بعد 100 يوم من الـ"عملية الخاصة".. الشعب الروسي أصابه الملل إزاء الحرب في أوكرانيا

د ب أ- الأمة برس
2022-06-09

في تطور يجمع كل أنواع الاحباطات إزاء الكارثة المستمرة، طالب مؤيدو المعارض البارز أليكسي نافالني مؤخرا بفرض عقوبات على أليكسي فينيديكتوف (أ ف ب)

واشنطن: من المؤكد أن 100 يوم فترة طويلة للغاية بالنسبة لشىء أطلق عليه" عملية خاصة"؛ والمقصود بالطبع هو حرب روسيا في أوكرانيا التي يرى الصحفي الروسي أندريه كوليسنيكوف أنه كلما يطول أمدها وتصبح روتينية، يخبو اهتمام الرأي العام الروسي بها.

ويضيف كوليسنيكوف في مقال نشره موقع مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي أنه ربما يعتقد المرء أن هذا في صالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكن اللامبالاة المتزايدة تسفر عن نتائج عكسية لا يرغبها بوتين من الجماهير. وعلاوة على ذلك، فإنه كلما أصبحت الحرب روتينية بصورة متزايدة، لن يستطيع حتى لأقوى مؤيدي بوتين تجاهل الكابوس الذي لا نهاية له، والذي بدد ماضيهم وسرق مستقبلهم.

ويقول كوليسنيكوف إن هناك شيئا يمكن قوله بكل تأكيد وهو أنه مهما كانت نهاية الحرب ، سيظل الروس منبوذين، وسيظل الرأي العام الغربي يعتبر أنهم مثل الألمان تماما في عام 1945. ومع نزوح 14 مليون شخص من ديارهم، وهو عدد مذهل حقا، سيظل الروس يواجهون العزلة والإدانة.

ويشير كوليسنيكوف إلى أن الدعم العام لـ" العملية الخاصة" ما زال محرجا: ففي استطلاع للرأي أجراه مركز ليفادا الشهرالماضي كان عدد من أعربوا عن " تأييدهم التام" لـ" العملية الخاصة" أقل من النصف ، وكان أقوى تأييد صادر من الفئة العمرية التي تزيد على 55 عاما. وقال 30 % آخرون أنهم" يؤيدون العملية إلى حد ما".

ومع ذلك، فإن المجتمع يشهد بعض العمل الاخلاقي الداخلي الصعب: فعلى الرغم من الروتينية المتزايدة للحرب وتراجع الاهتمام بها، بدأ الروس يفكرون عن مدى مسؤوليتهم عما يحدث. ويقول كوليسنيكوف إن هذا شىء جديد: إذ أن نحو ثلث من شاركوا في الاستطلاع يعتقدون أن" أناسا مثلهم" يعتبرون مسؤولين " عن وفيات المدنيين والتدمير في أوكرانيا".

وعلى مدار شهر، زاد عدد المشاركين في الاستطلاعات الذين يتوقفون للتفكير بنسبة 8%. وهذه هي المؤشرات التي تستحق الملاحظة أكثر من نسبة الـ"80%" سيئة السمعة التي استشهد بها أولئك الذين يعتبرون أن أخلاق كل الروس انحطت وكذلك أولئك الذين يستخدمون علم الاجتماع لتبرير الإضفاء المستمر للطابع القديم على النظام السياسي( بما في ذلك السكرتير الصحفي للرئاسة ديمتري بيسكوف).

ويرى كوليسنيكوف أن الدولة الروسية تجد نفسها في أزمة نفسية حاليا. وفي ظل ذلك، يؤيد بعض الروس بشدة العملية بحماس وطني. وهناك آخرون ينخرطون في مشاحنات لا نهاية لها. والذين غادروا روسيا يوجهون اللوم إلى من فضلوا البقاء ، حتى إلى أولئك الذين يعارضون النظام. من ناحية أخرى، فإن من بقوا في روسيا يتخذون موقفا يتسم بالتحدي إزاء منتقديهم، ويطالبونهم بالعودة والمشاركة في مقاومة مدنية وسياسية في وجه ديكتاتورية بوليسية وحشية.

ويقول كوليسنيكوف إن ما لم يكن يخطر على البال أصبح أمرا روتينيا. ويشمل ذلك الجدل حول الروس" الجيدين" و" السيئيين" واضطهاد المنشقين. ويقدر محامي حقوق الانسان الروسي بافيل تشيكوف أنه حتى نهاية أيار/ مايو الماضي تم بدء نظر 53 قضية جنائية تتعلق بـ" الأخبار الكاذبة" عن القوات المسلحة الروسية، و2029 قضية إدارية تتعلق بالإساءة للقوات المسلحة. كما أن قائمة أسماء " العملاء الأجانب" تتزايد باستمرار.

وفي تطور يجمع كل أنواع الاحباطات إزاء الكارثة المستمرة، طالب مؤيدو المعارض البارز أليكسي نافالني مؤخرا بفرض عقوبات على أليكسي فينيديكتوف، رئيس التحرير السابق لإذاعة" إيكو موسكو" الذي وصفه الكرملين بأنه" عميل أجنبي". وبمعنى آخر، هناك جماعات من أطراف مختلفة للغاية تهاجم نفس الشخص لآسباب مختلفة تماما.

ويفعل المواطنون الروس العاديون كل ما في وسعهم لانتزاع أنفسهم من الموقف الذي تواجهه روسيا. فبالنسبة للاتجاهات في سوق الكتب : لم يعد الروس يقرأون الكتب الخاصة بالأعمال التجارية أو مساعدة النفس. وبدلا من ذلك زادت مبيعات كتب الخيال، لا سيما للهروب من الواقع مثل الرويات الرومانسية، وكتب الخيال العلمي، والقصص الخيالية. ومنذ عدة سنوات كان الروس يشترون كتاب"الرأسمالية" لعالم الاقتصاد الألماني كارل ماركس وكتاب " الرأسمالية في القرن الحادي والعشرين" للمفكر الاقتصادي الفرنسي توماس بيكيتي .

وزادت الآن مبيعات رواية" 1984" للروائي البريطاني جورج أورويل.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي