الأرجنتين تقسو على إيطاليا بثلاثية وتحرز كأس (فيناليسيما 2022)

لندن - توج منتخب الأرجنتين بلقب كأس الأبطال (فيناليسيما 2022)، عقب فوزه الكبير 3 / صفر على منتخب إيطاليا، الأربعاء، على ملعب (ويمبلي) العريق في العاصمة البريطانية لندن.

وجمعت مباراة كأس فيناليسيما 2022 بين المنتخب الأرجنتيني، بطل كأس أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) العام الماضي، ومنتخب إيطاليا، حامل لقب كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) التي أقيمت العام الماضي أيضا.

وسيطر المنتخب الأرجنتيني (الملقب بالتانجو) على معظم فترات المباراة، حيث كان بإمكانه تسجيل المزيد من الأهداف، لولا سوء الحظ الذي صادف نجومه في أكثر من فرصة، ليبرهن عن جاهزيته من الآن للمشاركة في كأس العالم.

في المقابل، بدا المنتخب الإيطالي ( الملقب بالأزرق) باهتا للغاية وظهر لاعبوه بعيدين تماما عن مستواهم المعتاد، ليثير قلق جماهيره قبل لقائه المرتقب مع ضيفه المنتخب الألماني يوم السبت القادم في مستهل مباريات المنتخبين بالمجموعة الثالثة للقسم الأول من مرحلة المجموعات ببطولة دوري الأمم الأوروبية.

وافتتح لاوتارو مارتينيز التسجيل لمنتخب الأرجنتين في الدقيقة 28 بعد تمريرة رائعة من الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي، فيما أضاف آنخيل دي ماريا الهدف الثاني في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الأول، من صناعة مارتينيز.

واختتم (البديل) باولو ديبالا مهرجان الأهداف الأرجنتينية، بعدما أحرز الهدف الثالث في الدقيقة الرابعة (الأخيرة) من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الثاني.

وتعد هذه هي النسخة الثالثة من كأس فيناليسيما، التي تجرى بين بطلي كأسي أمريكا الجنوبية والأمم الأوروبية.

وانطلقت النسخة الأولى للبطولة عام 1984، وتوج بها المنتخب الفرنسي، بطل أوروبا آنذاك على حساب منتخب أوروجواي، حامل لقب كوبا أمريكا، بعدما تغلب عليه 2 / صفر.

أما النسخة الثانية، فأقيمت عام 1993، حيث فاز منتخب الأرجنتين، بطل كوبا أميركا عام 1991، بركلات الترجيح على نظيره الدنماركي، بطل أوروبا عام 1992، عقب تعادلهما 1 / 1.

وبينما عجز منتخب إيطاليا عن التأهل لكأس العالم، المقررة في قطر العام الجاري، للنسخة الثانية على التوالي، بعدما فشل في اجتياز التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال 2022، فإن المنتخب الأرجنتيني يشارك في البطولة التي تقام ما بين شهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر من العام الجاري، والأمل يحدوه في الفوز باللقب للمرة الثالثة، بعدما أحرز الكأس عامي 1978 بالأرجنتين و1986 في المكسيك.

ويأتي هذا الفوز، ليكتسب منتخب الأرجنتين قوة دفع لا بأس بها قبل مشاركته في المونديال، حيث أوقعته قرعة مرحلة المجموعات بالبطولة في المجموعة الثالثة، التي تضم منتخبات المملكة العربية السعودية والمكسيك وبولندا.

وبهذا الانتصار، واصل منتخب الأرجنتين تفوقه على نظيره الإيطالي للمباراة الرابعة على التوالي، حيث يرجع آخر فوز للمنتخب الأزرق على نظيره اللاتيني إلى عام 1987.

كما منح هذا الفوز الانتصار الأول للأرجنتين على ملعب ويمبلي، لينهي سلسلة عدم الفوز على هذا الملعب، التي استمرت في لقاءاته الستة التي خاضها عليه.

جاءت المبادرة الهجومية من جانب منتخب الأرجنتين، حيث سدد دي ماريا كرة من منتصف الملعب في الدقيقة الثالثة، محاولا استغلال تقدم جانلويجي دوناروما، حارس مرمى منتخب إيطاليا عن مرماه، ولكن الكرة ذهبت سهلة للحارس.

وحصلت الأرجنتين على ركلة حرة مباشرة من موقع جيد بالملعب في الدقيقة السابعة، لينفذها النجم ليونيل ميسي، لكنه سدد الكرة في الحائط البشري.

بمرور الوقت، بدأ منتخب إيطاليا الدخول لأجواء اللقاء، حيث سنحت أول فرصة له في الدقيقة 12 عن طريق جياكومو راسبادوري، الذي سدد من خارج منطقة الجزاء، لكن إيميليانو مارتينيز، حارس مرمى الأرجنتين، أمسك الكرة بثبات.

فرض منتخب إيطاليا سيطرته ، واستحوذ لاعبوه على الكرة، وأرسل فيديريكو بيرنارديسكي كرة عرضية زاحفة من الناحية اليمنى في الدقيقة 19، لكن كريستيان روميرو، مدافع الأرجنتين، أبعد الكرة في الوقت المناسب لركنية لم تسفر عن شيء.

ولم تمر سوى دقيقتين، حتى سدد أندريا بيلوتي ضربة رأس، ذهبت في منتصف المرمى، ليمسك مارتينيز الكرة بسهولة، فيما حصل المنتخب الأزرق على ركلة حرة في الدقيقة 23، لكنها اصطدمت في الحائط البشري لتخرج إلى ركنية لم تستغل.

استشعر منتخب الأرجنتين الحرج، ليعود لنشاطه الهجومي من جديد، وسدد ميسي من خارج المنطقة في الدقيقة 25، لكنها اصطدمت في الدفاع، أعقبها تسديدة أخرى من داخل المنطقة في الدقيقة 27، كان لها دوناروما بالمرصاد.

 وبعد مرور دقيقة واحدة، افتتحت الأرجنتين التسجيل عن طريق لاوتارو مارتينيز، حيث استخلص منتخب (التانجو) الكرة من الدفاع الإيطالي، لتصل الكرة إلى ميسي، الذي انطلق بالكرة من الناحية اليسرى، قبل أن يرسل عرضية زاحفة، قابلها مارتينيز، المتواجد أمام المرمى مباشرة، بتسديدة مباشرة، واضعا الكرة داخل الشباك.

وكادت إيطاليا أن تدرك التعادل سريعا في الدقيقة 30 عبر تسديدة مباغتة من نيكولو باريلا، غير أن إيمليانو مارتينيز أبعد الكرة لركنية لم تثمر عن شيء.

على عكس المتوقع، هدأ إيقاع المباراة تماما، حيث انحصر اللعب في منتصف الملعب في ظل عدم وجود ردة فعل من جانب المنتخب الإيطالي.

وكسر منتخب الأرجنتين حاجز الصمت، بعدما أضاف دي ماريا الهدف الثاني لرفاق ميسي في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الأول.

ومن هجمة بدأها إيميليانو مارتينيز، الذي مرر كرة أمامية إلى لاوتارو، لينطلق بالكرة في منتصف الملعب، قبل أن يرسل تمريرة بينية ماكرة لدي ماريا، الذي انفرد على إثرها بالمرمى، ليستغل تأخر تقدم دوناروما من مرماه، ويضع الكرة ساقطة (لوب) خلف الحارس الإيطالي، وتعانق الشباك، لينتهي الشوط الأول بتقدم الأرجنتين 2 / صفر على إيطاليا.

اتسمت بداية الشوط الثاني بالهدوء، حيث ندرت الفرص التهديفية على المرميين، في ظل استحواذ متبادل على الكرة.

وكاد دوناروما أن يتسبب في اهتزاز شباكه بهدف آخر في الدقيقة 55، حينما تباطأ بغرابة شديدة في إبعاد الكرة التي مررها إليه زميله ليوناردو بونوتشي، ليتخلص منها من على خط المرمى.

أسرع منتخب إيطاليا من إيقاعه نسبيا، وسدد مانويل لوكاتيلي من خارج المنطقة في الدقيقة 58، لكن مارتينيز كان لها بالمرصاد، ليرد منتخب الأرجنتين بهجمة سريعة في الدقيقة 60، انتهت بتسديدة من داخل المنطقة عبر دي ماريا، لكن دوناروما أبعد الكرة بصعوبة بالغة بأطراف أصابعه لركنية.

وعاد دي ماريا لتهديد المرمى الإيطالي من جديد، بعدما تابع ركنية من ميسي، ليسدد مباشرة قذيفة صاروخية من خارج المنطقة في الدقيقة 62، لكن دوناروما كان في الموعد.

وأهدر جيوفاني لو سيلسو فرصة مؤكدة لإضافة الهدف الثالث للأرجنتين في الدقيقة 64، حينما تلقى تمريرة عرضية أرضية من الجهة اليمنى عبر ميسي، لتمر الكرة من الجميع، وتصل إليه ليسدد دون مضايقة من أحد، ولكنه هز الشباك من الخارج وسط دهشة الجميع.

وقاد ميسي هجمة سريعة للأرجنتين في الدقيقة 65، حيث انطلق بالكرة من منتصف الملعب، قبل أن يسدد من داخل المنطقة، غير أن دوناروما تصدى للكرة بصعوبة قبل أن يبعدها الدفاع لركنية.

وأنقذ دوناروما المنتخب الإيطالي من تلقي هدف آخر، عقب إنقاذه تسديدة من ميسي في الدقيقة 67.

عادت المباراة إلى الهدوء مرة أخرى، قبل أن يستفيق الجميع على هدف رائع من باولو ديبالا في الدقيقة الرابعة من الوقت الضائع للشوط الثاني.

وبعد مرور بضع دقائق من قدومه إلى المستطيل الأخضر قادما من مقاعد البدلاء، استخلص ديبالا الكرة من ميسي، ليسدد قذيفة زاحفة من خارج المنطقة، لترتطم الكرة بباطن القائم الأيسر، قبل أن تحتضن الشباك، ويطلق بعدها حكم المباراة صافرة النهاية، معلنا عن فوز كبير للأرجنتينيين.