شركة فرنسية ناشئة تطور هيكلا خارجيا يعيد الأمل بالمشي للمصابين بإعاقات حركية

أ ف ب - الأمة برس
2022-07-10

رجل جالس على كرسيه المتحرك في محطة مترو بباريس في 26 أيلول/سبتمبر 2018 (ا ف ب)

في محترف صناعي في باريس، يجمع فنّيون قطعاً مختلفة لصنع هيكل خارجي أشبه بالروبوت من شأنه مساعدة الأشخاص الذين لم نعد أقدامهم تحملهم، على المشي مجدداً.

وتُعتبر شركة "واندركرافت" الفرنسية الناشئة من أبرز الشركات الفرنسية الواعدة في سوق الهياكل الخارجية المخصصة لمساعدة الأشخاص المعوقين حركياً على المشي.

ويوضح جان لوي كونستانزا، أحد مؤسسي "واندركرافت" التي يعمل فيها حوالى أربعين موظفا، أن ابتكار الشركة الذي يحمل اسم "أتالانت"، هو "روبوت للمشي يوضع حول الركبتين ويمشي نيابة عنكم، أو يترككم تمشون في حال كان لديكم القليل من القوة المتبقية".

ويمكن توجيه الروبوت بواسطة جهاز شبيه بذلك الذي يستخدمه لاعبو الفيديو، من خلال حركات الصدر أو حتى حركات الرأس في حال كان المستخدم مصابا بشلل رباعي.

وحتى الساعة، يقتصر استخدام هذه الهياكل الخارجية على خدمات إعادة التأهيل في المستشفيات، حيث يستعين مرضى بهذه الآلات التي لا تزال كبيرة الحجم لإعادة تدريب أنفسهم على المشي، أو استرجاع لذة الوقوف ولو لفترة وجيزة، مع ما لذلك من منافع على الجسم والحالة النفسية.

لا تزال هذه السوق محدودة، لكن "واندركرافت" تواجه منافسين كثيرين حول العالم، بينهم شركتا "إكسو بايونيكس" الأميركية و" سايبرداين" اليابانية، أو النماذج التجريبية التي تنتجها مختبرات بحثية.

- منافسة -

عام 2020 في سويسرا، انتهت مسابقة "سيباتلون" بين هياكل خارجية للمشي بفوز هياكل كورية جنوبية من صنع مختبرات "أنجيل روبوتيكس"، وأخرى من إنتاج شركة "توايس" السويسرية الناشئة، بفضل قدرتها في المساعدة على اجتياز مسار معين بأسرع وقت ممكن.

لكن خلافا للمنتجات المنافسة، يتمتع هيكل "أتالانت" الخارجي بقدرة على تحقيق التوازن بمفرده، ولا يرغم مشغّله على استخدام عكازين لتثبيت الجسم.

ويوضح جان لوي كونستانزا أن الهيكل الخارجي "قادر على القيام بخطوات صغيرة شديدة السرعة تمنع المستخدم من السقوط"، مشيرا إلى تعقيد المسائل الحسابية والفيزيائية التي تعين حلها لتحقيق هذا الإنجاز.

ويؤكد الطبيب جاك كيردارون من مركز إعادة التأهيل في كيرباب بمنطقة موربيان الفرنسية، والذي اشترى نموذجها من أجهزة "أتالانت"، أن القدرة على التوازن من دون عكازين مفيدة بصورة خاصة للمرضى الذين يعانون "إصابات في الحبل الشوكي العلوي ولا يمكنهم تاليا الاستعانة بعكازات".

وفي المحصلة، باعت "واندركرافت" أكثر من عشرين هيكلا خارجيا من هذا النوع الذي يباع بسعر يراوح بين 150 ألف يورو و200 ألف.

غير أن الطموح الحقيقي للشركة هو أن تتمكن يوما من طرح جهاز أخف وزنا من هيكل "اتالانت" الخارجي الحالي، يكون متاحا للتحريك بسهولة كافية لتمكين المرضى من استخدامه بمفردهم للتنقل داخل المنزل أو حتى في الشارع.

- تحد تقني -

ويثير هذا الهدف الطموح على المستوى التقني تشكيك المهندس في البيولوجيا الميكانيكية في معهد البحوث في العلوم والتكنولوجيا الرقمية جان ميشنو.

ويقول الباحث إن مثل هذه الآلة "ضخمة بشكل مزعج وتحتاج إلى بطاريات"، وسيكون عليها القيام "بحركات شديدة التعقيد وغير دائرية، مثل الصعود في سيارة أو على السلالم".

أما توبياس بوتزر الباحث في مختبرات "اي تي اتش" في زوريخ السويسرية التي تنظم مسابقة "سيباتلون"، فيقول من ناحيته "أظن أن الأمر ممكن، لكننا لا نزال على الأرجح بعيدين جدا" عن ذلك.

ويشير إلى أن "إحدى المشكلات الرئيسية تكمن في تصور هيكل خارجي قادر على التكيف مع أشخاص كثيرين وليس مع مستخدم محدد"، مضيفا "يجب أن يكون خفيفا وسريعا وثابتا".

لكنّ الطبيب في مركز إعادة التأهيل جاك كيردارون يبدو أكثر تفاؤلا. ويقول "نحن في طور إجراء دراسة جدوى" لصنع هيكل خارجي يتيح استقلالية في التحرك داخل شقة.

ويلفت إلى الحاجة "لمراحل إضافية يتعين إنجازها" لدى المرضى بينها "الاستخدام على المدى الطويل" و"الفئة السكانية المستهدفة".

لكنه يشير إلى أنه في الأحوال كافة، "سيكون هناك منافع كبيرة في مساعدة ذوي الإصابات في النخاع الشوكي على الوقوف بطريقة مطولة في منزلهم".

وتقوم إحدى المراحل العشر من النسخة المقبلة من مسابقة "سيباتلون" سنة 2024، على المشي من دون عكازين، لاختبار التقدم المحقق من كل الهياكل الخارجية على صعيد التثبيت الذاتي.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي