غيلاين ماكسويل المُدانة بتهمة الاتجار جنسياً بقاصرات قد تمضي بقية حياتها في السجن

أ ف ب - الأمة برس
2022-06-28

غيلاين ماكسويل وجيفري إبستين في صورة غير مؤرخة نشرها القضاء في نيويورك في 8 كانون الأول/ديسمبر 2021 (ا ف ب)

يُرتقب الثلاثاء28 يونيو 2022م  إصدار الحكم في قضية الشخصية الاجتماعية السابقة غيلاين ماكسويل التي دينت نهاية العام 2021 في نيويورك بتهمة الاتجار جنسياً بقاصرات لحساب رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، وقد يجعل الحكم المنتظر ماكسويل تمضي بقية أيام حياتها وراء القضبان.

وكانت غيلاين ماكسويل (60 عاماً)، وهي ابنة القطب الإعلامي البريطاني الراحل روبرت ماكسويل وتقبع في أحد سجون نيويورك منذ صيف 2020، استنفدت حتى اليوم كل سبل المراجعة أمام محكمة مانهاتن الفدرالية.

ورغم طلب الرأفة الذي تقدم به محاموها في 16 حزيران/يونيو بألاّ يحكم عليها القاضي بأكثر من الحبس 20 سنة، تواجه غيلاين عقوبة تصل إلى السجن 55 عاماً فيما سبق للمدعين العامين أن طلبوا بسجنها أقله 30 سنة إزاء "مسؤوليتها" في الجرائم الجنسية و"عدم ندمها إطلاقاً" على أفعالها.

وسُجلت السبت آخر محاولة من قبل فريق الدفاع عنها، إذ اكد أحد وكلائها المحامية بوبي ستيرنهايم في رسالة وجهتها إلى القاضية أليسون نايثان أن موكلتها "أودِعَت (...) الحبس الانفرادي بصورة مفاجئة" الجمعة.

- خطر إقدامها على الانتحار -

ووضعت إدارة السجن حيث تقبع ماكسويل "تحت المراقبة" بداعي خطر إقدامها على الانتحار من دون أن تقدّم "تعليلاً" لهذه الخطوة، بينما لم يثبت تقويم نفسي أجري لها وجود ميول انتحارية لديها، على ما شدد وكلاء الدفاع عنها.

وأكدوا عزمهم على طلب تأجيل جلسة النطق بالحكم عليها المقررة الثلاثاء.

وتطرق هؤلاء كذلك إلى التأثير السلبي الذي أحدثه في حياتها كل من والدها روبرت ماكسويل الذي توفي سنة 1991 جراء سقوطه من يخته في ظروف غامضة، وجيفري إبستين الذي انتحر داخل السجن في آب/أغسطس 2019 عن 66 سنة قبل محاكمته بتهمة جرائم جنسية في حق قاصرات.

ودينت ماكسويل الحائزة الجنسيات البريطانية والأميركية والفرنسية في 29 كانون الأول/ديسمبر 2021 في خمس تهم مرتبطة بارتكاب جرائم جنسية، أبرزها الاتجار جنسياً بفتيات قاصرات لحساب إبستين.

ولم يكن بعض هؤلاء الفتيات يتجاوزن الرابعة عشرة خلال تسعينات القرن الفائت والعقد الاول من القرن العشرين.

وفي نهاية محاكمتها أواخر سنة 2021، وصف الادعاء العام ماكسويل بأنها "مفترسة متطورة" إذ كانت تعمل عن سابق تصور وتصميم على استمالة وإغواء المراهقات وتأمينهن لإبستين في منازله الواقعة في فلوريدا ومانهاتن ونيو مكسيكو وجزر فيرجن الأميركية.

 

وأدلت أربع نساء هن "جاين" و"كايت" و"كارولاين" إضافة إلى أني فارمر (42 عاما)، وهي الوحيدة التي مثلت أمام المحكمة من دون اسم مستعار، بإفادتهن أمام محكمة مانهاتن الفدرالية عن حياتهن المدمرة بسبب إرغامهن على ممارسة الجنس مع إبستين عندما كنّ بين الرابعة عشرة والسابعة عشرة، في أحيان كثيرة بوجود ماكسويل.

وخلال الشهر المنصرم، ادعت ماكسويل، وهي مولودة في المملكة المتحدة حيث نشأت ضمن بيئة ذات امتيازات عالية وكانت تمثل شخصية اجتماعية من الطبقة الثرية في فرنسا والولايات المتحدة، عبر محاميها انها "كانت تعيش طفولة صعبة ومؤلمة مع والد استبدادي ونرجسي ومتشدد".

- "أكبر خطأ ارتكبته في حياتها" -

وهكذا أصبحت "ضعيفة أمام ابستين الذي التقت به مباشرة بعد وفاة والدها، وهو أكبر خطأ ارتكبته في حياتها".

وارتبط إبستين وماكسويل خلال الأعوام الثلاثين المنصرمة، إذ كانا شريكَي حياة في بداية التسعينات ثم نشأ بينها تعاون مهني، وتواطؤ في جرائمهما الجنسية.

وكان رجل الأعمال المليونير الذي يتمتع بشبكة علاقات اقتصادية وسياسية قوية في الولايات المتحدة وخارجها متهماً هو نفسه باغتصاب مراهقات، لكن انتحاره حرم ضحاياه من محاكمته.

وبعد عام على انتحاره، أوقفت ماكسويل في نيوهامبشير (شمال شرق الولايات المتحدة) في تموز/يوليو 2020 واحتُجزت مذّاك في نيويورك.

وفي إطار الملف الضخم للجرائم الجنسية لهذه الشبكة، توصل الأمير البريطاني أندرو، صديق إبستين وماكسويل، إلى اتفاق بالتراضي في 15 شباط/فبراير الفائت مع الأميركية فرجينيا جوفري التي كانت تتهمه بالاعتداء عليها جنسياً في 2001 عندما كانت قاصرا.

وأفادت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية أن التسوية تقضي بأن يدفع أندرو عشرة ملايين جنيه استرليني (13,1 مليون دولار) لجوفري ومليوني جنيه لجمعية خيرية لدعم ضحايا الاتجار بالجنس، في مقابل اسقاطها الدعوى عليه، وهو ما تم بالفعل في 9 آذار/مارس الفائت. وتفادت العائلة الملكية بذلك محاكمة أمام القضاء المدنية كانت لتثير ضجة كبيرة وتسبب لها إحراجاً.

وعُثر في 19 شباط/فبراير الفائت على وكيل عارضات الأزياء السابق الفرنسي جان لوك برونيل  القريب من إبستين ميتاً داخل الزنزانة التي كان  مسجوناً فيها منذ نهاية 2020 في قضايا "اغتصاب قاصرات".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي