سبب الألم هو عملية دفاع يُفعّلها الدماغ لتحويل الانتباه عن الاضطرابات الانفعالية

نظرية اثبتت صدقيتها : آلام ظهرك في دماغك على الأرجح!

وكالات - الأمة برس
2022-05-27

طرح سارنو قبل 40 عاما فرضية إن جزءًا كبيرًا من الألم المزمن له أصل انفعالي، وهو ما دعمه التقرير الجديد (بيكسيلز)واشنطن – ان اخبرك احدهم ان آلام ظهر التي تنغص حياتك في أوقات كثيرة ليست في الغالب "حقيقية" وانها فقط في دماغك فلن تصدقهعلى الأرجح، لكن هذا تحديدا ما توصلت له دراسة أميركية حديثة.

ودعم تقرير طبي دراسات سابقة أجراها أستاذ الطب في جامعة نيويورك البروفيسور الراحل جون سارنو ترجح ان يكون مصدر معظم آلام الظهر لدى البشر غير عضوي.

وطرح سارنو قبل 40 عاما فرضية إن جزءًا كبيرًا من الألم المزمن له أصل انفعالي، وهو ما دعمه التقرير الجديد.

وتؤثر الاضطرابات العضلية الهيكلية، بشكل رئيسي على مفاصل الرقبة والكتفين والذراعين واليدين التي تشمل آلام أسفل الظهر، آلام الرقبة، آلام المفاصل، التهاب الأوتار، متلازمة النفق الرسغي.

وكل هذه تمثل السبب الرئيسي للأمراض المهنية المعترف بها في كل البلدان.

وبحسب التقرير صدر في عام 1981، دحضُ فكرة أن هذه الآلام لها سبب عضوي بشكل منهجي، من قبل جون سارنو الذي توفي في عام 2017.

تابع سارنو وزملاؤه عدة آلاف من المرضى واكتشفوا أن في عدد كبير جدًا من الحالات التي تُعزى إلى أصل ميكانيكي حيوي، بدءًا من آلام أسفل الظهر، لها في الواقع أصل انفعالي.

ليس لكل الآلام أصل انفعالي، ولكن بالنسبة للبروفيسور سارنو، فهذا الأمر ينطبق على غالبية آلام أسفل الظهر.

وفي أوائل الثمانينيات، تخلى سارنو، عن الجراحة لمعظم المرضى الذين يشكون من آلام أسفل الظهر (بعد أن استبعد الفحص الأسباب الواضحة للألم مثل السرطان أو العدوى)، وكانت النتائج جد ممتازة.

لقد تأكد هؤلاء المرضى الذين كانوا مرشحين للجراحة، كما يقول سارنو، إن "آلامهم تختفي بسرعة بمجرد اقتناعهم بأن أعراضهم ليست بسبب مشاكل هيكلية".

ويضيف "أمر ليس من السهل قبوله، خاصة عندما يعرض لك الجراح تشوهات على الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي (سيخبرك جون سارنو أن هذه التغييرات موجودة عند الجميع، حتى عند أولئك الذين لا يعانون من الألم)".

وبالنسبة لسارنو، "يمكن أن يكون الدماغ بالفعل مصدرًا لمجموعة لا نهائية تقريبًا من الأعراض الجسدية، بما في ذلك آلام أسفل الظهر وآلام الرقبة والكتف ومتلازمة النفق الرسغي وحتى آلام المثانة والتهاب البلعوم المزمن والاضطرابات البصرية والفيبرومالغيا (الألم العضلي الليفي المتفشي)، وغيرها".

ويمثل الجهاز العصبي "السمبثاوي والباراسمبثاوي" فرعًا من الجهاز العصبي اللاإرادي، والذي يشارك في الاستجابة الهرمونية للإجهاد، واتساع حدقة العين، وزيادة معدل ضربات القلب وانقباضها، وتقلص الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم.

ويتسبب الجهاز العصبي "السمبثاوي" في توتر العضلات والآلام بجميع أنواعها، بما في ذلك آلام المفاصل.

 

آلامهم تختفي بسرعة بمجرد اقتناعهم بأن أعراضهم ليست بسبب مشاكل هيكلية

 

ووفق سارنو، "يكمن السبب في الاضطرابات العاطفية اللاشعورية، حيث يقوم العقل الباطن بتنشيط الجهاز العصبي السمبثاوي لتقليل تدفق الدم الذي يغذي العضلات والأعصاب والأوتار والأعضاء، مما يؤدي إلى الحرمان من الأكسجين وهو ما يؤدي بالتالي إلى الشعور بالألم".

وسبب الألم هو في الواقع عملية دفاع يُفعّلها الدماغ لتحويل الانتباه عن الاضطرابات الانفعالية العميقة، وخاصة انفعالات الغضب المكبوتة.

تم تأكيد هذه الفرضية البيولوجية إلى حد كبير وهي الآن موضع دراسة، لكن دور الانفعالات في الشعور بالألم الذي تنبأ به جون سارنو أصبح مقبولاً بشكل متزايد. يتم دعمه الآن من خلال العديد من الدراسات الخاضعة للمتابعة المستمرة.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة الدكتور في الطب مايكل دبليو دونينو قوله إن "إدارة الألم تركز اليوم بشكل أساسي على علاج الأصل المادي، ومع ذلك ففي كثير من حالات آلام الظهر المزمنة لا يمكن تحديد المصدر المادي للألم".

وأضاف دونينو "لقد اتبعنا فرضية جون سارنو القائلة بأن آلام الظهر غير المحددة هي مظهر من مظاهر أعراض عملية نفسية مدفوعة في المقام الأول بالتوتر والانفعالات المكبوتة والعمليات النفسية الأخرى. تظل الآلية الدقيقة غير واضحة، ولكن يمكن مشابهتها بتوسع الأوعية الشعرية التي نسميها احمرار الوجه".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي