أصدقاؤنا لم يموتوا عبثا.. الغارديان: محتجو السودان مصممون على إسقاط النظام العسكري

2022-05-29

تعمد الشرطة في نهاية كل أسبوع تقريبا إلى استخدام البنادق والغاز المسيل للدموع لإخلاء الشوارع من المتاريس والمتظاهرين (أ ف ب)

بعد مضي 3 سنوات على الثورة التي أطاحت بالرئيس السوداني عمر البشير، يأمل المحتجون السودانيون بأن يتمكنوا من الإطاحة بنظام آخر مستخدمين أدوات بسيطة تقتصر على الهواتف الذكية واللافتات والدراجات النارية.

هكذا لخصت صحيفة "الغارديان" (Guardian) البريطانية الوضع في السودان خلال الشهور الأخيرة، حيث يعمل نشطاء سياسيون لا ينتمون لحزب سياسي أو منظمة معينة، على إسقاط النظام العسكري القوي الذي يُحكم قبضته على البلاد.

ويشير تقرير الصحيفة الذي أعده مراسلاها من الخرطوم، جيسن بورك وزينب محمد صالح، إلى أن جهود النشطاء الذين هم جزء من تحالف يضم مئات الجمعيات الشعبية في شتى أنحاء البلدات والمدن السودانية، تراقبها الشعوب في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بأمل، كما يراقبها القادة المستبدون في تلك المنطقة بقلق.

وأبرز المراسلان في تقريرهما أن جهود النشطاء الذين أشار لهما التقرير باسم "لجان المقاومة" لا تخلو من مخاطر، حيث ألقت السلطات القبض على نحو 1600 ناشط من مؤيدي الديمقراطية في السودان خلال الأشهر الثمانية الماضية، وقتلت 96 آخرين خلال سلسلة الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت البلد.

وتعمد الشرطة في نهاية كل أسبوع تقريبا إلى استخدام البنادق والغاز المسيل للدموع لإخلاء الشوارع من المتاريس والمتظاهرين، وقد أصيب نحو 100 شخص خلال 3 أيام في الأسبوع الماضي وحده وفق تقرير الصحيفة.

المعركة الثالثة من أجل الديمقراطية

وأوردت الغارديان تعليقا لوالدي الناشط السوداني عبد السلام كشة الذي قتل خلال الثورة التي أطاحت بالبشير في عام 2019 بعد 30 عاما في الحكم، وهما منخرطان بنشاط في الاحتجاجات الشعبية.

وأشار التقرير إلى أن والدا كشة سيشاركان في مظاهرات هذا الأسبوع في الذكرى الثالثة لوفاة ابنهما، حيث سيخرجان إلى الشوارع مرددين الأغاني والهتافات المناهضة للعسكر مع جموع المحتجين الشباب.

وخلال اجتماع للنشطاء في حركة الاحتجاجات في بيتهما بإحدى ضواحي الخرطوم، حيث ولد وترعرع ابنهما، يقول الوالدان "ماذا يمكن أن نفعل؟ نحن والدا شهيد. وعلينا أن نكون هناك لنلهم الآخرين".

كما علق بعض الشباب الذين حضروا الاجتماع مؤكدين أن مشاركتهم وجهودهم تأتي في نفس السياق. وقال أحدهم "علينا المضي قدما والمخاطرة بحياتنا حتى نضمن أن أصدقاءنا لم يموتوا عبثا".

وأشارت الصحيفة إلى أن معظم المشاركين في اللجان المنظمة للاحتجاجات الآن، يخوضون معركتهم الثالثة من أجل الديمقراطية في السودان، بدءا بالثورة التي أطاحت بنظام البشير قبل حوالي عقد من الزمن، ثم الاحتجاجات التي تلتها بعد وقت قصير في أبريل/نيسان عام 2019 والتي سعت لفرض الحكم الديمقراطي على الجيش والقوات شبه العسكرية التي تولت السلطة بعد سقوط نظام البشير الدكتاتوري.

وقد قتل في تلك الاحتجاجات نحو 200 شخص وجُرح عدد كبير من المحتجين عندما أقدم الجيش في خطوة غير مسبوقة على فض اعتصام سلمي بوحشية.

وأوردت الغارديان تعليقا لـ "كاربينو"، الذي قالت إنه قائد لإحدى "لجان المقاومة" في جنوب الخرطوم، حيث قال معلقا على الثورة الأولى "لقد كانت لحظة جميلة جدا عندما سقط البشير، فقد حلمنا بسودان يتمتع فيه الجميع بحرية أن يكونوا ما يريدون وأن يقولوا ما يشاؤون… لكن عندما ننظر إلى الوراء الآن، ندرك أننا كنا ساذجين للغاية".

وختم كلامه بالقول "هذه المرة أعيننا مفتوحة على الآخر، ولن نقبل بأقل من تحقيق كل مطالبنا: السلام والعدالة والحرية".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي