بمجرد "زوال العاصفة".. تايمز: غضب العالم الإسلامي ضد نيودلهي لن يحمي مسلمي الهند

2022-06-10

حزب مودي الهندوسي نجح في الإجماع "المستحيل" للعالم الإسلامي في إدانة حكومته وحزبه (أ ف ب)

توقع مقال بصحيفة تايمز (The Times) البريطانية أن تحتل التجارة مع الهند الأولوية على الأخطار التي تواجه المسلمين هناك بمجرد "زوال العاصفة" الحالية التي أثارتها الإساءة لمقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم من قبل بعض قادة حزب بهاراتيا جاناتا الهندي الحاكم.

وقال الكاتب ديباسيش روي شودري في مقال بالصحيفة أن حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ستعود إلى طرقها القديمة، على الأرجح، وستلقي بعض المسلمين في السجن عقب تحميلهم مسؤولية مؤامرة متخيلة لإيذاء الهند، وسيتم إطلاق العنان للشرطة وآليات الدولة التي تم إيقافها في الوقت الحالي على المسلمين، وسيعود مودي إلى احتضان الملوك والرؤساء المسلمين في جولاته الخارجية. وما دام لن يعود أحد للإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم مرة أخرى فسيتم العمل كالمعتاد.

الإجماع المستحيل

وأضاف شودري أن حزب مودي الهندوسي نجح في الإجماع "المستحيل" للعالم الإسلامي في إدانة حكومته وحزبه، مشيرا إلى انضمام إيران وتركيا والسعودية والأزهر ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي والعديد من الدول الإسلامية إلى الاحتجاجات الرسمية التي وجهتها دولة قطر والكويت واستدعاء سفراء الهند لديها والمطالبة بالاعتذار.

وقال إن هذه الاحتجاجات حاصرت السفارات الهندية التي ردت "بشكل غير مقنع" بأن تصريحات المتحدثين باسم الحزب الحاكم المسيئة لمقام النبي محمد "لا تعكس وجهات نظر الحكومة"، وأنها في الواقع آراء "عناصر هامشية".

ووصف الكاتب رد السفارات وتأكيد الحزب الحاكم في بيان صحفي أنه "يحترم جميع الأديان ويعارض بشدة أي أيديولوجية تهين أو تحط من قدر أي طائفة أو دين" بأنه أبعد ما يكون عن الحقيقة.

وأكد أن حزب بهاراتيا جاناتا يعارض الديمقراطية الشاملة في الهند، وله هدف معلن يتمثل في إعادة تشكيل الدولة بوصفها "هندوسية"، وكان صعوده مدعوما بحشد الناخبين الهندوس وتخويفهم من الأقليات، مشيرا إلى أن المسلمين في الهند -البالغ عددهم 200 مليون- هم الأهداف الرئيسية لسياساته "المتعصبة"، التي تستغل القضايا الاجتماعية الحساسة لاستقطاب الناخبين، وتجرد المسلمين بشكل روتيني من إنسانيتهم ​​وتشيطنهم، وتنشر رسائل سياسية معادية للإسلام وتشجع على عنف الغوغاء ضد المجتمع المسلم.

وأشار الكاتب إلى أن توقعات الهنود المعجبين بمودي منفصلة عن دوافع الهند الاقتصادية والإستراتيجية؛ فدول الخليج الست تمثل وحدها 15% من التجارة العالمية للهند، وتزودها بثلث احتياجاتها من الوقود، وتوظف 9 ملايين هندي تمثل تحويلاتهم المالية 65% من جملة التحويلات السنوية للهنود العاملين بالخارج، والتي تزيد على 80 مليار دولار.

ومع ذلك، يقول الكاتب إن الدول الإسلامية "تقدر" الهند أيضا لقوتها الاقتصادية المتنامية، ولن ترغب في تعريض علاقاتها للخطر؛ فالاستهداف المتزايد للمسلمين في الهند في السنوات الثماني تحت حكم مودي لم يثر أبدا قلق أي دولة إسلامية، ولكن هذه المرة ربما تكون هذه الحكومات قد أُجبرت على التصرف من أجل استباق المشاكل من المحافظين المتدينين في الداخل.

واستمر يقول إن المسلمين الهنود المحاصرين ربما يستفيدون من الغضب الإسلامي والعالمي، لكنها ستكون استفادة -في أحسن الأحوال- مؤقتة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي