دروس حرب أوكرانيا.. لوفيغارو: القوات الخاصة تستعد لتحديات وتحولات جديدة

2022-06-08

من دون التخلي عن عمليات مكافحة الإرهاب وإطلاق الرهائن، تستعد القوات الخاصة الفرنسية لنوع جديد من القتال (أ ف ب)

قالت صحيفة لوفيغارو (Le Figaro) الفرنسية إن القوات الخاصة -التي تتميز بخفتها وتدريبها الفائق وقدرتها على استخدام القليل من الوسائل للحصول على الكثير من الأهداف- تشهد في خضم الحرب الدائرة في أوكرانيا بزوغ عصر جديد يسرع من تحولها وتغير دورها بعد 30 عاما من إنشائها.

وقال ضابط كبير في قيادة العمليات الخاصة الفرنسية إنهم يستعدون لتحول جديد، مدفوعين بخطر الحرب المكثفة في أوكرانيا، مؤكدا شعوره بانتهاء دورة من تاريخ هذه القوات التي عانت من الاستغلال الزائد في جميع مسارح العمليات في العالم، منذ التطورات التي شهدتها أفغانستان وفي منطقة الساحل.

وأشار هذا الضابط -في تقرير للصحيفة بقلم نيكولا باروت- إلى أنهم يواصلون العمل من أجل تطوير هذه القوات بعد أن انتهى ذلك العصر الذي اقتصر فيه دورها على مهمة إدارة الأزمات ومكافحة الإرهاب.

وبما أن على القوات المسلحة الخاصة -كما يقول الضابط الفرنسي- أن تجد لنفسها مكانا جديدا في صراع القوى، فإن هيئة الأركان الفرنسية تركز منذ أكثر من 3 أشهر اهتمامها على استخدام القوات الخاصة من قبل الخصمين الروسي والأوكراني من أجل استخلاص الدروس التي يمكن تعلمها من هذا الصراع.

ومع أن القوات الخاصة الروسية لعبت دورا رئيسيا في دونباس عام 2014، ورجحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نشرها في حرب 2022، فإن موسكو فضلت تفويض مرتزقة من مجموعة فاغنر لتصميم عمليات لاغتيال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وظل استخدام القوات الخاصة الروسية "منخفضًا بشكل غريب" كما يقال في دائرة الأمن والتعاون الفرنسية.

وفي المقابل، استفاد الجيش الأوكراني منذ عام 2014 من التدريب الذي قدمه الغرب، وقال مصدر عسكري "عاد للقتال في منطقة خطرة في مواجهة قوة مسلحة ضخمة، على عكس مكافحة الإرهاب التي طبعت استخدام القوات الخاصة لمدة 20 عاما".

السرية وتنوع المهام

ومن دون التخلي عن عمليات مكافحة الإرهاب وإطلاق الرهائن، تستعد القوات الخاصة الفرنسية لنوع جديد من القتال، وهم يتدربون الآن على مهام أخرى أكثر إلحاحا من خلال تعزيز قدراتهم على السرية وتنوع المهام، مع دمج الصراع من أجل النفوذ، وفق ما جاء في تقرير لوفيغارو.

وبعد مناورة "أوريون" العسكرية التي ستجرى في فرنسا عام 2023، سيتم دمج وحدات القوات الخاصة في الجيوش، كل حسب اختصاصه، في نموذج فريد من نوعه يدمج القوات الخاصة في كل من القوات البرية والجوية والبحرية.

عصر رابع

وفي أفغانستان ومنطقة الساحل -كما يقول الكاتب- وجدت القوات الخاصة نفسها في قلب العمليات العسكرية، وستحتفظ بمكانها هذا في الصراعات الحادة وفي الصراع بين القوى، و"يمكن تكييفها للعمل في المنطقة الرمادية" كما يقال داخل قيادة القوات الخاصة و"في كل مرحلة من مراحل الصراع تستطيع هذه القوات التدخل أو ردع الخصم بتكلفة أقل".

وختم الكاتب بما أكده قائد العمليات الخاصة الفرنسية، الجنرال برتراند توجوز، من أن القوات الخاصة تدخل "عصرها الرابع" وهي أمام تحديات تواجه التحول الذي يتعين القيام به، من خلال اكتساب مهارات جديدة، الحاجة إلى إنشاء طرق جديدة للعمل مع المجتمع، الاستخبارات العسكرية والمدنية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي