة من 25 فلسطينيا قتلوا في جنين منذ بداية العام الحالي. وتحولت المداهمات الليلية على جنين إلى واحدة من أكبر العمليات العسكرية خارج وقت الحرب منذ عقدين.

ويعتبر مخيم جنين أكبر مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وعددها 19 مخيما وهو الأفقر وبنسب عالية من البطالة. وتعتبر المعارك بين المسلحين والجنود الإسرائيليين في أزقة المخيم الضيقة أمرا شائعا. ومع أن جنين هي داخل منطقة أ، وجزء من 18% من أراضي الضفة الغربية الواقعة تحت إدارة السلطة الوطنية إلا أن الأخيرة سمحت للقوات الإسرائيلية بحرية الحركة بالمنطقة أثناء الانتفاضة الثانية ما بين 2000- 2005. واستخدمت إسرائيل في أثناء المعركة على مخيم جنين والتي استمرت ثمانية أيام المروحيات العسكرية والجرافات العسكرية لهدم مركز المخيم حيث قتلت أعداد من الطرفين في واحدة من أكثر المعارك دموية في أثناء الانتفاضة.

ولأنها لم تكن قادرة على إخراج المسلحين من فتح وحماس والجهاد الإسلامي من المخيم، فقد رحبت السلطة الوطنية منذ ذلك الوقت بالجيش الإسرائيلي لملاحقة الجماعات المعادية للسلطة. وجاءت العمليات الإسرائيلية الأخيرة في المخيم عقب أسوأ هجمات قتل فيها 19 إسرائيليا، وجاء معظم المهاجمين من جنين.

وكانت أبو عاقلة تنتظر مع عدد من الصحافيين الفلسطينيين لتغطية مداهمة إسرائيلية، وكلهم كانوا يرتدون الخوذ والستر الواقية التي كتب عليها كلمة صحافة. وقال الزملاء الذين كانوا في مكان الجريمة إن الرصاص جاء من الجانب الإسرائيلي وإنه لم يكن هناك مسلحون باستثناء الجيش. ونفت إسرائيل بداية أن تكون أبو عاقلة قتلت برصاص جنودها وادعت أنها قتلت برصاص مسلح فلسطيني، ثم عادت وصححت واعترفت أن الرصاصة ربما جاءت من الجنود الإسرائيليين. وقالت فاطمة قصون، 45 عاما، والتي تعيش في الشارع المقابل لمكان قتل الصحافية “كان من الواضح ما حدث لشيرين، وأنا مجرد مدنية وأخبرك بهذا”. و”جاءت شيرين للمخيم عدة مرات وكلنا تابعنا عملها وسنفتقدها”.

وتحولت جريمة قتلها لقضية سياسية حيث طالبت عائلتها والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والسلطة الوطنية بتحقيق مستقل، كما حول الفلسطينيون الملف إلى محكمة الجنايات الدولية. ورفضت السلطة الوطنية تحقيقا مشتركا مع إسرائيل لعدم الثقة بالأخيرة. وتوصلت سبعة تحقيقات صحافية وكذا التحقيق الفلسطيني إلى أن الصحافية استهدفتها القوات الإسرائيلية.

وعندما وافقت السلطة الوطنية الأسبوع الماضي على تسليم الرصاصة للسفارة الأمريكية في القدس، بشرط عدم مشاركة إسرائيل، أخبر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الجنرال ران كوشاف الإعلام أن الرصاصة ستفحص على يد المحققين الإسرائيليين بحضور أمريكي. وبعد الفحص أصدرت واشنطن بيانا قالت فيه إن “التحليل الباليستي المفصل” للرصاصة أظهر أنها متضررة جدا حتى يتم التوصل إلى نتيجة قاطعة. إلا أن “الرصاص الصادر من الجيش الإسرائيلي هو المسؤول على أكبر احتمال” عن مقتل أبو عاقلة. وقابل الفلسطينيون النتيجة بمشاعر غاضبة ودهشة ورأى الكثيرون أنها محاولة لتخفيف التوتر قبل زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط والتي تبدأ غدا الأربعاء. وقال أبو خالد من سكان المخيم “كل هذا الكلام والتركيز في التحقيق على الرصاصة والبندقية، لا معنى له”. وقال “هذه إهانة وتزييف، لكن إن قالت أمريكا إنها هي الحقيقة فهي الحقيقة” معلقا بسخرية.

ورفضت عائلة أبو عاقلة التي أخبرت مقدما، نتائج التحقيق وقالت إنه “افتراض حسن نية نيابة عن قوة احتلال معادية وعنيدة” وتعهدت بمواصلة العدالة عبر تحقيق مستقل وشفاف. وفي جنين يتطلع السكان إلى فترة راحة من المداهمات الوحشية خلال زيارة بايدن، ويعتقدون أن إسرائيل لن تخاطر بأي عملية تحرف النظر عن زيارة الرئيس وتركزه على واقع الاحتلال اليومي. ومع حلول الظلام على المخيم، يشع القمر نوره على الأزمة المتعرجة. وعلى الجدران المثقوبة بالرصاص تظهر جذوع التين والعنب اللذين لم ينضجا بعد. ويطل وجه أبو عاقلة من الملصقات واللوحات الجدارية على كل شارع وزاوية لا تزال هادئة تنتظر ماذا سيحدث بعد.

وفي تقرير آخر أعده كريس ماغريل ذكر أن عائلة أبو عاقلة كتبت رسالة إلى البيت الأبيض تطالب بمقابلة الرئيس بايدن أثناء زيارته لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. وكتب أنطوان، شقيق أبو عاقلة رسالة يوم الجمعة عبر فيها عن “حزن وغضب العائلة وشعورها بالخيانة” بعد نتيجة الخارجية الأمريكية وأن “هناك احتمالا لمسؤولية إسرائيل عن مقتل الصحافية في 11 أيار/مايو”.

وجاء في الرسالة أن نتيجة الخارجية هي بمثابة “تبييض” لإسرائيل في ظل الأدلة التي تؤكد أن أبو عاقلة قتلت خارج القانون. واتهمت العائلة أمريكا بتبني الموقف الإسرائيلي في “محاولة مقصودة لتقويض جهودنا للتوصل إلى العدالة ومحاسبة قتلة شيرين”. وجاء في الرسالة “بدلا من ذلك فإن الولايات المتحدة تسير باتجاه محو أي مخالفة للقوات الإسرائيلية”.

وقالت لينا أبو عاقلة ابنة أخ الصحافية إن طلب العائلة لمقابلة بايدن قوبل بالصمت من البيت الأبيض. واتهمت أبو عاقلة التي كانت قريبة من عمتها الولايات المتحدة بتقديم المصالح الإسرائيلية على مصلحة البحث عن حقيقة مقتل مواطنة أمريكية. وقالت “من الواضح أن الولايات المتحدة تحاول دفن القضية ويحاولون التستر عليها”. و”لو قتلت شيرين في أوكرانيا، فأنا متأكدة 100% أن الرد سيكون مختلفا، وستتخذ إجراءات من اليوم الأول وكانت هناك دعوات للمحاسبة والشفافية وتحقيق مستقل وكانت العدالة ستتحقق”.

وحصلت عائلة أبو عاقلة على دعم النائبة الديمقراطية عن ميتشغان، رشيدة طليب “هذا واضح، فقد فشلت الخارجية بشكل كامل للقيام بمهمة لها علاقة بجريمة مقتل مواطنة أمريكية. ويرسل هذا الفشل رسالة واضحة للعالم: حياة بعض الأمريكيين أثمن من حياة أمريكيين آخرين، وبعض “الحلفاء” لديهم رخصة للقتل بدون خوف  من العقاب”.

وقالت لينا أبو عاقلة إن الخارجية لم تقدم للعائلة معلومات عن التحقيق أو كيف تم التنسيق للتوصل إلى هذه النتيجة، ودعت إدارة بايدن للكشف عن المعلومات التي جمعتها حول القتل. ودعت العائلة إدارة بايدن لسحب نتيجة الخارجية وتعيين عملاء من أف بي أي ووكالات أخرى للتحقيق. وتريد معلومات حول من قام بفحص الرصاصة التي سلمتها السلطة الوطنية للولايات المتحدة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي