سينماتشكيلمسرحموسيقىتلفزيوننجوم أخبار فنيةلحنشاهدنحتسينما الخيال العلميرأي فنيأفلام وثائقيةمهرجاناتأفلام وجوائز

راقصة شهيرة في البولشوي عن مغادرتها موسكو: "فعلت ما أملاه عليّ ضميري"

أ ف ب - الأمة برس
2022-05-19

راقصة الباليه الروسية الشهيرة أولغا سميرنوفا في دار الأوبرا الوطنية الهولندية في أمستردام في 13 أيار/مايو 2022 (ا ف ب)امستردام - غادرت راقصة الباليه الروسية الشهيرة أولغا سميرنوفا البولشوي إثر غزو موسكو لأوكرانيا، لكنها تؤكد في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن الفرقة العريقة ستصمد بوجه الحرب وتقلباتها رغم تخوفها على مستقبل الراقصين في ظل عزلة روسيا العالمية.
وتقول سميرنوفا أثناء تدريبات تجريها في أمستردام حيث انضمت إلى فرقة الباليه الوطنية الهولندية في آذار/مارس إنّ "التاريخ يتبدّل لكنّ البولشوي باقية".

وتضيف سميرنوفا التي تصدّر خبر مغادرتها روسيا عناوين الأخبار "كان عليّ أن أفعل ما يمليه علي ضميري".

وتعرب الراقصة البالغة ثلاثين عاماً عن خشيتها على مستقبل الراقصين ومصممي الرقص والفنانين الذين بقوا في بولشوي، في الوقت الذي أصبحت فيه روسيا في عزلة عالمية أكبر بعد قرارها شنّ حرب على جارتها أوكرانيا.

وتقول سميرنوفا لوكالة فرانس برس في مقابلة أجرتها قبيل تدريب على باليه "فرانك بريدج فارييشنز" لمصمم الرقص الهولندي المخضرم هانس فان مانن إنّ "عشرين عاماً فترة ليست طويلة للبولشوي، لكن بالنسبة إلى راقصة هي حياتها كلها".

وكانت سميرنوفا لعشر سنوات أحد وجوه الفرقة الأبرز و"بريما باليرينا" (راقصة باليه رئيسية)، وتشتهر بجسمها النحيل وعينيها اللوزيتين وعنقها الرفيع ومظهر وصفته صحيفة بريطانية بأنّه "الوسيلة المثالية لشكلها الفني" متحدثة عن "كمال مذهل" لدى الراقصة.

وتشير سميرنوفا إلى أنّ "بولشوي منعزلة كذلك عن العالم"، مضيفةً "أمضيت عشر سنوات رائعة من العمل في الفرقة، لأنّ أفضل مصممي الرقص في العالم يأتون إلى مسرحها ليؤلفوا رقصات باليه أصلية".

وتتابع في المقابلة التي أجرتها رغم جدول أعمالها المزدحم "كنت أشعر أني جزء من العالم. أظنّ أن هذه المرحلة الماضية انتهت جراء هذه الحرب".

- "صادقة مع نفسي" -
وحتى خلال الحرب الباردة، كانت الجولات التي تنظمها فرقة باليه بولشوي في الغرب تُعتبر صلة وصل بين الاتحاد السوفياتي والدول الغربية.

لكن بعد إطلاق روسيا هجومها على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير، أُلغيت الجولات كلّها ولم يعد نجوم الفرقة يتلقون دعوات إلى الخارج.

وطلب مصممو رقص من بينهم جان-كريستوف مايو وأليكسي راتمانسكي من الفرقة تعليق حقوق العرضة لأعمال الباليه الخاصة بها.

وتخشى سميرنوفا حالياً أن يفقد الراقصون الروس فرصة "اكتشاف عوالم جديدة" كما فعلت وراقصون من جيلها عملوا مع مصممي رقص كالأميركيَّيْن جون نوميير وويليام فورسيث والفرنسي بيار لاكوت والبريطاني كريستوفر ويلدون.

وترفض سميرنوفا وصف قرارها على أنّه "انشقاق"، وهو مصطلح استخدم خلال الحقبة السوفيتية عندما لجأ أبرز وجوه الباليه من بينهم رودولف نورييف وميخاييل باريشنيكوف إلى الغرب.

وتقول سميرنوفا بتأثر واضح "أعتقد أنني كنت صادقة مع نفسي واستندت إلى ما أملاه علي ضميري... اعتقدت أنّ (مغادرة روسيا) تمثل قراراً صائباً لي".

وتضيف "شعرت بأسف كبير إزاء كل ما يحصل... وكل هؤلاء الأشخاص الذين... فقدوا منازلهم".

وتوضح أنّها شعرت بصدمة عندما علمت بالهجوم الروسي الذي أسفر عن أكثر من ستة ملايين لاجئ أوكراني.

وظنّت أنّ الحرب ستنتهي سريعاً.
لكن "بعد خمسة أو ستة أيام"، كتبت عبر منصة تلغرام "أرفض الحرب بكل جوارحي. لم أعتقد أبداً أنني سأخجل يوماً بروسيا".

وبعد أن غادرت روسيا، ذهبت إلى دبي لتلقي العلاج جراء إحدى الإصابات ثم قررت أنها لن تعود إلى بلدها.

وتقول "لم يكن أحد يعرف بالقرار إلا زوجي والمدير الفني لفرقة الباليه الوطنية الهولندي تيد براندسن".

- "تفكير مفرط" -
وشكّل قرارها عدم العودة إلى موسكو صدمة لوالديها الموجودين في روسيا.

وتقول "لا يزالان يعتبران أنّ مغادرة روسيا والبولشوي خطوة غير مقبولة"، مشيرةً إلى أنّ زملاءها "لم يبدوا أي رد فعل" عندما رحلت.

وتضيف "لا أعلم بماذا يفكرون، ربما لم يفهموا قراري، أو أنّهم فقط يحمون أنفسهم من الحقيقة... ويقولون +أنا راقص وبعيد عن القضايا السياسية".

وتتابع "أشعر وكأنني فقدت تقريباً التواصل مع راقصي الفرقة".

وتشير سميرنوفا إلى أنّها لقيت ترحيباً واسعاً في هولندا وتشعر "بشكل متزايد وكأنها في منزلها بأمستردام" حيث انتقلت إلى شقة جديدة عشية إجراء المقابلة.

وفي نيسان/أبريل، قدمت عرضاً ضمن نسخة جديدة من الباليه الكلاسيكي "ريموندا".

وتقول "أعدت إدخال الباليه إلى روتين حياتي منذ أول أيامي في هولندا. شعرت وكأنني عدت إلى حياتي العادية. كنت قادرة على إجراء تدريبات... ما جعلني أشعر أنني عدت إلى طبيعتي".

وتضيف أنّ الرقص "جنّبني التفكير المفرط".

ويبقى للراقصة حلم ترغب في تحقيقه. وتقول "أودّ أن أذهب إلى اوبرا باريس لأقدّم عرضاً. لم أرقص من قبل في قصر غارنييه".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي