معاريف: هل يتجرأ لبيد بجعل الحوار مع الفلسطينيين "خطوته الأولى" في حملته الانتخابية؟

2022-06-29

مهمة الائتلاف الحالي، بشكل طبيعي، ستكون أكثر إشكالية؛ لأن العنوان هو الحكومة القائمة (أ ف ب)

في هذه الأثناء إلى أن تبدأ حملة الانتخابات رسمياً (عملياً هي قائمة في كل لحظة معينة) خسرنا متعة الشماتة، فلأن فزع عشرات النواب ممن سيفقدون كراسيهم في الانتخابات القادمة لن يؤدي على ما يبدو إلى إقامة حكومة بديلة. لو تجند الحريديون أو “شاس” لحكومة بدون نتنياهو، لكان هذا بالتأكيد عدالة سياسية وشخصية. في هذه الأثناء سندخل رسمياً في صراعات الوحل، التي في واقع الأمر لم تتوقف للحظة. بشكل عام، تتلخص حملة الانتخابات في موضوع مركزي واحد يحسمها. في المرات الأخيرة كان هذا “نعم بيبي” “لا بيبي”، واليوم أيضاً يحاول غير قليل من الناس جر الحملة إلى هذه المعركة الهامشية، ولكن هذا لن ينجح هذه المرة. أفهم أن بعضاً من البيبيين يعتقدون بأن الرجل خالد وسيحكم ملكاً إلى أبد الآبدين. أما الواقع فهو أن حتى أولئك الذين يتمسكون بكل قوتهم بأهداب عباءته وينجرون وراءه في الوحل يعرفون بالإحساس أنها الجولة الأخيرة، خصوصاً السياسيين منهم، من النواب وحتى مقاولي الأصوات.

ستكون شخصية نتنياهو جزءاً من الجلبة، لكن الاهتمام بها ليس قوياً بما يكفي كي يثير عواطف تدحر مواضيع أخرى كفيلة ويفترض بها أن تكون أكثر تأثيراً، لكنها تدحر اليوم عقب “تعقيدها”. إيران والأمن ليسا سوى وسيلة تخويف، والاحتلال والفلسطينيون مقدمة للإرهاب، والفساد والإدارة السليمة، إن لم نقل، طهارة المقاييس أو علاقات الدين والدولة. الخطاب الجماهيري في كل هذه المواضيع تلوث بكميات ضخمة من قمامة الوطنية الزائفة، وهو بطبيعة حملة الانتخابات ليس مادة معقولة للنقاش. الموضوع الوحيد الكفيل برفع موجة مع إمكانية تأثير ورافعة لصندوق الاقتراع هو غلاء المعيشة. سيكون الصراع على من هو المذنب، والجانب الذي سيدير حملة أكثر نجاعة قد يكسب الأصوات الغاضبة المترددة.

مهمة الائتلاف الحالي، بشكل طبيعي، ستكون أكثر إشكالية؛ لأن العنوان هو الحكومة القائمة. ينبغي الأمل بأن يعرف الائتلاف كيف يبني ويدفع المسؤولية والذنب نحو حكومات نتنياهو. لحركات الاحتجاج صيف كامل من الخيام لتثبيت قضيته وربطها بالجهد لمنع انتصار اليمين. أفترض أنه إذا ما نال الاحتجاج زخمه من اليسار، فسيكون ممكناً رؤية خيام احتجاج المعارضة. وعلى فرض أن الكتلة الكبيرة لاحتجاج بلفور ستتجند أيضاً للانتخابات الخامسة، فإن محاولة اليمين ركوب هذه الموجة كفيلة بأن تؤدي إلى معركة خيام وجسور وميادين. يخيل إليّ أن الإدارة الحكيمة كفيلة بأن تؤدي إلى هزيمة يمينية، في الشارع على الأقل، سواء في المستوى العددي أم في مستوى الإقناع.

الجواب الحقيقي لكيفية إدارة الانتخابات منوط بقدر كبير بلبيد. سياسة بينيت كانت عدم الحوار مع الفلسطينيين وعدم التهدئة مع إيران. إذا كان لبيد سيدخل إلى خطاب الانتخابات مخططاً لحوار مع الفلسطينيين، فسيقرر جدول الأعمال في الانتخابات كتصدٍ بين الأمل والحرب. المعنى هو وقف حرب الجبهات الخمس التي ورطتنا فيها سياسة نتنياهو. حكومة بينيت لم تنجح في الخروج منها، والسؤال هو: هي سيتجرأ لبيد على اتخاذ الخطوة الأولى؟

 

بقلم: ران ادليست

معاريف 29/6/2022







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي