بدعم رسمي : المتطرفون الهندوس يروجون لنظرية “استبدال” وأكذوبة “القنبلة السكانية” في حربهم ضد المسلمين

متابعات الأمة برس
2022-05-31

رئيس الوزراء ناريندرا مودي يشارك في بومي بوجان لبناء معبد رام في أيوديا ، 5 أغسطس ، 2020. (الصورة من موقع الحكومة الهندية)إبراهيم درويش

نشرت صحيفة “الغارديان “مقالا للصحفي تشارو سودان ناقش فيه خداع المتطرفين الهندوس واستخدامهم “أسطورة” “القنبلة السكانية” التي تدعي أن المسلمين الهنود سيزيد عددهم بسبب معدلات الخصوبة حتى يصبحوا الغالبية ويقضوا على الهندوسية. وقال إن هذه هي النسخة الهندوسية من “نظرية الاستبدال العظيم” التي تلجأ إليها جماعات اليمين المتطرف في أوروبا لمحاربة المسلمين في أوروبا وأمريكا والتضييق عليهم.
وقال الكاتب إن الكاهن ياتي نارسينغاناند وجه سابقا تحذيرا صارخا لمليار هندوسي في الهند: أنجبوا المزيد من الأطفال أو كونوا مستعدين للعيش في دولة إسلامية.
وأعلن الكاهن الهندوسي المتطرف في اجتماع ديني الشهر الماضي، وكان قد خرج بكفالة بعد اعتقاله في وقت سابق من هذا العام بتهم خطاب الكراهية: “بهذه الطريقة التي تتزايد بها أعدادهم (المسلمون)، سيكون هناك رئيس وزراء مسلم في عام 2029.. بمجرد حدوث ذلك، سيضطر 50% من الهندوس للتحول الديني، وسيقتل 40%” منهم.
إلا أن بيانات ناتجة عن مسح حكومي في شهر أيار/مايو كشفت عن كذبه الصارخ. وجاء فيها أن 14% فقط من البلاد يتبعون الإسلام.

هذه هي النسخة الهندوسية من “نظرية الاستبدال العظيم” التي تلجأ إليها جماعات
اليمين المتطرف في أوروبا لمحاربة المسلمين في أوروبا وأمريكا والتضييق عليهم.

وعليه فدعوة نارسينغاناند تكرر الخط الذي استخدمه العنصريون الهندوس لأجيال واللعب على وتر الخوف المتعلق باحتمالية وجود أغلبية مسلمة في الهند في دولة 80% من سكانها هندوس.
فالأسطورة الوحيدة التي يتم الاستشهاد بها بشكل متكرر: معدل الخصوبة أعلى بشكل ملحوظ بين المسلمين مقارنة بالمجتمعات الأخرى في الهند.
ويقول الكاتب أنه الآن، ومع القتل الجماعي الأخير الذي وقع في بوفالو، نيويورك، انطلق تدقيق جديد لـ “نظرية الاستبدال العظيم” لليمين المتطرف الأمريكي، فاخترقت البيانات الجديدة نسخة الهند الخاصة من النظرية، حيث يزعم أن الهندوس ضحايا للنمو الديموغرافي الإسلامي الدراماتيكي.
وفي هذا السياق يظهر أحدث مسح وطني لصحة الأسرة في الهند، أن معدل الخصوبة لدى المسلمين انخفض أكثر بين جميع المجتمعات بين 2015-2016 و2019-2020، ويبلغ الآن 2.36، أي ما يقرب من نصف الرقم – 4.4 – منذ ثلاثة عقود. في حين أن هذا لا يزال الأعلى بين جميع الأديان في الهند إلا أن الفجوة بينه وبين معدل الخصوبة الهندوسي – 1.94 – آخذ في التقلص. وأكدت الإحصاءات الأخيرة النتائج التي توصل إليها مركز بيو للأبحاث في أيلول/ سبتمبر الماضي، بناء على بيانات قديمة.
ويقول رئيس مفوضية الانتخابات الهندية السابق شهاب الدين قريشي، الذي يتحدى كتابه “الأسطورة السكانية” الذي نشر عام 2021 هذه الفكرة: “إن الأمر واضح كضوء الشمس: فكرة أن المسلمين سيصبحون أكبر مجتمع في الهند هي خدعة كاملة”.
وفي الوقت نفسه ألمحت تعليقات نارسينغاناند في نيسان/ أبريل إلى ذعر ثانٍ هو جزء من مجموعة أدوات القومية الهندوسية، كما يقول النقاد: أن التحولات الدينية القسرية تؤدي إلى استنزاف المجتمع الهندوسي. وأثبتت ستيفاني كرامر، عالمة الديموغرافيا الدينية التي قادت دراسة مركز بيو العام الماضي، أن العديد من الأشخاص الذين تحولوا إلى الهندوسية يساوي عدد الذين يتركون العقيدة. وفقا لدراسة بيو، فإن 0.7% من الهنود الذين ولدوا هندوسا يتعرفون حاليا على ديانة مختلفة، بينما نشأ 0.8% في دين آخر، ولكنهم الآن يعرفون على أنهم هندوس، كما تقول.
إنه نفس الشيء بالنسبة للمسلمين الهنود – سوى أنهم يخسرون من أعدادهم بطريقة أخرى. تقول كرامر: “يخسر المسلمون عددا من الناس يساوي ما يكسبونه من خلال التحول إلى الإسلام، ويغادر عدد أكبر من المسلمين الهند أكثر ممن يهاجر إليها منهم”.

ويقول قريشي إن الخوف من التهديد المفترض للأغلبية الهندوسية في الهند قد ازداد خلال السنوات الثماني الماضية. وهي فترة تتزامن مع حكم رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحزبه القومي الهندوسي بهاراتيا جاناتا. في نفس اليوم الذي تحدث فيه نارسينغاناند، طلب سادي ريثامبارا، الزعيم المتطرف في فيشوا هندو باريشاد المنتسبة لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، من الأزواج الهندوس إنجاب أربعة أطفال.
وإذا تم تضخيم “نظرية الاستبدال العظيم” من قبل أعضاء الكونغرس والشخصيات الإعلامية البارزة في الولايات المتحدة، فإن أعضاء البرلمان والقنوات التلفزيونية في الهند قد عمموا كذبة التهديد الديموغرافي للهندوس.
ورغم أن مودي من النادر ما يربط اليوم بمثل هذه التعليقات المثيرة للجدل، إلا أنه أثار المخاوف من حدوث انفجار سكاني من المسلمين في الماضي. وفي عام 2002، بعد أعمال شغب مناهضة للمسلمين في ولاية غوجرات حيث كان حينها رئيس وزراء الولاية، سخر مودي من معسكرات الإغاثة باعتبارها مصانع لإنتاج الأطفال. معلقا بعبارة “نحن خمسة، ولدينا 25″، قال، في إشارة إلى شعار تنظيم الأسرة في الهند: “نحن اثنين، لدينا اثنين”. وغالبا ما ترفض حكومة مودي البيانات غير المريحة من الباحثين الأجانب أو المنظمات الدولية. وقد رفضت قبول تقديرات منظمة الصحة العالمية بأن أكثر من 4 ملايين هندي، أو ثمانية أضعاف الرقم الرسمي، ماتوا بسبب كوفيد-19.

الكاهن ياتي نارسينغاناند وجه سابقا تحذيرا صارخا لمليار هندوسي في الهند:
أنجبوا المزيد من الأطفال أو كونوا مستعدين للعيش في دولة إسلامية.

وقد يكون اتباع هذا النهج أكثر صعوبة عندما تأتي البيانات من الحكومة نفسها، كما هو الحال مع الإحصاءات الجديدة حول معدلات الخصوبة، كما يقول الخبراء.
عند سؤاله عن الأرقام الجديدة، كان ألوك كومار، الرئيس الدولي لفيشو هندو باريشاد، أكثر حذرا من زميله، ريثامبارا يقول: “بدلا من النظر فقط إلى الفجوة في معدلات الخصوبة، يجب أن ننظر أيضا إلى الرقم المطلق – وهو مرتفع بالنسبة للمسلمين.. هذا شيء يجب على المسلمين التفكير فيه”.
وفي الواقع، “زاد استخدام وسائل منع الحمل الحديثة بين المسلمين بشكل كبير” من 22% في 1992-93 إلى ما يقرب من 66% في 2019-20، حسب قول مارغوبور راهمان، الباحث في المعهد الدولي للدراسات السكانية ومقره مومباي، والذي قاد المسح الأخير الذي أجرته الحكومة الهندية.
وفي النهاية يقول الكاتب إنه على الرغم من الحقائق الواضحة، لا يزال قريشي متشككا في أن اليمين المتطرف الهندوسي سيتخلى عن روايته المتطرفة، ويقول: “طالما أن هناك دعما مؤسسيا لهذه النظرية، فإنها لن تذهب. لكن هذا لا يغير مسؤوليتنا: لا يزال يتعين علينا مواجهة الأكاذيب بالحقائق”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي