علماء ناسا يكشفون عن "دليل ضخم" يمكن أن يساعد في اكتشاف "المزارع الغريبة" على الكواكب البعيدة

ذي صن
2022-04-15

صورة للفضاء (ا ف ب)

كشف علماء ناسا عن طريقة عبقرية لاكتشاف علامات ازدهار الحضارات الفضائية على الكواكب البعيدة.

وفي ورقة بحثية نُشرت هذا الأسبوع، اقترحوا أن الغازات الدفيئة في عوالم أخرى يمكن أن تقدم دليلا على أننا لسنا وحدنا في الكون.
وذلك لأن الزراعة على نطاق صناعي ستطلق أعمدة من الانبعاثات في الغلاف الجوي.

وتماما كما يحدث على الأرض، ستغير الغازات تركيبة هواء الكوكب، لتكون بمثابة علامة مميزة للحياة.

ويمكن التقاط هذه "البصمات التقنية" بواسطة التلسكوبات القوية هنا على الأرض وتساعد في توجيه بحثنا عن الحضارات الفضائية.

وهذه تجربة جديدة في البحث عما يسمى بالبصمات الحيوية، وهي مواد طبيعية يبحث عنها العلماء كمؤشرات للحياة.

وكتب الفريق في ورقتهم البحثية: "البحث عن البصمات التقنية هو استمرار للبحث عن البصمات الحيوية، ويتضمن فكرة البحث عن دليل طيفي للتكنولوجيا في أغلفة الكواكب الخارجية".

وحقق الفريق، الذي ضم علماء الفلك في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا، فيما إذا كانت الغازات المحتوية على النيتروجين الموجودة على الأرض يمكن أن تكون بمثابة بصمات تقنية فعالة على الكواكب الأخرى.

وأدركوا أنه لكي تنمو النباتات في عوالم أخرى، فمن المحتمل أن تحتاج إلى دورات المياه والكربون، فضلا عن وجود النيتروجين في التربة.

ومن المفترض أن تعمل أي حضارات ناشئة على زراعة المحاصيل عن طريق استخدام الأسمدة، مثل السماد، في التربة.
وعلى الأرض، أدى استخدام مثل هذه الأسمدة إلى رفع مستوى المواد الكيميائية مثل الأمونيا وأكسيد النيتروز في الغلاف الجوي.

وبالتالي، فإن وجود هذه الغازات في عوالم غريبة يشير إلى أن المزارعين الأجانب يعملون هناك.

وكتب الباحثون: "إن الوجود المشترك لهذه الغازات في الغلاف الجوي لكوكب صالح للسكن يمكن أن يكون بمثابة بصمة طيفية للتكنولوجيا يمكن اكتشافها عن بعد".

ولاختبار نظريتهم، قام الفريق بحساب مدى إمكانية اكتشاف غازات الأرض المحتوية على النيتروجين من بعيد.

وخلصوا إلى أنه من الصعب اكتشاف المستويات الحالية من الأمونيا وأكسيد النيتروز.

ومع ذلك، إذا قفز عدد سكان كوكبنا إلى ما لا يقل عن 30 مليارا، فإن الارتفاع الناتج في غازات الاحتباس الحراري سيكون مرتفعا بما يكفي لرصد التلسكوبات.

ومن الممكن أن يبحث العلماء عن بصمات تقنية أثناء توسعهم في بحثهم عن عوالم غريبة محتملة.

وبطبيعة الحال، فإن وجود الغازات الدفيئة لن يثبت أن الكائنات الفضائية موجودة في مكان ما، فقد تكون دائما نتيجة ثانوية للعمليات الطبيعية للكوكب.
واقترح العلماء سابقا البحث عن نفايات غير طبيعية في الكواكب البعيدة مثل مركبات الكربون الكلورية الفلورية (CFCs)، والتي يمكن أن تستمر في الغلاف الجوي لعشرات الآلاف من السنين.

كما اقترح عالم الفيزياء الفلكية الشهير آفي لوب من جامعة هارفارد، أن التلوث الضوئي هو علامة محتملة على الحضارات التكنولوجية.

ويقوم عدد من التلسكوبات الجديدة القوية، بما في ذلك تلسكوب جيمس ويب الفضائي الذي تم إطلاقه مؤخرا، بتدريب أنظارهم على الكواكب الخارجية على أمل اكتشاف مثل هذه البصمات الحيوية المراوغة، وهي تشمل الأكسجين، الذي ينتجه التمثيل الضوئي، الذي تقوم به النباتات وبعض الميكروبات.

ونُشرت الورقة البحثية في مجلة ما قبل الطباعة Arxiv.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي