سائق هندي يحوّل سقف "توك توك" إلى "حديقة" تقي الركّاب حرّ نيودلهي  

أ ف ب - الأمة برس
2022-05-08

 

سائق التوك توك ماهيندرا كومار يقود مركبته مع "حديقة" على سقفها في نيودلهي في الثاني من أيار/مايو 2022 (ا ف ب)

تنتشر مركبات الـ"توك توك" باللونين الأصفر والأخضر على طرق نيودلهي لكنّ مركبة ماهيندرا كومار تتميّز بوجود حديقة على سطحها توفر للركاب جواً من البرودة وتقيهم القيظ.

ويقول كومار إنّ المساحة الخضراء السميكة تحافظ على برودة المركبة حتى عندما تصل درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية في العاصمة الهندية.

وزرع كومار (48 عاماً) أكثر من عشرين نوعاً من الشجيرات والمحاصيل والأزهار، لجذب الركاب والمارة الذين يتوقفون لالتقاط صور الـ"سيلفي" الذاتية مع هذه "الحديقة المتحركة" الفريدة.

ويقول كومار لوكالة فرانس برس "راودتني قبل نحو عامين هذه الفكرة خلال ذروة الحرّ في الصيف. واعتبرت أنّ من شأن زرع بعض النباتات على سطح المركبة أن يحافظ على برودتها ويخفف من حدة الحرارة المرتفعة على الركاب".

ويشير كومار، وهو أب لثلاثة أبناء، إلى أنّ المركبة المزوّدة أيضاً بمروحة وجهاز تبريد صغير،أصبحت حالياً "بمثابة مكيّف هواء طبيعي".

ويقول "يكون ركّاب عربتي سعداء جداً عندما أتولى توصيلهم إلى درجة أنّهم لا يمانعون في أن يدفعوا لي ما بين عشرة أو عشرين روبية هندية إضافية (بين 0,13  و2,6 دولاراً).

وعانى سكان نيودلهي البالغ عددهم 20 مليون نسمة من ارتفاع كبير في درجات الحرارة في الأونة الأخيرة جراء موجة حر مبكرة ضربت الهند من هيماشال براديش شمالاً إلى أوديشا شرقاً.

وتخطّت درجات الحرارة خلال الأسبوع الفائت الـ45 درجة مئوية في بعض مناطق نيودلهي، فيما سجلت درجات فوق معدلاتها الموسمية.

 

وتسببت موجات الحر في وفاة أكثر من 6500 شخص في الهند منذ العام 2010، ويقول العلماء إنّ ظواهر التغير المناخي تجعلها أكثر حدة وتكراراً في جنوب آسيا كلها.

ويقول كومار إنّه يؤدي "دوراً صغيراً" في الحفاظ على البيئة من خلال زراعة الخس والطماطم وسواهما على سقف الـ"توك توك" الخاص به.

ولم يواجه كومار صعوبة في تحضير سقف مركبته للزراعة، إذ وضع بساطاً ثم كيساً سميكاً نثر عليه كمية من التراب.

وأحضر العشب من جانب الطريق فيما وفّر أصدقاؤه ومعارفه البذور، وفي غضون أيام نبتت البراعم خضراء.

ويوضح أنّ العناية بالمزروعات "لا تتطلب جهداً كبيراً"، مضيفاً "أسقي النباتات باستخدام عبوة مياه مرتين في اليوم".

وتشكل مبادرة كومار مصدر إلهام لزملائه السائقين الذين يستشيرونه لإعطائهم نصائح.

وأعربت نعيمة جمال، وهي إحدى المارة، عن إعجابها بمركبة كومار النظيفة والخضراء والتي تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط، وهو أقل تلويثاً من البنزين أو الديزل.

وتقول ربة المنزل لوكالة فرانس برس إنّ "فكرة كومار ممتازة في وقت أصبحت نيودلهي بمثابة غابة اسمنتية وبالكاد توجد فيها مساحات خضراء".

وتضيف "نحن بحاجة إلى مزيد من المركبات المماثلة على الطرق، فهي ممتعة للنظر وترضي النفوس".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي