حكام إيران يطورون برنامجهم النووي.. وإدارة بايدن تقف مكتوفة الأيدي

د ب أ- الأمة برس
2022-06-13

لم تتخذ  إدارة بايدن حتى الآن أي إجراء ملموس لمنع إيران من أن تصبح دولة نووية رغم هذه التقارير الخطيرة (ا ف ب)

واشنطن: يرى مجيد رفيع زاده، رئيس المجلس الدولي الأمريكي للشرق الأوسط، في تقرير نشره "معهد جيتستون" الأمريكي، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تقف مكتوفة الأيدي ،بينما حكام إيران يواصلون تطوير برنامجهم النووي ودفعه للأمام.

وعلى مدى قرابة عام ونصف ، أجرت مجموعة 5+1) الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا إضافة إلى ألمانيا) مفاوضات غير مثمرة مع إيران ، وطيلة هذا الوقت نجحت بوضوح المؤسسة الدينية في الجمهورية الإسلامية في تسريع وتيرة برنامجها النووي من خلال زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم من 20%إلى 60%، وإنتاج معدن اليورانيوم وتركيب أجهزة طرد مركزية إضافية متقدمة.

وبعد الموافقة على توسيع آلية المراقبة لوكالة الطاقة الذرية من خلال إعادة نصب كاميرات مراقبة منذ عام ، أعلنت إيران بعد ذلك أنها لن تسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية برؤية الصور التي تلتقطها هذه الكاميرات.

وأضاف رفيع زاده، عضو مجلس إدارة مجلة"هارفارد إنترناشيونال ريفيو" بجامعة هارفارد، أن الأمر الأكثر أهمية هو أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت في الشهر الماضي أن إيران لديها الآن كمية من اليورانيوم المخصب تكفي لصنع قنبلة نووية.

ويرفض النظام الإيراني أيضا الإجابة على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن جزئيات يورانيوم عثر عليها في ثلاثة مواقع نووية سرية لم يتم الكشف عنها في إيران.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية " إيران لم تقدم تفسيرات موثوقة من الناحية الفنية تتعلق بما عثرت عليه الوكالة في هذه المواقع ...الوكالة لاتزال مستعدة للتواصل بدون تأخير مع إيران لتسوية كل هذه الأمور".

وحذر معهد العلوم والأمن الدولي في شهر تشرين الثاني /نوفمبر عام 2021 من أن :" إيران لديها كمية كافية من سادس فلوريد اليورانيوم المخصب في شكل يورانيوم مخصب بنسب قريبة من 20و60% لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم الذي يُستخدم في صنع أسلحة.

وأضاف المعهد " إيران يمكنها القيام بذلك بدون استخدام أي من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 5% كمادة وسيطة ".

وتابع " زيادة مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة قريبة من 20و60% قد قلص بدرجة خطيرة الفترة الزمنية لصنع سلاح نووي".

ومع ذلك، لم تتخذ  إدارة بايدن حتى الآن أي إجراء ملموس لمنع إيران من أن تصبح دولة نووية رغم هذه التقارير الخطيرة ، وحتى على الرغم من أن بيانا مشتركا اصدرته المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا اعترف بأن"إيران ليس لديها حاجة مدنية موثوقة لمعدن اليورانيوم للابحاث والتطوير وإنتاجه ،وهذه خطوة رئيسية في تطوير سلاح نووي".

وقال رفيع زاده إن إدارة بايدن سوف تحسن صنعا في أن تفهم أنه إذا أصبحت الجمهورية الإسلامية دولة نووية ، فإن هناك الاحتمال الخطير المتمثل في وقوع أسلحة نووية في أيدى وكلاء إيران وميليشياتها الإرهابية أو أن يتقاسم النظام الإيراني ما لديه من تكنولوجيا نووية مع هذه المجموعات ،ناهيك عن سباق التسلح النووي الذي سوف ينطلق في المنطقة.

ويقوم النظام الإيراني أيضا بتشييد مصانع للأسلحة في الخارج ،وتصنيع صواريخ باليستية وأسلحة ، تشمل صواريخ دقيقة التوجيه ذات تكنولوجيا متقدمة - لضرب أهداف معينة في دول أخرى، بما في ذلك في سوريا .

وكشف التقرير الأحدث" للجنة الخبراء بشأن اليمن "التابعة لمجلس الأمن الدولي ، هذا العام النقاب عن أن الحوثيين في اليمن يحصلون على كمية كبيرة من الأسلحة من النظام الإيراني.

وقال التقرير " هناك مجموعة متزايدة من الأدلة تشير إلى أن أفرادا وكيانات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية يقدمون كميات ضخمة من الأسلحة والمكونات للحوثيين".

ومن المعروف أن وزارة الخارجية الأمريكية صنفت منذ سنوات النظام الإيراني على" أنه دولة راعية للإرهاب" .

وقد تم مؤخرا صدور حكم بالسجن عشرين عاما على أحد دبلوماسي النظام وهو أسد الله أسدي ، الذي يُحاكم في أوروبا على خلفية مؤامرة فاشلة لتنفيذ تفجير إرهابي في باريس والذي تم خلاله استهداف تجمع لـ"إيران الحرة" .

واعتقلت عدة دول ،بما في ذلك الكويت ، خلايا لجواسيس إيرانيين كانوا يحاولون التسلل إلى أراضيها ، وتبين أن إيران تستخدم سفاراتها ودبلوماسييها في الدول الأجنبية لمثل هذه الأغراض.

وربما تفهم إدارة بايدن أن نظام إيران ثوري يعطى أولوية لتحقيق مثله الثورية، وتتمثل هذه المُثل في تصدير ايديولوجيته ونظام حكمه لدول أخرى حول العالم.

وأدرج النظام في الحقيقة هذه المهمة الخطيرة في دستور إيران ، وتنص الديباجة على " أن مهمة الدستور هو خلق الظروف التي من شأنها أن تؤدي إلى تطوير الإنسان وفقا للقيم النبيلة والعالمية للإسلام (الشيعي).

ويمضي الدستور بالقول إنه "يقدم الأساس الضروري لضمان استمرار الثورة في الداخل والخارج".

وفي القريب العاجل سوف يسفر نهج إدارة بايدن باسترضاء حكام إيران وسياسة الانتظار والترقب ، عن بقاء العالم في ظل وجود إيران الخطيرة المسلحة نوويا.

واختتم رفيع زاده تقريره بالقول إنه إذا تحركت إدارة بايدن لإزالة الأسلحة النووية الإيرانية ، فإن هذه الخطوة لن تخلص فحسب العالم من نظام آخر قاس لايرحم يتصرف على نحو مستبد في الداخل والخارج ، ولكنها سوف تؤدي أيضا على الفور إلى ارتفاع شعبية بايدن في استطلاعات الرأي.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي