مسؤول تقنية تبريد ملاعب مونديال قطر: ننتظر أول بطولة خالية من انبعاثات الكربون

د ب أ – الأمة برس
2022-07-05

ملعب لوسيل أحد ملاعب مونديال قطر 2022 يتسّع لـ80 ألف متفرّج وسيحتضن المباراة النهائية (ا ف ب)

الدوحة - شدد الدكتور سعود عبدالغني مهندس تقنية تبريد استادات بطولة كأس العالم على أن جماهير مونديال قطر 2022 ستستمتع بمشاهدة رائعة لمباريات المونديال داخل الملاعب الثمانية التي شيدت بتصميم عالمي متفرد يحتوي كل تفاصيل التراث الخليجي والموروثات الشعبية في المنطقة ما يجعل البطولة استثنائية ومتميزة.

وقال عبدالغني في تصريحات صحفية إن الجماهير ستشهد أفضل نسخة من البطولة تلتزم بالجوانب الصحية وتوفير الأجواء الرائعة، مشيرا إلى أن كأس العالم قطر 2022، ستكون هي أول بطولة خالية من انبعاثات الكربون المضر بالصحة

وأضاف "لقد أدخلنا أيضا العشب المبرد بطريقة التكييف الصحراوي، وهو عبارة عن قش ومادة بلاستيكية وكرتونية ويضاف إليه الماء ويأتي بالهواء البارد، كما أن كمية التبريد التي تأتي من سطح العشب الحي ادخلناها في حساباتنا لتقليل تبريد الاستاد بالكامل، والعشب يمتص الماء وخلالها تحدث عمليات النتح وكذلك التبخير، ودرجة حرارة العشب في الصيف والشتاء تصل إلى 29-30 درجة، بغض النظر عن درجة الحرارة الخارجية، وذلك لتقليل كلفة التبريد".

وأشار إلى أن كمية الطاقة المستخدمة في عملية التبريد مستمدة من الشبكة الرئيسية التي تستقبل الطاقة القادمة من مشروع الخرسعة للطاقة الشمسية، وقال "نحن لا نريد أن نثبت للعالم أن مشاريعنا مستدامة، باعتبار أن الاستدامة هي جزء أصيل من رؤية قطر الوطنية 2030، لذلك عندما تم تصميم الملاعب لم نضع ألواح الطاقة الشمسية في كل ملعب، لأن الاستاد كتحفة معمارية يجب ألا نضع بجانبه أي جسم آخر ربما يغير نسبيا من شكله ومنظره".

ولفت الدكتور سعود إلى اختلاف آلية عمل تقنية التبريد وفقا لتصميم كل استاد وشكله ووظيفته، لفريق العمل ليتم بعد ذلك ابتكار حلول تبريد مخصصة لكل استاد على حدة تغطي كافة المساحات داخل الصروح المونديالية التي ستشهد منافسات البطولة، بما يضمن استمتاع المشجعين واللاعبين بأجواء مثالية خلال الحدث المرتقب.

وتابع "التحكم في التبريد في كل ملعب يختلف عن الآخر، وفقا لعدد الجماهير بالملعب ودرجة الحرارة خارجه في الساعة المحددة، وكما هو معروف فإن كل ملعب يختلف عن الآخر، فإذا نظرنا إلى استاد البيت نجده كبيرا وبارتفاع أكبر، ويختلف تعامله مع الهواء مقارنة بملعب الجنوب الذي احتوى على التصميم الديناميكي الهوائي وفيه سلاسة أكبر في التصميم، وكل ملعب يختلف عن محيطه الهوائي، لذلك تعاملنا مع هذه التحديات المتعددة بتجارب المحاكاة من خلال الكمبيوتر، وكذلك امتداد نفق الهواء وكيفية عمله من خلال تجارب مماثلة أيضا في جامعة قطر".

وقال مهندس تقنية التبريد في ملاعب المونديال، أن الفريق الطبي التابع لفيفا يقوم بقياس درجة الحرارة داخل الملعب، وهم يقررون إيقاف المباراة لإتاحة الفرصة للاعبين لشرب الماء، ويتحركون داخل الملعب ويقيسون درجة الحرارة طوال 60 دقيقة قبل المباراة و90 دقيقة خلالها، ففي جنوب إفريقيا والصين كانوا يطالبون بإيقاف المباراة، ولكن بالنسبة لمونديال قطر فالأمر يختلف تماما حيث سهلنا على الاتحاد الدولي لكرة القدم  والقائمين على هذا الأمر كل هذه الإجراءات مئة بالمئة، و اختصرنا كل هذه الجهود في غرفة التحكم،  فهم سيتابعون درجات الحرارة على مدار الثانية والدقيقة، ووفرنا عليهم الحركة داخل الملعب، ولن يكونوا في حاجة لأجهزة القياس.

واعتبر أن هذه التقنية جديدة ربما لم يتم التطرق إليها من قبل ولم تستخدم في ملاعب أخرى.

من جهته، قال المهندس عبدالعزيز آل إسحاق مدير استاد الجنوب والمسؤول عن عمليات التشغيل، إن منطقة الوكرة شهدت تطويرا في شبكة الطرق التي تربطها بالدوحة والمدن الأخرى داخل قطر، حيث سهلت هذه الطرق الجديدة في الربط بين الملاعب المونديالية وفي زمن وجيز.

وأضاف "بدأنا في إنشاء الملعب بالتنسيق مع منظمة خليجية معترف بها دوليا، وكذلك من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم ، ويتلخص عمل المنظمة في متابعة تفاصيل المنشآت منذ البداية وحتى النهاية في كل مراحل الإنشاء والتصميم والتأكد من المواصفات العالمية وكل التفاصيل المتعلقة بالاستدامة، وقامت المنظمة بمراجعة التصميم مع المهندسين قبل عملية البناء، وحتى استلام الملعب".

واختتم المهندس عبدالعزيز تصريحاته بأن المنظمة الخليجية قامت بمراجعة كل الجوانب الخاصة بالاستدامة، وكل ما يتعلق بالطاقة والانبعاث الحراري والتفاصيل الأخرى داخل الملعب وتأكدت من كافة معايير السلامة والصحة والاستدامة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي