هآرتس: تصريحات إسرائيل الحربية ضد إيران.. إحباط يتغلغل في الائتلاف أم رسالة لأمريكا؟

2022-05-20

قبل إعداد الملاجئ يجدر أن نذكر السياق: غانتس يجلس في حكومة وإن لم يحدد موعد إقالتها بعد فإن نهايتها واضحة، ورؤساء الائتلاف متخاصمون فيما بينهم ويستعدون جميعاً للجولة القادمة (أ ف ب)

من المفضل كبح ضجيج طبول الحرب قليلاً. رغم التصريحات الحربية في منتصف الأسبوع، والعناوين الصاخبة في وسائل الإعلام، والتقارير عن مناورة إسرائيلية غير مسبوقة لمسار هجوم في إيران، إلا أن إسرائيل وإيران غير قريبتين من الحرب أكثر من أي وقت. تنبع المنشورات من الضغط على الحكومة، في الجبهة الداخلية والدولية، واستهدفت إرسال رسالة للولايات المتحدة، لكن حسب معرفتنا، لا تعكس تطورات غير مألوفة وخفية عن عيون الجمهور.

تقدم إيران نحو القنبلة أمر مقلق، ولكن لا جديد. طهران تقترب من هدفها بحذر نسبي، ومن الجدير ألا تختلط الأمور ولا نفرق بين الهدف القريب (تجميع يورانيوم مخصب بمستوى عال وبكمية تكفي لإنتاج قنبلة نووية واحدة) والهدف النهائي، الأكثر بعداً (ملاءمة القنبلة مع الرأس النووي المتفجر الذي يمكن تركيبه على صواريخ بالستية). لا دلائل على استعداد طهران للمخاطرة الآن بتطوير رأس متفجر مع الرد العالمي الذي سيكون مقروناً بذلك.

أُعطي سيل التصريحات الثلاثاء، ووجد أذناً مصغية لدى محرري النشرات الإخبارية، في غياب مؤقت لاستقالات جديدة من الائتلاف أو عمليات في الساحة الفلسطينية. وزير الدفاع، بني غانتس، في خطاب ألقاه في مؤتمر في جامعة رايخمان، ذكر كشفاً استخبارياً مقلقاً من الفترة الأخيرة، وهو أن إيران تبني موقع تخصيب آخر تحت الأرض، يتم فيه تركيب أجهزة طرد مركزي متطورة. كرر غانتس القول بأن إيران على بعد بضعة أسابيع من مراكمة يورانيوم مخصب بكمية تكفي لإنتاج قنبلة واحدة، ودعا المجتمع الدولي للعمل الآن لوقفها. مدير مكتبه، قائد سلاح الجو السابق أمير ايشل، أضاف بأن “القدرة على العمل في إيران موجودة، وخصصت في فترة الحكومة الحالية موارد لبناء قوة أكثر كثافة لهذا الهدف”. في حين أن الجيش قدم، في إحاطة له، بأنه في مناورة “مركبات النار”، التي يتدرب الجيش في الوقت الحالي طوال شهر على حرب متعددة الساحات، بما في ذلك أيضاً محاكاة لهجوم جوي واسع في إيران.

قبل إعداد الملاجئ يجدر أن نذكر السياق: غانتس يجلس في حكومة وإن لم يحدد موعد إقالتها بعد فإن نهايتها واضحة، ورؤساء الائتلاف متخاصمون فيما بينهم ويستعدون جميعاً للجولة القادمة. السبت، هاجم وزير العدل، جدعون ساعر، قرار غانتس العودة والسماح بدخول العمال الفلسطينيين من قطاع غزة. في اليوم التالي انفجر غانتس غضباً على رئيس الحكومة نفتالي بينيت بذريعة أن الأخير لا يعطيه ما يكفي من الاعتماد في وسائل الإعلام. وطوال الوقت يواصل رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، مهاجمة الحكومة، التي حسب قوله تهمل معالجة تهديد إيران. وزير الدفاع، مثل زملائه في الحكومة، يبحث عن بروز إعلامي في ظروف غير سهلة.

ألقى غانتس خطاباً في مؤتمر قبل سفره إلى الولايات المتحدة، حيث التقى هناك شخصيات كبيرة في إدارة بايدن. إسرائيل محبطة من الوضع. فإدارة أوباما وإدارة ترامب حافظتا، كل بطريقتها، على شكل ظاهري من التهديد الإيراني، أما الإدارة الحالية فلا تكلف نفسها عناء القيام بذلك. في المقابل، هي لا تحث الخطى نحو عقد اتفاق نووي جديد مع طهران مثلما قدر كثيرون في البداية. الاتصالات بين إيران والدول العظمى في فيينا عالقة ورفض أمريكا لإخراج حرس الثورة من قائمة المنظمات التي فرضت عليها عقوبات اقتصادية شديدة، تبدو كعائق رئيسي أمام التوقيع على اتفاق جديد.

تصريحات غانتس والجيش هي بصعوبة ربع حملة. والإعلانات تدل على الضغط، من الداخل والخارج، واستهدفت بث وجود عمل في السياق الإيراني، ربما من خلال أمل ضئيل لإقناع الأمريكيين بإظهار خط حازم أكثر. الغائب في هذه التصريحات هو تهديد حقيقي أو فوري لإيران. عملياً، كما يمكن أن يفهم من أقوال ايشل، فإن استعداد الجيش لهجوم محتمل على المنشآت النووية تم إهماله طوال سنين. في 2018 انسحب دونالد ترامب من الاتفاق النووي عقب جهود إقناع كبيرة وظفها نتنياهو. بعد سنة، بدأ الإيرانيون يخرقون الاتفاق كرد فعل، وإعادة تحريك التخصيب الذي ارتفع إلى مستويات عالية في 2021. ولكن نتنياهو لم يوجه الجيش بناء على ذلك لإعادة الاستعداد لاحتمالية هجوم مستقل على إيران. عاد بينيت إلى الانشغال بالاستعدادات، لكن فجوة بضع سنوات لا تغلق في غضون شهرين ولا حتى سنتين.

في الأسابيع القريبة المقبلة سينشر الجيش الإسرائيلي صوراً من الطلعات الجوية الكبيرة التي يمكن الافتراض بأنها ستتجه غرباً، مع خلق نوع من صورة طبق الأصل للخطوط العريضة المطلوبة لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. سيكون هناك إسرائيليون تملأ هذه الصور قلوبهم بالتفاخر، وآخرون سيشعرون بقلق كبير. فعلياً، هذا السيناريو بعيد عن التحقق، رغم الإعلانات المتواترة لسياسيين وجنرالات. بسبب وضع الحكومة المتهالك، هناك أخطار أخرى، مثل القيام بخطوات غير متزنة في غزة والضفة الغربية.

البجع ووحيد القرن

المحادثات النووية في فيينا، قال مصدر أمني إسرائيلي، لا تجري كحوار، بل كحوارين. الفضاء الذي يمكن التنازل فيه غير كبير، وذلك لأن إيران والولايات المتحدة قلقة، كل واحدة على حدة، مما يحدث فيها في الداخل. نظام طهران قلق من مظاهرات الاحتجاج حول إلغاء دعم الوقود والخبز، وقد رفعت أسعارها بمئات النسب المئوية. ويضاف إلى ذلك احتجاج نقابات المعلمين وتحدث هنا وهناك أحداث عنيفة. تستعد الإدارة الأمريكية لانتخابات الكونغرس في تشرين الثاني القادم، وتخاف الهزيمة أمام الجمهوريين. في كل ما يتعلق بالاتفاق النووي، فقد تبددت الوعود الأمريكية لإسرائيل بالتوصل إلى اتفاق “أقوى وأطول” (في سريانه). يجب التذكير أيضاً بأن الاهتمام الدولي بالنووي الإيراني محدود، لأن العيون تشخص بالأساس نحو الحرب في أوكرانيا (واشنطن تنشغل كالعادة أيضاً بالتحدي الذي تضعه الصين أمامها).

خلافاً لجزء من التقارير في الأسابيع الأخيرة، لم تغير روسيا انتشار قواتها في سوريا عقب الحرب في أوكرانيا. بطبيعة الحال، الوضع في سوريا لا يقف على رأس أجندة الكرملين، الذي يتركز نشاطه في القاعدة الجوية “حميميم” في شمال غرب سوريا، وهو يعطي هامش مناورة كبيراً نسبياً لإدارة أنفسهم. من غير الواضح إذا كانت هذه هي خلفية الحدث الاستثنائي في نهاية الأسبوع الماضي، الذي نشرت عنه القناة 13. وعندما هاجم سلاح الجو (حسب مصادر أجنبية) المجمع الصناعي الأمني السوري في مصياف وسط سوريا، تم إطلاق صواريخ مضادة للطائرات من نوع “اس300” التي تضم فيها ضباطا من الروس وجنوداً سوريين. يبدو أن لا خطر يهدد الطائرات، لكنه حدث يعتبر الأول من نوعه، وهو يستدعي اليقظة ويثير القلق في إسرائيل. إذا حولت روسيا ذلك إلى عادة ثابتة، فسيكون بذلك تغيير للأسوأ للوضع في الشمال.

في العقد الأخير، اعتيد الحديث في العالم الاستخباري عن بجع أسود، وهي نفس نظرية الاقتصادي نسيم طالب، التي تركز على تحليل أحداث تاريخية مؤسسة. حسب طالب، تعتبر هذه أحداثاً غير متوقعة ومفاجئة، ولكن بنظرة إلى الوراء يمكنها العثور على أسباب منطقية وحتى دلائل مسبقة عن الأحداث. المحللة ميشيل ووكر، طورت مفهوماً آخر يتساوق وأفكار طالب: وحيد القرن الرمادي. يتم تشخيص وحيد القرن وهو يربض فوق العشب الأخضر؛ عليك محاولة تقدير متى قد يبدأ بالركض نحوك.

قبيل 2022 شخصت شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي اثنين من وحيد القرن الرمادي، الوضع الاقتصادي والسياسي في لبنان، الذي يمكن أن يتدهور إلى فوضى مطلقة؛ والواقع في “المناطق” [الضفة الغربية] حيث اندلاع موجة إرهاب جديدة قد يندمج في زيادة خطورة الوضع الصحي لرئيس السلطة محمود عباس، وتسريع الحرب حول وراثته. في هذه الأثناء، تحقق قبل شهرين خوف من اندلاع موجة إرهاب. ما بدأ في عمليات لعرب إسرائيليين يؤيدون داعش، سرعان ما انزلق إلى سلسلة هجمات بادر إليها مخربون من من الضفة.

بقيت جنين في بؤرة الأحداث. والجيش الإسرائيلي يعمل في المدينة وفي مخيم اللاجئين كل ليلة تقريبا، ويقوم بعمليات اعتقال لمطلوبين، معظمهم مستقلون أو نشطاء في مستويات متدنية. كل دخول يرافقه إطلاق واسع للنار من قبل الفلسطينيين، وإصابات في أوساط المسلحين، وأحياناً في أوساط المدنيين الفلسطينيين. الجمعة الماضي، قتل المقاتل نوعم راز من وحدة “اليمام”، وهي وحدة خاصة في حرس الحدود، في تبادل لإطلاق النار أثناء عملية اعتقال في مخيم جنين. وفي حين أن الضفة في معظمها ما تزال هادئة نسبياً، فإن سفك الدماء المستمر في جنين يمس بالمسلحين، لكنه سيؤدي إلى مزيد من محاولات الثأر من قبل مخربين داخل الخط الأخضر. الجيش الإسرائيلي الذي بدأ في أعمال لترميم الجدار في خط التماس، يخطط لتعزيز قوات واسع هناك على الأقل حتى نهاية السنة. وستكون النتيجة مساً بتدريبات الوحدات النظامية، وإلى جانبها دعوة غير مخططة لكتائب احتياط للقيام بأعمال عملياتية، بهدف التخفيف على النظاميين.

أجرى رئيس الحكومة، هذا الأسبوع، زيارة عزاء صاخبة لدى عائلة مقاتل “اليمام” راز، في البؤرة الاستيطانية “كيدا”، وهناك استقبل بينيت بالشتائم خارج البيت، وتعرض لانتقاد شديد داخل البيت من أبناء العائلة الثكلى. يجب القول في صالحه بأنه استمع إليهم لفترة طويلة دون أن يناقشهم، رغم توجيه ادعاءات شديدة بصورة فظة إليه. وفي السابق، تعرض المستوى السياسي، مثل ضباط في الجيش الإسرائيلي، إلى اتهامات مباشرة من عائلات ثكلى، لكن يبدو أنها تعززت في السنة الأخيرة. ويدل على ذلك أيضاً ما حدث بعد أن قتل جندي من حرس الحدود، وهو بريئيل حداريا شموئيلي، على حدود القطاع. جزئياً، تنبع هذه الظاهرة من غضب سياسي (وهناك من يؤججه)، لكن يبدو أنه مرتبط باستعداد يتضاءل للتسليم بالخسائر العسكرية البشرية في المواجهات مع الفلسطينيين.

هنا يحدث أمر متناقض؛ نجل مقاتل “اليمام” هاجم رئيس الحكومة على “ضعفه” أمام الإرهاب. فعلياً، قتل راز في أثناء عملية هجومية، من النوع الذي يحث بينيت الجيش على تنفيذه، والتي تهدف إلى المواجهة مع المخربين على أرضهم. الحقيقة أن بينيت لا يتعرض للانتقاد بسبب تحالفه مع “راعم” (الذي كان نتنياهو سعيداً بأن يعقده بنفسه)، بل بسبب خضوعه للإرهاب (لا شيء كهذا) أو أعمال “الخداع” (التي نفذ نتنياهو أخطر منها دون أن يرف جفنه). كل الموضوع أنه في جلوسه على كرسي رئيس الحكومة، يقطع طريق من تم تتويجه كملك أبدي. هذا هو السبب الحقيقي لغضب اليمين البيبي الشديد ضده، والذي ينزلق أحياناً إلى تهديدات بالمس الجسدي. هذه هي القصة، ولا يوجد غيرها.

الشاشة المقسومة

هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي تعمل مؤخراً كنوع من الشاشة المقسومة؛ فهي من جهة، تنفذ مناورة واسعة ترسم في الواقع حرباً متعددة الساحات، لكن الساحة الرئيسية فيها هي لبنان، ضد “حزب الله”. ومن جهة أخرى، الحياة نفسها التي تواجه فيها إسرائيل موجة الإرهاب الأكثر خطورة منذ نحو سبع سنوات.

“شهر الحرب” الذي خطط لأيار السنة الماضية، توقف في اللحظة الأخيرة عندما أطلقت حماس (في الواقع)، في اليوم التالي للمناورة، صواريخ من غزة نحو القدس. هذه المرة كان رئيس الأركان افيف كوخافي مصمماً على تجنب إعادة إطلاق. استمرت المناورة كالمعتاد.

في المناورة، تجد إسرائيل نفسها في مواجهة قاسية مع “حزب الله”، التي يكتنفها إطلاق ثقيل لصواريخ على الجبهة الداخلية، نسبة الخسائر العالية في أوساط المدنيين تخلق ضغطاً متزايداً على الحكومة والجيش للرد بصورة أشد من الجو، وبعد ذلك إرسال قوة برية لعملية عسكرية داخل الأراضي اللبنانية على أمل وقف إطلاق الصواريخ. ليس سراً أن “حزب الله” في الـ 16 سنة التي انقضت منذ حرب لبنان الثانية، قام ببناء منظومة هجومية ودفاعية لم تكن لتخجل دولة متوسطة. في المناورة سيكون مطلوباً من الجيش الإسرائيلي معالجة ذلك بقوة.

المعنى سيكون مساً شديداً بأهداف عسكرية، المنتشرة بصورة متعمدة داخل وأحياناً تحت التجمعات السكانية المدنية في لبنان. في الخلفية، تم مؤخراً إضافة النموذج الروسي الذي لا يسهل على إسرائيل. روسيا تهاجم أوكرانيا دون تمييز، وتضر بمواطنين كثيرين، لكنها تستخدم في دفاعها عن نفسها ادعاءات تذكر بالادعاء الإسرائيلي. في نظر المجتمع الدولي، بدت إسرائيل تظهر مثل روسيا أخرى، رغم أنها حذرة أكثر في استخدام القوة وتعمل فقط إزاء وجود خطر حقيقي يهدد حياة مواطنيها.

ثمة علامة استفهام أخرى تتعلق بتأثير الهجمات الإسرائيلية على “حزب الله”؛ ففي 2006 أراد الجيش الإسرائيلي زيادة تأثيرها بواسطة هجوم متعمد على بنى تحتية استراتيجية مدنية في لبنان، مثل شبكة الكهرباء والجسور ومفترقات الطرق ومطار بيروت. وطلبت الإدارة الأمريكية من إسرائيل تجنب ذلك، ووافق رئيس الحكومة في حينه، إيهود أولمرت، على ذلك. الآن، هيئة الأركان على قناعة بأن الأمر مفروض إزاء حجم الضرر في الجبهة الداخلية الإسرائيلية. ولكن القرار ليس بيده، بل في يد “الكابينت”. وربما يكون هناك ضغط أمريكي مضاد هذه المرة، لأن تدمير البنى التحتية يعتبر وسيلة ضغط على حكومة لبنان، لكن له -عملياً- تأثيراً قليلاً على عمليات “حزب الله”. في السنوات الأخيرة، ازداد ضعف لبنان على خلفية أزمة اقتصادية وسياسية غير مسبوقة. يدور النقاش حول مسألة: أهذه “دولة فاشلة” أم “وهمية”؟

في 2006 هدد رئيس الأركان في حينه، دان حلوتس، بإعادة لبنان إلى العصر الحجري. وتبدو قدرة تنفيذ هذا التهديد أكبر الآن، ولكن يكتنفها صعوبات على إسرائيل. ولا نريد التحدث عن الجوانب الأخلاقية. وعلى كل حال، من الجدير أن نوضح بأن الواقع يحدث بصورة منفصلة عن المناورة. في الظروف الحالية الخطر من انزلاق إلى مواجهة مع “حزب الله” إيران، لا يعتبر مرتفعاً في الوقت القريب؛ وحسب الاستخبارات العسكرية، فأفضلية لـ”حزب الله” هي الوضع الاقتصادي والسياسي في لبنان (في الانتخابات البرلمانية في بداية الأسبوع حصل على خيبة أمل نسبية). وفي هذه الصورة، ما تزال إسرائيل لاعبة ثانوية.

 

بقلم: عاموس هرئيل

هآرتس 20/5/2022







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي