الفيلم يتطرق إلى فترة "الإرهاب" الذي عانت منه الجزائر في فترة التسعينات

يكشف عن الجحيم الذي لم نره : "شبشاق مريكان" فيلم جزائري يعود إلى الطفولة والعشرية السوداء

وكالات - الأمة برس
2022-05-23

الفيلم يروي قصة حدثت سنة 1995 بالعاصمة الجزائرية (موقع الفيلم)الجزائر - تعود المخرجة الجزائرية آمال بليدي عبر فيلمها الأخير “شبشاق مريكان” الذي توج بالعديد من الجوائز السينمائية، إلى العشرية السوداء وتأثيرها على الأطفال في الجزائر.

ويتطرق هذا العمل إلى فترة “الإرهاب” الذي عانت منه الجزائر في التسعينات من القرن الماضي، حيث أنتج في 2021 من طرف مؤسسة إنتاج خاصة بالتنسيق مع المركز الجزائري لتطوير السينما، وقد قدم في عرضه الأول بالجزائر العاصمة في ديسمبر الماضي.

وتعود المخرجة من خلال هذا الفيلم القصير بالذاكرة إلى الأحداث الأليمة للعشرية السوداء وذلك بقصة طفلة بريئة تهوى لعبة “شبشاق مريكان” وهي لعبة تقليدية قديمة ترمز إلى براءة الأطفال، وتعد واحدة من الألعاب الشعبية المهددة بالاندثار مع انتشار الألعاب الإلكترونية وعزوف الأطفال عن اللعب في الشوارع والأزقة.


المخرجة تعود بالذاكرة إلى العشرية السوداء بقصة طفلة بريئة تهوى لعبة “شبشاق مريكان” وهي لعبة تقليدية قديمة

وفي ظل بشاعة وآلام أحداث تلك الفترة ودعت الطفلة البريئة فجأة طفولتها لتحل محلها معاناة من واقع أليم يذكر الفيلم جوانب منها.

ويروي الفيلم على مدار 26 دقيقة قصة حدثت سنة 1995 بالعاصمة حيث انقلبت حياة سامية ونوارة البالغتين 12 سنة، اللتين كانتا تعيشان في سعادة وبراءة، لتدخلا في دوامة الخوف والقلق بعد اغتيال والد نوارة ظنا من القتلة أنه صحافي يبحثون عنه، ثم مقتل والد سامية لتختفي الابتسامة عن وجهيهما ويستقر الخوف والعنف في يومياتهما ويتغير نمط حياتهما وسلوكهما كليا.

ولا تزال العشرية السوداء التي بدأت في ديسمبر 1991 وانتهت في فبراير 2002، تلقي بتداعياتها الحادة على الشعب الجزائري وخاصة أولئك الأطفال الذين صاروا شباب الحاضر، وتمتد تأثيراتها إلى السينما الجزائرية التي تحاول من حين لآخر الحديث عن تلك الحقبة المؤلمة من تاريخ البلاد سواء عبر التوثيق أو رواية قصص وأحداث مقتبسة من الواقع، فالمذابح والملاحقات التي استهدفت سكان القرى الجزائرية لم تميز بين ذكر أو أنثى أو بين طفل رضيع أو شيخ طاعن في السن وكانت طرق القتل في غاية الوحشية وكانت أصابع الاتهام موجهة إلى الجماعة الإسلامية المسلحة التي اعترفت بنفسها عن مسؤوليتها عن أكبر المذابح ومنها مذبحتي الرايس وبن طلحة، وكان التكفير هو المبرر الذي استعملته الجماعة فكل جزائري لا يقاتل الحكومة كان في نظرهم كافرا يجب تصفيته.

لقطة من الفيلم

ويعطي الجزائريون أهمية كبرى لهذه النوعية من الأفلام التي لا تفتأ تذكّرهم بماض لم تندمل جراحه بعد.

وتعتبر آمال بليدي المولودة سنة 1982 مخرجة وصحافية حيث فتحت لها جمعية “سينما وذاكرة” أبواب السينما الوثائقية حيث تلقت تكوينا. وقامت سنة 2013 بإخراج فيلم “غدا يوم آخر” مع نبيل بوبكر، مكثفة بعد ذلك من ورشات الإبداع الوثائقي وكتابة السيناريوهات.

وفي سنة 2016 أخرجت الفيلم الوثائقي القصير “في ظل الكلمات” الذي تم تصويره خلال الورشات الوثائقية بالعاصمة.

وقد توج الفيلم الجزائري القصير “شبشاق مريكان” بالجائزة الكبرى لمهرجان البوابة الرقمية للفيلم القصير الدولي في طبعته الرابعة والعشرين لشهر أبريل الماضي. وكان الفيلم العمل السينمائي الوحيد الذي شاركت به الجزائر في التظاهرة السينمائية بعد غياب طويل إلى جانب 79 فيلما آخر من مختلف الدول العربية والأجنبية.

كما حصل الفيلم على إشادة لجنة تحكيم مهرجان إيمدغاسن السينمائي الذي اختتم الأحد في الجزائر.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي