الأكشن والكوميديا يعيدان منى زكي وأحمد السقا إلى السينما بعد انقطاع.

معادلة صعبة أثبتت تفوقها : مكافحة المخدرات في السينما المصرية على طريقة العنكبوت

متابعات الأمة برس
2022-06-15

☚ "العنكبوت" المعروض حاليا في دور السينما يجمع بين الأكشن الذي برع فيه أحمد السقا وكوميديا الموقف التي تجيدها منى زكي (موقع الشركة المنتجة)القاهرة - في كل مرحلة من تاريخ السينما المصرية ظهرت ثنائيات جمعت بين فنان وفنانة، شاركا معا في أفلام عديدة وحققا معا نجاحا لافتا. ومن هذه الثنائيات الفنية أحمد السقا ومنى زكي وجمعتهما من قبل ستة أعمال سينمائية استحسنها جمهور السينما. بعد غياب نحو ست سنوات منذ فيلم “من 30 سنة” عادا في الفيلم الجديد “العنكبوت” المعروض حاليا في دور السينما المصرية، وهو عمل يجمع بين الأكشن الذي برع فيه أحمد السقا وكوميديا الموقف التي تجيدها منى زكي.

يحقق الفيلم معادلة صعبة بين الجانبين، نادرا ما تنجح لدى فنانين آخرين حاول المنتجون الجمع بينهما في عمل واحد يتضمن الأكشن والكوميديا، لكن غلبة أحدهما على الآخر أدى دوما إلى فقدان ما يريده المؤلف والمخرج وباقي صناع العمل من ترطيب في الأجواء العامة، خاصة إذا بدا الكشن المحرك الرئيسي في الفيلم.

ويبدو “العنكبوت” من اسمه فيلما يتعلق بالحركة واللامعقول، غير أنه لا يخلو من المواقف المضحكة التي برعت فيها منى زكي، حيث وظفت دورها كمرشدة سياحية في تقديم مشاهد كوميدية، ساعدها فيها الفنان شيكو وقام بدور خطيبها الذي اختارته لها أمها على غير إرادتها، والفنانة شيماء سيف التي ظهرت في مشهد واحد داخل قطار بصورة مكثفة كان كافيا لتأكيد موهبتها في الكوميديا.

إثارة بلا افتعال

قد يكون العمود الفقري للفيلم محاربة تجارة المخدرات التي جرى تناولها بأشكال متباينة في أفلام سابقة، إلا أن الثيمة التي يقدمها “العنكبوت” تحوي رؤية مختلفة هذه المرة، فالمؤلف محمد ناير وضع قصة غير مستهكلة في السينما، وتتعلق بقيام أحمد السقا (العنكبوت) بالانتقام من أسرته التي برعت في تجارة المخدرات وكانت تعتقد أنه اختفى في غياهب السجن أو لقي حتفه.

وأصبحت طريقة “العنكبوت” الذي يقوم بالتغلغل والتشعب والالتفاف هي الطريقة المثلى لمحاربة تجارة المخدرات، والتخلص من الأباطرة الذين تحكموا في مفاصلها.

ولا يتعمد هذا المقال الإثارة مثل تلك التي قدمها المخرج أحمد نادر جلال في الفيلم، فلم يكتشف المشاهد أن العنكبوت الذي يطارد أسرة والده (جبران) ممثلة في شخص وريثها “أدهم” وقام بدوره الفنان التونسي ظافر العابدين، أنهما متفقان على محاربة هذه التجارة التي تديرها الأسرة سوى في المشهد الأخير.

لجأ المؤلف والمخرج إلى هذه الحيلة لإضفاء المزيد من التشويق على العمل، وصدمة الجمهور بوجود اتفاق بينهما على اصطياد حيتان المخدرات وأحد أهم الرؤوس الكبيرة البارعة في تجارتها (غسان الصيرفي) وقام بدوره الفنان والمخرج العراقي باسم قهار، والذي كان مشهدا واحدا كفيلا بأن يتعلق به جمهور السينما.

تعمد المخرج أحمد جلال نثر بعض المشاهد التي توحي بصورة غير مباشرة بالعلاقة بين حسن (العنكبوت) وأدهم، وهما شقيقان ماتت والدتهما بسبب إدمان المخدرات، من خلال العزف على نغمة الحنين إلى الماضي وتذكر كلاهما مرحلة الطفولة والمعاناة التي واجهتها الأم.

ربما كان هذا الخيط واضحا في شخصية حسن أكثر من أدهم كنوع من الإثارة، لكن المشهد الذي بدا فيه أدهم وهو في غرفته ضعيفا أمام زوجته، وقامت بدورها الفنانة يسرا اللوزي، ألمح فيه إلى طفولة مبكرة كان يميل فيها إلى العزلة عندما يواجه مشكلة.

أعادت منى زكي في دور المرشدة السياحية التي يلتقيها العنكبوت صدفة في معبد الأقصر مع وفد سياحي ثم تمضي حياتها مرتبطة به عبر حزمة من المغامرات، إلى الأذهان دورها السابق في فيلم “أبوعلي” مع الفنان كريم عبدالعزيز وخاضا معا جولات ربطت مصيرهما معا، وهي النتيجة ذاتها التي يجدها الجمهور ماثلة أمامه في “العنبكوت”، مع فارق في تضخم جرعة الإثارة في الأخير والمفارقات المضحكة التي حولته أحيانا من الأكشن إلى الكوميدي.

 
 
 
View this profile on Instagram
 
 
 

Mona Zaki (@monazakiofficial) • Instagram photos and videos


براعة فنية لافتة
تحسب هذه البراعة للمؤلف محمد ناير والمخرج أحمد جلال، حيث استشعرا أن الكثافة المفرطة في الحركة قد تجعله عملا ثقيلا، وعملا على تخفيفها بمشاهد مرنة تتسلل داخل عقل الجمهور من دون إرادته، والذي استعد مسبقا لرؤية أحمد السقا وهو يطير في الهواء ويقتل من يواجهه بسهولة.

تعددت الخيوط في الفيلم، جميعها يصب في جانب العنكبوت ودوره الخارق، إذ يظهر أحيانا كأنه يطير لاصطياد فريسته، أو يجري على ظهر قطار يمشي بسرعة ويطارد خصومه، ناهيك عن مشاهد تفوق فيها على كتيبة من أفراد العصابة المدججين بالأسلحة، وهي مشاهد عمقت كثيرا من جوانب الأكشن التي يجيدها أحمد السقا.

حاز الرجل العنكبوت قوة خارقة من خلال قدرته الفائقة على إجادة التعامل مع التكنولوجيا وفك العديد من شفراتها المستعصية كي يتمكن من الوصول إلى خصومه في أي وقت وبأي وسيلة أو ثمن، حتى عملية تأمين مسكنه كانت معقدة وجرى توفير الكثير من عوامل الأمان لها ليبتعد عن أيدي خصومه.

من المقبول أن تتسم أفلام الحركة بما هو فوق العادة من ممارسات، فهذه الأعمال تطغى عليها تصرفات تندرج في خانة الخيال أحيانا، من المهم أن تقدم في قالب منطقي بعض الشيء، ومع ذلك لم يدع العمل أنه يقدم صورة طبق الأصل من الواقع، فكل عمل فني يأخذ ما يناسبه ويضيف إليه بما يتسق مع الطريق الذي شقه، وهكذا تأتي الحبكة الفنية متناغمة إذ لا أحد يدعي أنها محاكاة لنماذج نعيشها.

 الفيلم واجه إشكالية في العرض
إذا كانت فكرة الفيلم تكمن في الانتقام من تجار المخدرات وقطع رأس الحية، فالمشاهد التي جرى توظيفها تصب في هذا الهدف، ورغم المبالغة جاءت متقنة من الناحية الفنية ولافتة للجمهور على مستوى الجاذبية.

قد يكون تاه مع أحداث النصف الأول من الفيلم هذا الخيط، غير أن النصف الثاني من الفيلم الذي استغرق نحو الساعتين كان منصفا في عملية كشف الأبعاد الحقيقية للعصابة التي يقودها أدهم وريث عائلة جبران.

طغت على دور منى زكي الفانتازيا التي تجد نفسها فيها مع أنها ظهرت وسط الجحيم واختطفت أكثر من مرة من قبل أسرة جبران وغيرها، جاء دور أدهم غامضا مقارنة بدور شقيقه حسن أو العنكبوت، فالثاني تصاعدت تطوراته بطريقة سلسة كثيرا ومفهومة في الأبعاد والأهداف والدلالات.

كانت المشكلة في شخصية أدهم، حيث بدا منخرطا في تجارة المخدرات بالوراثة من أذنيه إلى أخمص قدميه، وحاول أن يصبح جديرا بقيادة العائلة بعد وفاة والده بدلا من عمه وقام بدوره الفنان أحمد فؤاد سليم، ما اضطره إلى الدخول في صراعات للحفاظ على المكانة التي ورثها وبدأت تتداعى نتيجة خيانات الشركاء.

أزمتا العرض والسقا

لعب العنكبوت دورا في رفع الغطاء عن الكثير من أفراد العائلة وشركائها عبر قدرته على الوصول إلى معلومات سرية وتتبعها حتى تمكن من الإيقاع بالرأس الكبيرة في هذه التجارة، وهو غسان الصيرفي، بالتفاهم مع أدهم، وجهاز الشرطة الذي ألقى القبض على الصيرفي، كأن هذه الخطوة تشفي غليل حسن وأدهم انتقاما لموت والدتهما، أو يمكن أن تقضي على تجارة المخدرات وتمنع رواجها.

واجه فيلم “العنكبوت” إشكالية في العرض، فقد انتهى تصويره قبيل انتشار فايروس كورونا في بداية عام 2020 وكان جاهزا للعرض وتأجل أكثر من مرة بسبب الإجراءات الوقائية المفرطة، وعندما تم تخفيفها وبدأت السينما تسترد نصف عافيتها رأى صناع العمل التمهل حتى وجدوا في موسم عيد الفطر الأخير توقيتا مناسبا.

نافس “العنكبوت” فيلم “واحد تاني” بطولة أحمد حلمي، وفيلم “زومبي” بطولة علي ربيع، وجاء شباك التذاكر في صالح فيلم حلمي، مع أن حبكته الفنية خالفت التوقعات العالية له وبدا “العنكبوت” أعلى من جهة الحبكة الفنية، مع استبعاد “زومبي” من المنافسة، لأنه جاء بعدهما بمسافة كبيرة، من ناحيتي الكفاءة الفنية وشباك التذاكر.

يواجه الفنان أحمد السقا حالة غير مفهومة من السلبية، البعض يقول إنها متعمدة، وآخرون ذهبوا إلى أن مستواه الفني المتراجع هو السبب، وظهرت الانتقادات بوضوح في دوره في مسلسل “الاختيار 3” وعرض في رمضان الماضي، ثم تأكدت مع “العنكبوت”، في حين كان السقا عند حسن الظن الفني به في العملين. 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي