دواء لعلاج كورونا والتهاب المفاصل ينجح في علاج الثعلبة

محمد منصور
2022-06-20

الثعلبة (بيكيسليز)

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، الخميس، على استخدام دواء"باريسيتينيب" في علاج الثعلبة البُقعية، في إجراء يُعد الأول من نوعه.

و"باريسيتينيب" دواء يُستخدم أساساً في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو مرض شأنه شأن مرض الثعلبة، يُهاجم فيه الجهاز المناعي الجسم، ووافقت هيئة الغذاء والدواء الأميركية عام 2018 على استخدامه لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، وتُعد الموافقة الحالية تعديلاً على قائمة الأمراض التي يُمكن أن يعالجها.

وسبق استخدام الدواء قبل عام في تجارب عديدة لعلاج فيروس كورونا، وأوصت منظمة الصحة العالمية مطلع العام الجاري باستخدامه في حالات معينة لعلاج المرضى المصابين بأعراض حادة أو حرجة، وقالت إن استخدامه أدى إلى تحسين نسبة البقاء على قيد الحياة، وتقليل الحاجة إلى أجهزة التنفس الصناعي

وتُعد الثعلبة أحد اضطرابات المناعة الذاتية التي يُهاجم فيها الجسم بُصيلات الشعر، ما يُسبب تساقطها، ويعمل "باريسيتينيب" كمثبط لأحد الإنزيمات المعروفة اختصاراً باسم "جاك"، والتي تتداخل مع المسارات التي تؤدي للالتهاب.

وقال مدير قسم الأمراض الجلدية في مركز تقييم الأدوية والأبحاث التابع لإدارة الغذاء الأميركية في بيان، إن "الوصول إلى خيارات العلاج الآمنة والفعالة أمر بالغ الأهمية لعدد كبير من الأميركيين المُصابين بالثعلبة الشديدة"، مشيراً إلى أن موافقة الإدارة على استخدام الدواء لعلاج ذلك المرض "ستساعد على تلبية الحاجة الكبيرة لمرضى الثعلبة الحاد".

نمو الشعر بنسبة 80%

وأجريت تجربتان عشوائيتان مع مرضى يعانون من تساقط شعر فروة الرأس بنسبة 50% على الأقل وفقاً لقياس الشدة، وتلقى المرضى في التجارب إما دواء وهمياً، أو 2 أو 4 ملليجرامات من "باريسيتينيب"، وكان المقياس الأساسي للفعالية في التجربتين هو نسبة المرضى الذين حققوا تغطية شعر فروة الرأس بنسبة 80% على الأقل في الأسبوع 36.

وفي التجربة الأولى، حقق 22% من 184 مريضاً ممن تلقوا 2 ملليجرام من "باريسيتينيب" و35% من 281 مريضاً تلقوا 4 ملليجرامات تغطية كافية لشعر فروة الرأس مقارنة، بـ5% من 189 مريضاً تلقوا علاجاً وهمياً.

وفي التجربة الثانية، حقق 17% من 156 مريضاً تلقوا 2 ملليجرام من "باريسيتينيب"، و32% من 234 مريضاً تلقوا 4 ملليجرامات تغطية كافية لشعر فروة الرأس، مقارنة بـ3% من 156 مريضاً تلقوا علاجاً وهمياً. 

وقال بريت كينج، الباحث الرئيسي في التجارب، إن "المرض يؤثر على جميع الأعراض والأعمار"، وإن "تناول حبة واحدة يومياً يُحقق نمواً ملحوظاً في شعر الرأس يُغطى حوالي 80% فأكثر، مع تحقيق تحسن في شعر الرموش والحواجب للمرضى الذين تناولوا جرعة 4 ملليجرامات يومياً".

 

آثار جانبية

وقيّم برنامج التجارب السريرية ملف السلامة الخاص بالعلاج، وتوقف عدد قليل من المرضى عن العلاج بسبب الأحداث الضائرة (متوسط ​​2.2 % عبر الدراستين) في فترة العلاج التي استمرت 36 أسبوعاً.

وكانت غالبية الأحداث الضائرة الناشئة عن العلاج هي التهابات الجهاز التنفسي العلوي، والصداع، وحب الشباب، وارتفاع مستويات الكوليسترول، والزيادات في علامات الدم المتعلقة بالعضلات، والتهابات المسالك البولية، وارتفاع مستويات إنزيمات الكبد، والتهاب بصيلات الشعر، والتعب، والتهابات الجهاز التنفسي السفلي، والغثيان، وعدوى الخميرة التناسلية، وانخفاض عدد خلايا الدم الحمراء، وانخفاض عدد خلايا الدم البيضاء، وآلام البطن، والقوباء المنطقية وزيادة الوزن.

عدوى خطيرة

وذكرت بعض الدراسات العلمية أن المرضى الذين عولجوا بذلك الدواء معرضون لخطر الإصابة بعدوى خطيرة قد تؤدي إلى دخول المستشفى أو الوفاة، فمعظم المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي والذين أصيبوا بهذه العدوى كانوا يتناولون مثبطات المناعة المصاحبة مثل "ميثوتريكسات" أو "كورتيكوستيرويدات".

وحذرت الشركة المنتجة من تناول الدواء في حالة الإصابة بعدوى السل النشطة، أو الالتهابات الفطرية الغازية، أو داء المبيضات أو الالتهابات البكتيرية والفيروسية.

وتشمل أنواع العدوى الخطيرة التي تم الإبلاغ عنها عند العلاج بالدواء، الالتهاب الرئوي والهربس النطاقي وعدوى المسالك البولية، كما تم الإبلاغ عن الإصابة بالسل، والهربس النطاقي والتهابات الرئة.

وأجريت دراسة كبيرة لسلامة ما بعد التسويق على مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي الذين يبلغون من العمر 50 عاماً أو أكثر، مع وجود عامل خطر واحد على الأقل لأمراض القلب والأوعية الدموية. وزاد الدواء من معدل الوفيات بسبب الموت القلبي الوعائي المفاجئ.

السعر 2500 دولار

ويبلغ سعر الدواء - خارج منظومة التأمين الصحي - في الولايات المتحدة الأميركية 2497 دولاراً لجرعة شهرية من تركيز 2 ملليجرام.

وقالت شركة "ايلاي ليلي" المنتجة للدواء، إن العقار متوفر بأقراص ذات تركيزات مختلفة تشمل 4 ملليجرامات، و2 ملليجرام و1 ملليجرام، وإن الجرعة الموصى بها هي 2 ملليجرام كل يوم، مع زيادة إلى 4 ملليجرامات كل يوم إذا كانت الاستجابة للعلاج غير كافية.

وقالت رئيسة مجلس إدارة الشركة، نيكول فريدلاند، إن العلاج "يمثل علامة فارقة مع أول علاج شامل معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية لمرض الثعلبة، والذين يواجهون تحديات كبيرة كل يوم بما في ذلك المعرفة العامة المحدودة بالمرض، ونقص خيارات العلاج، والوصمة الاجتماعية".

وقالت الشركة، في بيان، إنها تلتزم "بضمان وصول المرضى إلى الأدوية التي تشتد الحاجة إليها وتعمل مع شركات التأمين للقيام بذلك".

ولا يوصى باستخدام الدواء مع مثبطات "جاك" الأخرى، أو مع أدوية المناعة البيولوجية، أو مع مثبطات المناعة القوية الأخرى.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي