لقاح ثوري يحمي مرضى السرطان من كورونا

محمد منصور
2022-04-19

ارتفع عدد جرعات لقاح كورونا المستخدمة في عموم تركيا إلى 147 مليونا و211 ألفا و194(ا ف ب)

يتسبب التطعيم عند غالبية الأشخاص في استجابة مناعية قوية ضد فيروس كورونا، للحماية من بالعدوى، إلا أن اللقاحات المعتمدة أظهرت فعالية منخفضة لدى الأشخاص الذين يُعانون من نقص المناعة، خصوصاً المرضى الذين يخضعون للعلاج من سرطانات الدم ولا تُثير لديهم اللقاحات استجابة مناعية تحميهم من العدوى.

ومُعظم العلاجات الكيميائية التي يخضع لها المرضى للسيطرة على سرطان الدم على الأغلب ما تُلحق الضرر بالخلايا المناعية السليمة، خصوصاً الخلايا البائية (نوع من الخلايا اللمفاوية وإحدى خلايا الدم البيضاء)، كجزء من محاولة تدمير الخلايا السرطانية.

وبحسب دراسة جديدة قُدمت نتائجها في الاجتماع السنوي الأميركي للسرطان والمنعقد في نيو أورلينز، وتحضره "الشرق" عن بعد، يقول الباحثون إن لقاح ألماني جديد تُنتجه جامعة "توبينجين" قادر على توليد استجابة مناعية للخلايا التائية (مجموعة من الخلايا اللمفاوية وتلعب دوراً أساسياً في المناعة الخلوية)، في 93% من المرضى الذين يُعانون من نقص هذا النوع من الخلايا، بما في ذلك العديد من مرضى سرطان الدم والأورام الليمفاوية.

 "كوفاك -1"

ويعرف اللقاح الجديد باسم "كوفاك -1" هو لقاح قائم على الببيتد (سلسلة أحماض أمينية تسهم في تكوين البروتينات)، أيّ يحوي جزءاً من البروتين الشوكي الفيروسي يُسمى "إس 1"، وهو المسؤول عن الالتصاق بسطح الخلايا المضيفة. كما يحتوي أيضاً على مادة تُسمى ""Triadj تُساعد اللقاح على إنتاج استجابة مناعية أفضل.

ومن المتوقع أن يحفز اللقاح الجديد الجسم على صنع أجسام مضادة ضد بروتين "إس 1"، وستتعرف الأجسام المضادة على بروتين الشوكة الفيروسية، إذا تعرض الجسم للفيروس وتمنع أو تقلل من شدة عدوى كورونا المستجد.

وفي الدراسات التي أجريت على الحيوانات كانت الاستجابة المناعية الناتجة عن لقاح "كوفاك-1" قادرة على حماية الحيوانات الملقحة ضد عدوى كورونا الشديدة.

وتقول مؤلفة الدراسة جوليان والز إن العديد من مرضى السرطان الذين لا يبدون استجابات مناعية خلطية كافية، بعد التطعيم بلقاحات كورونا المستجد المتاحة "وبالتالي فإن هؤلاء المرضى معرضون لخطر كبير للإصابة بعدوى فيروسية حادة".

والاستجابة المناعية الخلطية تعنى التركيز على تنشيط الخلايا البائية للتعرف على الأجسام الغريبة وتدميرها.

وتدمر العديد من العلاجات الكيميائية وبعض العلاجات المناعية الخلايا البائية (خلايا المناعية المسؤولة عن الاستجابات المناعية بوساطة الأجسام المضادة)، فيما تعتمد اللقاحات المعتمدة حالياً بشكل كبير على الاستجابات الخلطية والتي قد تضعف في المرضى الذين يعانون من نقص الخلايا البائية.

وتتمثل إحدى طرق التعويض عن ذلك في تعزيز استجابة الخلايا التائية، وهي نوع آخر من الخلايا المناعية.

والمناعة التي تتوسطها الخلايا التائية لا غنى عنها لتطوير استجابات واقية مضادة للفيروسات، وقد أظهرت الأدلة السابقة أن الخلايا التائية يمكنها مكافحة كورونا المستجد حتى في حالة عدم وجود الأجسام المضادة المعادلة.

تحفيز الخلايا المناعية

ويتطلب تصميم لقاح لتحفيز الخلايا التائية اختياراً دقيقاً لمضادات فيروس كورونا المستجد وهي عبارة قطع صغيرة من البروتينات الفيروسية التي يمكن أن تحفز الخلايا المناعية.

في حين أن اللقاحات الحالية القائمة على الحمض النووي الريبوزي المرسال تنتج قطعة أكبر من بروتين واحد - البروتين الشائك - الذي يمكن لخلايانا تحطيمه إلى مستضدات.

واختار الفريق البحثي الذي صمم ذلك اللقاح 6 مستضدات محددة من أجزاء مختلفة من الفيروس (على سبيل المثال البروتين الشائك) لصنعها في لقاح الببتيد الخاص بهم.

ويعنى لقاح الببتيد أنه يتم حقن قطع البروتين مباشرة في الدم، بدلاً من تشفيرها عبر استخدام الحمض النووي الريبوزي الرسول كما تفعل اللقاحات الأخرى.

ويقول الباحثون إن مناعة الخلايا التائية المستحثة بـلقاح "كوفاك-1" أكثر كثافة وأوسع نطاقاً، حيث يتم توجيهها إلى مكونات فيروسية مختلفة عن اللقاحات القائمة على الرنا المرسال أو التي تعتمد على الناقلات الغدانية وهي مجموعة من الفيروسات غير الضارة التي تحمل جزءاً صغيراً من بروتين فيروس كورونا المستجد وتحقن في الأشخاص بشكل مباشر كلقاح جونسون، والتي تقتصر على البروتين الشائك وبالتالي فهي عرضة لفقدان النشاط.

واختبر الباحثون سابقاً سلامة والفعالية الأولية لــ"كوفاك-1"لدى الأفراد الذين لا يعانون من نقص المناعة ووجدوا أن جميع الذين تلقوا اللقاح حافظوا على استجابات قوية للخلايا التائية بعد 3 أشهر من التطعيم، بما في ذلك الاستجابات ضد أوميكرون ومتغيرات أخرى مثيرة للقلق، مع الحد الأدنى من الآثار الجانبية الجهازية.

التجارب السريرية

قدمت هذه النتائج الأساس للمرحلة الثانية من التجارب السريرية لاختبار فعالية اللقاح في المرضى الذين يعانون من نقص المناعة.

وفي المرحلة الأولى من هذه التجربة قام الباحثون بتجنيد 14 مريضاً يعانون من نقص الخلايا البائية، بما في ذلك 12 مريضاً يعانون من سرطان الدم أو سرطان الغدد الليمفاوية.  وتم إعطاء المرضى جرعة واحدة من "كوفاك-1" وخضعوا للمراقبة لمدة تصل إلى 6 أشهر.

وكان 64% من المرضى في الدراسة تم تطعيمهم مسبقاً بلقاحات كورونا المستجد المعتمدة والتي فشلت في إثارة استجابة مناعية خلطية، وبعد 14 يوماً لوحظت الاستجابات المناعية للخلايا التائية في 71% من المرضى، وارتفعت إلى 93% من المرضى بعد 28 يوماً من التطعيم.

ويقوم الباحثون حالياً بإعداد تجربة إكلينيكية للمرحلة الثالثة لتقييم "كوفاك-1" في مجموعة أكبر من الأفراد الذين يعانون من نقص المناعة، ويأمل الباحثون أن تسمح النتائج لهذا اللقاح الجديد بحماية مرضى السرطان الذين يعانون من نقص الخلايا البائية من الحالات الشديدة من كورونا المستجد.

ويقول الباحثون إن تصميم "كوفاك-1" جاء للحث على مناعة واسعة وطويلة الأمد حتى لدى الأفراد الذين لديهم ضعف في القدرة على تكوين مناعة كافية من لقاح معتمد حالياً، وبالتالي حماية هؤلاء المرضى المعرضين لمخاطر عالية من الإصابة بعدوى كورونا المستجد الوخيمة







شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي