الغارديان: كيف تمكّن باحثان من كشف المسؤول عن قتل وحرق 41 شخصا في مذبحة حيّ التضامن قرب دمشق؟

2022-04-28

سرب المصدر الفيديو أولاً إلى ناشطة في المعارضة في فرنسا وهي أنصار شحود، والبروفسور أوغور أوميت أوغور من مركز الهولوكوست والإبادة بجامعة أمستردام (مواقع التواصل)

كُشف، أمس الأربعاء 27ابريل2022، عن مجزرة، أثارت صدمة لدى عدد كبيرة من السوريين، المجزرة التي قاد تنفيذها ضابط في جيش النظام السوري، في حي التضامن القريب من دمشق، عام 2013، وراح ضحيتها أكثر من 40 ضحية، لا ينتمون للمعارضة، وأحرقت جثثهم، في حفرة. وقد بدأ الخيط الأول لكشفها، من فيديو، في جهاز كومبيوتر أرسله عنصر في ميليشيا موالية للنظام لخارج البلاد.

وحسب صحيفة “الغارديان” فإن عنصرا في ميليشيا موالية أعطي جهاز كومبيوتر لابتوب يعود إلى أحد عناصر أجهزة الأمن وطلب منه إصلاحه. وعندما فتح الشاشة ونقر على ملف الفيديوهات، ظهرت لقطة غير ثابتة في البداية قبل أن تقترب إلى حفرة تبدو جديدة بين بنايتين تظهر آثار الرصاص عليهما. وبدا رجل أمن يعرفه راكعاً قرب الحفرة ويرتدي قبعة صيد وزياً عسكرياً ملوحاً ببندقيته ويصدر أوامره.

وتجمد العنصر الجديد وهو يشاهد الصور تظهر تباعاً حيث اقتيد رجل من مرفقه باتجاه الحفرة الضخمة ولا يعرف ما فيها وطلب منه الركض بسرعة، ليلاحقه الرصاص الذي اخترق جسده قبل أن يسقط على كومة من الجثث، وواحداً بعد الآخر أمر رجال بالركض أو السير باتجاه الحفرة حيث قيل لهم إن الأمن يحميهم من القناصة، وصدّق بعضهم أنهم في حماية الأمن. وفي نهاية العملية قتل 41 شخصاً في مقبرة جماعية، وتم صب الكاز عليهم وحرقهم لإخفاء آثار الجريمة في مكان لا يبعد عن مقعد السلطة في سوريا سوى مسافة قصيرة. ويعود تاريخ الفيديو إلى 16 نيسان/إبريل 2013.

إثر ذلك قرر العنصر أن اللقطات يجب أن تفضح في مكان آخر، مما قاده في رحلة محفوفة بالمخاطر بعد ثلاثة أعوام، قادته من سوريا باتجاه أوروبا، ثم تعاون مع أكاديميين حاولا الوصول إليه كمصدر رئيسي في تحقيق خارق للعادة وتأمينه، وفي الوقت نفسه تحديد الرجل الذي أشرف على المذبحة وإقناعه بالاعتراف بدوره فيها.

وسرب المصدر الفيديو أولاً إلى ناشطة في المعارضة في فرنسا وهي أنصار شحود، والبروفسور أوغور أوميت أوغور من مركز الهولوكوست والإبادة بجامعة أمستردام.

وكان على أنصار وأوغور العثور على الرجل “ذي قبعة الصيد”، واستخدما في هذه المحاولة الشيء الوحيد الذي اعتقدا أنه مساعد في العملية: شخصية بديلة على الفيسبوك. وقررت أنصار اختراع اسم “آنا.ش” وبحثت في فيسبوك على مدى عامين عن مشتبه بهم محتملين.

وحدث الاختراق في آذار/ مارس 2021، فقد استطاعت صفحة آنا جذب أكثر من 500 معجب من مسؤولي النظام المكرسين له، ومن بينهم شخص في وجهه ندبة ولحية خفيفة، وأطلق على نفسه اسم أمجد يوسف، ويشبه المسلح الذي ظهر في الفيديو.

وفي وقت متأخر من حزيران/يونيو، تلقت أنصار رسالة عبر فيسبوك، وكانت هذه فرصتها لجعله يعترف. وقال “قتلت كثيراً وانتقمت”، وشعرت أنصار أن شخصيتها البديلة قد وصلت حدها، وأنه يجب على شخصية “آنا. ش” أن ترتاح، فقد اتصلت مع حوالي 200 مسؤول في النظام، بعضهم متورط في جرائم مباشرة وساعدوا الأسد في حربه الشرسة، وبدأوا يتناقشون حول “المرأة اللغز”.

وظلت مهمة وحيدة لم يقم الباحثان بعملها وهي مواجهة أمجد بجريمته.

وأرسلت أنصار، وهذه المرة باسمها الحقيقي، عبر فيسبوك لقطات قصيرة من 14 ثانية من الفيديو له. وكان أول سؤال طرحه، هل أنا في هذا الفيديو؟ نعم، “نعم هذا أنا، لكن ماذا يقول الفيديو؟ أنا أعتقل شخصاً وهذه هي مهمتي”.

وعندما اكتشف تداعيات ما رآه، بدأ ينفث غضبه على قوات الدفاع الوطني الذي ينتمي العنصر الصاعد إليه، ووصفهم بالقتلة والبلطجية. وقال إنه لم يكن مثلهم. ثم غيّر نبرته وكتب إليها رسالة “أنا فخور بما فعلت” وهدد بقتلها وعائلتها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي