جماعات إسلامية في الهند تدعو لتجنّب الاحتجاج إثر حملة هدم للمنازل

رغم العدوان على المسلمين : رئيس الوزراء الهندي مودي لم يعلق على التصريحات المناهضة للإسلام التي أشعلت الاحتجاجات

وكالات - الأمة برس
2022-06-13

لأنه مسلم هُدم منزله (تواصل اجتماعي)مومباي - تفجّرت الأوضاع في الهند بعد ارتفاع وتيرة الاحتجاجات ضدّ التعليقات المناهضة للإسلام والمسيئة للنبي محمد، لكنها عادت بالسلب على المسلمين حيث يواجهون حملة اعتقالات واسعة وعمليات هدم لمنازلهم.

وللحد من هذه الممارسات، ناشد زعماء جماعات إسلامية بارزة ومساجد في الهند المسلمين الاثنين تعليق خطط الاحتجاج على التصريحات المسيئة للنبي محمد التي أدلى بها اثنان من أعضاء حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم.

وتم تداول رسالة تدعو إلى تجنب التجمعات الكبيرة بعد أن اتخذت المظاهرات منعطفا عنيفا الأسبوع الماضي، مما أدى إلى مقتل مراهقين مسلمين اثنين وإصابة أكثر من 30 شخصا من بينهم رجال شرطة.

وقال مالك أسلم العضو البارز في الجماعة الإسلامية الهندية، وهي منظمة إسلامية تعمل في العديد من الولايات “واجب على المسلمين أن يتحدوا عندما يستخف أي شخص بالإسلام ولكن في نفس الوقت من المهم الحفاظ على السلام”.

منظمات حقوقية تتهم حكومات المحافظات بهدم منازل مسلمين يشتبه بضلوعهم في أعمال العنف

وفي أواخر مايو وكذلك في وقت سابق من الشهر الحالي أدلى عضوان كبيران في حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي بتصريحات أساءت إلى المسلمين، مرة في مناظرة تلفزيونية وأخرى في وسائل التواصل الاجتماعي.

والعضوان هما المتحدثة باسم حزب الشعب الهندي الحاكم نوبور شارما، والمسؤول الإعلامي بفرع الحزب في العاصمة الهندية ناوين جيندال.

وعلق الحزب عضويتهما وقال إنه يندد بأي إساءة لأي دين، كما قدمت الشرطة بلاغين رسميين ضدهما، وهو ما من شأنه فتح تحقيق رسمي معهما، لكن ذلك لم يمنع نزول المسلمين الغاضبين إلى الشوارع للاحتجاج على التصريحات.

وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على ما لا يقل عن 400 ممن يشتبه بإثارتهم الشغب خلال الاضطرابات التي وقعت في عدة محافظات، وفُرض حظر تجول وتوقفت خدمات الإنترنت في بعض الأماكن.

ولم يعلق رئيس الوزراء مودي على التصريحات المناهضة للإسلام التي أشعلت الاحتجاجات حتى مع تنامي التنديد بها في الخارج.

وقدمت دول من بينها قطر والسعودية والإمارات وعمان وإيران، وجميعها ترتبط بعلاقات تجارية مهمة مع الهند، احتجاجات دبلوماسية واستخدمت وسائل التواصل الاجتماعي لمطالبة الحكومة الهندية باعتذار.

ومنذ وصوله إلى الحكم في عام 2014 هون مودي من شأن جذوره التي تعود إلى جماعة هندوسية قومية يتبعها حزبه، لكن كثيرين من المسلمين الذين يشكلون أقلية في الهند يتساءلون عن مكانتهم في المجتمع في ظل حكم حزب بهاراتيا جاناتا.

وحزب بهاراتيا جاناتا هو أكبر حزب سياسي في العالم من حيث عدد الأعضاء، إذ يبلغ عددهم حوالي 110 ملايين معظمهم من الهندوس.

ويُعرف مودي بعدائه للمسلمين خاصة بعد أوامره للشرطة بعدم التعرض للهندوس خلال مذابح غوجارات في فبراير 2002، وساعده ذلك على الصعود في الحزب إلى أن رُشِّح لقيادته في انتخابات 2014.

ويقول البعض إن الحزب انتهج خط المواجهة، ويروج لفكرة أن الهند دولة هندوسية وهاجم المعارضين “المعادين للقومية”، وهو أمر يعتبره العديد من المسلمين محاولة لتهميشهم.

ويشكل المسلمون 13 في المئة من عدد سكان الهند الذي يتجاوز مليار نسمة، ويصل عددهم إلى حوالي 200 مليون، ما يجعل الهند ثالث أكبر بلد من حيث أرقام المسلمين، بعد إندونيسيا وباكستان.

ويتهم بعض المسلمين ومنظمات حقوقية بعض حكومات المحافظات الهندية بهدم منازل مسلمين يشتبه بضلوعهم في أعمال العنف ويقولون إن هذه الإجراءات تخالف القواعد المقررة.

وأفادت تقارير صحافية بأن قوات الأمن الهندية هدمت منازل العديد من الشخصيات الإسلامية، التي يُزعم أنها مرتبطة بأعمال شغب أثارتها تصريحات مسيئة للنبي محمد.

وطُلب من مالكي العقارات المعنيين في محافظة أوتار براديش إخلاء منازلهم مسبقا.

وهدمت السلطات المختصة بتنمية الأحياء في منطقة براياجراج في محافظة أوتار براديش الأحد منزل الناشط ورجل الأعمال المسلم محمد جاويد. وقالت السلطات إن أجزاء من المنزل أقيمت بالمخالفة للقانون وإن جاويد لم يمثل في جلسات بشأن الأمر في مايو.

الحكومة الهندية تواصل تجاهل الانتقادات المحلية، ولم تعلّق على الأنباء المنتشرة حول هدمها لمنازل مسلمين واعتقالها آخرين

وقال كيه.كيه روي محامي جاويد إن الأسرة تلقت صورة من مذكرة الهدم في وقت متأخر من مساء الجمعة، قبل تنفيذ الهدم بيومين، وإن البيت مملوك لزوجة جاويد وليس له.

وقال روي “لا يمكن تبرير الإجراء الذي اتخذته الإدارة. إنه غير قانوني وغير دستوري”، مضيفا أن الأسرة قد تقيم دعوى بشأن ذلك أمام المحكمة العليا الهندية.

وقالت صحيفة هندوستان تايمز الناطقة بالإنجليزية إن أحد المنازل التي هدمت هو منزل سياسي يدعى جاويد أحمد. ابنة هذا الرجل هي أفرين فاطمة، وهي ناشطة إسلامية بارزة في مجال حقوق الإنسان.

وغرد مريتيونجاي كومار المستشار الإعلامي لرئيس وزراء محافظة أوتار براديش، مرفقا صورة جرافة تهدم مبنى وقال “فلتتذكر العناصر الجامحة، كل جمعة يتبعه سبت”.

وتواصل الحكومة الهندية تجاهل الانتقادات المحلية، ولم تعلّق على الأنباء المنتشرة حول هدمها لمنازل مسلمين واعتقالها آخرين، ورأت أن احتجاج الدول العربية والإسلامية “لا مبرر له”. لذلك لا يرجح مراقبون أن يرسم هذا الخلاف الدبلوماسي أي خطوط حمراء طويلة الأمد حول خطاب اليمين الهندوسي المعادي للمسلمين، ولن يضع حدا للانتهاكات والمضايقات الممارسة في حق المسلمين.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي