شعب أيمارا في بوليفيا يحتفل بحلول سنة 5530 بحسب تقويمه

ا ف ب – الأمة برس
2022-06-22

أشخاص ينتمون إلى جماعة أيمارا يوجهون راحاتهم صوب الشمس ليتلقوا اشعتها الاولى خلال الاحتفال بالسنة الجديدة في تيواناكو البوليفية في 21 حزيران/يونيو 2021 (ا ف ب)

تيواناكو - بأيدٍ مرفوعة وراحات موجهة صوب "تاتا-إنتي" (الشمس الأب)، احتفل آلاف البوليفيين المنتمين إلى شعب أيمارا فجر الثلاثاء في معبد واقع في تيواناكو، على بعد 75 كيلومتراً شرق لاباز، بحلول سنة 5530 بحسب تقويم هذه الأقلية.

إنها الساعة 7,17 صباحاً فيما تتدنى درجة الحرارة لتلامس درجة واحدة تحت الصفر وتهب رياح خفيفة في منخفضات البامبا الباردة في الجزء البوليفي من الألتيبلانو على ارتفاع 3860 متراً، وهي منطقة تضم الآثار الضخمة لحضارة تيواناكو التي تعود إلى العصر ما قبل الكولومبي (200 إلى 1000 سنة قبل الميلاد).

ويزور هذه المنطقة أشخاص كثيرون من بينهم أولئك التابعون لشعب أيمارا الذين يحضرون مرتدين عباءاتهم التقليدية المتعددة الألوان المصنوعة من صوف الألبكة واللاما ليوجهوا راحاتهم صوب الشمس ويتلقوا إشعاعاتها الأولى مع الانقلاب الشتوي الاسترالي.

ويشكل هذا التقليد المسمى "ويلكا كوتي" (عودة الشمس) احتفالاً باللحظة التي تسترجع فيها الأرض مكانتها بالنسبة إلى الشمس بعد أن تكون على أبعد مسافة من هذا النجم. وتُرصد الظاهرة في البيرو وتشيلي والأرجنتين.

وتنبثق الاحتفالات الحالية في بوليفيا من تقليد قديم، وكانت انطلقت في ثمانينات القرن الفائت تزامناً مع ازدهار الحركات الخاصة باستعادة السكان الأصليين هوياتهم. ومنذ تولي إيفو موراليس رئاسة بوليفيا (2006-2019) في انتخاب أوصل للمرة الأولى إلى سدة الرئاسة شخصاً منتمياً إلى السكان الأصليين، اكتسبت هذه الاحتفالات أهمية وجودية لجماعة أيمارا التي تتحدر من منطقة بحيرة تيتيكاكا الواقعة بين البيرو وبوليفيا.

ويقول الأستاذ في علم الاجتماع لدى جامعة سان أندريس الرسمية ديفيد كيسيبيه لوكالة فرانس برس إنّ "الاحتفال بالسنة الجديدة يشكل حدثاً سياسياً يهدف إلى إعادة إثبات وجودنا السياسي" لأننا "تعرضنا لعملية إلغاء ممنهجة لتاريخنا واعتُبرنا فئة لا اعتبار لها".

وسنة 2005، صنّف رئيس بوليفيا آنذاك كارلوس ميزا هذا الاحتفال كتراث غير مادي وتاريخي وثقافي لبوليفيا. أما عام 2009، فقررت حكومة إيفو موراليس اعتبار هذا الاحتفال عطلة رسمية.

- طاقة إيجابية -

واحتُسبت سنة 5530 بناءً على جمع خمس مراحل تمتد كل منها على ألف سنة من التاريخ الاجتماعي للمجموعات الاصلية وصولاً إلى عهد كريستوف كولومبوس سنة 1492. وتُضاف إلى هذه الأعوام 530 سنة انقضت منذ وصول الإسبان إلى القارة الاميركية. 

وترفع إنيدا لوايزا (56 عاماً) يديها عالياً معبرةً عن اندهاشها تزامناً مع بزوغ أشعة الشمس. وتقول لوكالة فرانس برس "من الرائع أن تتلقى طاقة الشمس الإيجابية التي تساهم في بقائها وأن تحصل على كل هذه الإيجابية".

وعلى مسافة قريبة منها، يبقي إدغار ليديزمنا غير المنتمي إلى أيمارا عينيه مغلقتين ثم يمرر يديه على وجهه وجسمه. ويقول "أُبعد الطاقة السلبية عني إذ ينبغي أن نتحرر دائماً من الأجواء السلبية، ومن شأن أشعة الشمس أن تقوم بهذه المهمة".

 رجال الدين تابعون لجماعة أيمارا يقيمون محرقة ويقدمونها كقرابين لـ"باشاماما" (الارض الام) خلال الاحتفالات بالسنة الجديدة في تيواناكو البوليفية في 21 حزيران/يونيو 2022 (ا ف ب)

وتقول تارا كالديرون، وهي امرأة تنتمي إلى أيمارا أُعجبت بالتجربة التي عاشتها للتو "تشعرون وكأنكم تتلقون شيئاً في أياديكم (...) وأنها أصبحت تتمتع بقوة غريبة"، مضيفةً "أعلم أنّ ما أقوله ينطوي على غرابة لكن هكذا أشعر" بالأشعة.

وانطلقت الاحتفالات قبل الفجر. وفيما كان الظلام يسود المنطقة، أقام رجال دين تابعون لجماعة أيمارا محرقة من مجسمات مصنوعة من السكر بالإضافة إلى البخور وبتلات الورود والجوز وأوراق الكوكا وقدموها كقرابين لـ"باشاماما" (الأرض الأم) التي يوجهون صلوات لها لكي تكون المحاصيل غنية في بداية الموسم الزراعي.

وتشير وزارة الثقافة إلى أنّ الاحتفالات بالعام الجديد الخاصة بالسكان الأصليين أُقيمت في أكثر من 220 موقعاً دينياً وأثرياً في مختلف انحاء بوليفيا.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي