واشنطن ـ أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية تقييد استخدام لقاح “جونسون آند جونسون” المضاد لفايروس كورونا بسبب مضاعفات مقلقة بينها تخثر الدم.
وقالت إنها قيدت تصريح الاستخدام الطارئ للقاح جونسون للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما فأكثر، والذين قد لا يكون هذا اللقاح مناسبا لهم.
وذكرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في بيان أنها تراقب عن كثب لقاح “جونسون آند جونسون”. وكشفت في البيان أن هذا التقييد للاستخدام بسبب مخاطر حدوث حالات تخثر في الدم (تجلطات)، قد تترافق مع متلازمة نقص الصفائح الدموية.
وقال مدير التقييم والأبحاث في الغذاء والدواء الدكتور بيتر ماركس: “لقد كنا نراقب عن كثب لقاح جونسون وعلاقته بمتلازمة نقص الصفائح، واستخدمنا معلومات محدثة من أنظمة مراقبة السلامة”.
وأضاف أن اللقاح لا يزال يستخدم في الاستجابة للجائحة في الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، ولكن تقييد استخدامه يوضح قوة أنظمة مراقبة السلامة، ومدى الالتزام بضمان دور وأهمية البيانات في عمل إدارة الغذاء.
وأوضحت أن فوائد اللقاح لا تزال تفوق مخاطره، ولكن سيتم تحديد فئات محددة يمكنها الحصول عليه، مثل من يعانون من رد فعل تحسسي تجاه لقاحات “موديرنا” أو “فايزر”، أو من لا يريدون الحصول على لقاحات “الحمض النووي الريبي”.
وأوضحت أنها كشفت 60 حالة مؤكدة لأشخاص أصيبوا بتجلطات ونقص الصفائح بعد تلقيهم لقاح “جونسون آند جونسون” بينها 9 حالات قاتلة. وأشارت إلى أن العوامل التي يمكن أن تعرض الأفراد لخطر الإصابة بتجلطات الدم لا تزال غير معروفة.
وكانت إدارة الغذاء والدواء الأميركية قد صرحت بالاستخدام الطارئ للقاح “جونسون آند جونسون” في فبراير 2021، وما يجعله مرغوبا أنه يوفر الحماية بجرعة واحدة، ولا يتطلب حفظه درجات حرارة شديدة البرودة.
وبعد تقارير بشأن جلطات دموية يُعتقد أن اللقاح الأحادي الجرعة مسؤول عنها، أوصت السلطات الصحية الأميركية باستخدام لقاحي “فايزر” و”موديرنا” بدلا من “جونسون آند جونسون” في تطعيم جميع البالغين ضد فايروس كورونا. فيما رفض الخبراء التوصية بمنع استخدام لقاح “جونسون آند جونسون” بسبب التداعيات التي يمكن أن يتسبب بها مثل هذا الموقف خارج الولايات المتحدة حيث قد تختلف إمدادات اللقاحات.
وهذه التوصية الصادرة عن مراكز الوقاية من الأمراض والوقاية منها “سي.دي.سي” تمثل ضربة موجعة لشركة “جونسون آند جونسون” المتهم لقاحها بالوقوف خلف تسع وفيات في الولايات المتحدة.
فئات محددة يمكنها الحصول على لقاح "جونسون"، مثل من يعانون من رد فعل تحسسي تجاه بعض اللقاحات
وكانت السلطات الصحية الأميركية أوصت في أبريل بتعليق استخدام لقاح “جونسون آند جونسون” ريثما تتحقق من الرابط بينه وبين هذه الوفيات، لكنها أعطت في النهاية الضوء الأخضر لاستئناف عمليات التلقيح بواسطته. ومع ذلك فقد ضمنت الترخيص الطارئ الذي منحته لهذا اللقاح تحذيرا من خطر تسببه بجلطات دموية.
لكن هذه التوصية لا تعني حظر هذا اللقاح في الولايات المتحدة إذ إنه سيبقى متاحا، وبالأخص للأشخاص الذين لا يمكنهم تلقي لقاحي “فايزر” أو “موديرنا” ولاسيما بسبب تفاعلات حساسية قد تتسبب بها تقنية الحمض النووي الريبي المرسال (آر.إن.أيه) التي يعتمد عليها هذان اللقاحان.
وقالت روشيل والينسكي، مديرة “سي.دي.سي” في بيان إن “التوصية المحدثة الصادرة تؤكد التزام مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها توفير المعلومات العلمية للمواطنين الأميركيين حال توفرها”.
وأتى هذا القرار بعيد ساعات من توجيه لجنة خبراء مستقلين دعوة إلى السلطات الصحية الأميركية لإصدار توصية لجميع البالغين بإعطاء الأولوية للقاحي “فايزر” و”موديرنا” على اللقاح الأحادي الجرعة. وخلصت لجنة الخبراء إلى هذه الدعوة بناء على بيانات جديدة أكدت إصابة أشخاص تلقوا لقاح “جونسون آند جونسون” بتجلطات دموية.
لكن المسؤولة في “سي.دي.سي” سارة أوليفر حرصت على الإشارة إلى أن التوصية بإيلاء الأولوية للقاحي “فايزر” و”موديرنا” على لقاح “جي.أند.جي” صدرت بسبب توفر كميات كبيرة من لقاحي الحمض النووي الريبي المرسال حاليا، مشددة على أن اللقاح الأحادي الجرعة يقلل من مخاطر الاستشفاء لكنه ينطوي على مخاطر صحية أعلى بالمقارنة مع منافسيه ثنائيي الجرعة.
وشددت لجنة الخبراء على وجوب أن يبقى لقاح “جي.أند.جي” متاحا ولاسيما بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من حساسية تمنعهم من تلقي أحد اللقاحين الآخرين أو إذا لم يتوفر لقاح آخر بديلا عنه.
54 حالة تجلط دموية مرتبطة بلقاح "جي.أند.جي" في الولايات المتحدة
من أصل أكثر من 14 مليون جرعة تم إعطاؤها
وشددت أوليفر على أنه إذا لم يتوفر لقاح آخر، فإن الفوائد الناجمة عن تلقي “جي.آند.جي” في مواجهة كوفيد – 19 تفوق بكثير مخاطر هذا اللقاح. وإلى غاية نهاية أغسطس، سجلت في الولايات المتحدة 54 حالة تجلط دموية مرتبطة بلقاح “جي.أند.جي” من أصل أكثر من 14 مليون جرعة تم إعطاؤها.
وكان خبراء صحة في ألمانيا قد أكدوا في سبتمبر 2021 أن عددا متزايدا ممن تلقوا لقاح “جونسون آند جونسون” ضد فايروس كورونا أصيبوا بالمرض. وبحسب التقرير الأسبوعي لمعهد روبرت كوخ الألماني، فقد أصيب حتى ذلك التاريخ 6106 أشخاص بفايروس كورونا رغم حصولهم على البرنامج الكامل من اللقاح الأميركي.
وطبقا للمعهد، فقد تلقى في ألمانيا نحو ثلاثة ملايين شخص لقاح “جونسون آند جونسون”، ما يعني أن لكل مليون حاصل على اللقاح، وقعت 2000 حالة إصابة بالفايروس. وللمقارنة، فقد وقعت 640 إصابة بالفايروس لكل مليون حاصل على تطعيم “بيونتك فايزر”.
ويعتبر لقاح “جونسون آند جونسون” الوحيد المكون من جرعة واحدة المعتمد من هيئة الأدوية الأوروبية. وقال كارستن فاتزل، أمين عام الجمعية الألمانية لعلم المناعة، إن هذا اللقاح يحتاج إلى وقت أطول من بقية لقاحات الحمض الريبوزي المرسال من أجل بناء أجسام مضادة للفايروس في الجسم.