دراسة تكشف أسباب الألم المزمن بعد التعافي من كورونا

الأمة برس - متابعات
2022-04-12

عدوى فيروس كورونا انتهاء المعاناة من المرض (تاس)

لا يعني الشفاء من عدوى فيروس كورونا انتهاء المعاناة من المرض، فأحياناً يُصاب الأشخاص بما يُعرف بأعراض كورونا طويلة الأمد.

وتعني هذه الحالة استمرار بعض الأعراض فترات طويلة حتى بعد الشفاء من الفيروس، وتشمل الأعراض ضيق التنفس، واضطراب في الذاكرة والتركيز، ومشكلات في وظائف بعض الأجهزة الحيوية، والألم المزمن.

ولا يعرف العلماء على وجه الدقة السبب وراء الألم المزمن بعد الإصابة بكورونا، لكن في محاولة لفهم أحد أعراض هذه المتلازمة، عرض علماء من "كلية إيكان للطب" في نيويورك دراسة جديدة، خلال فعاليات المؤتمر السنوي لعلم الأحياء التجريبي (يعقد حالياً في ولاية فيلادلفيا الأميركية)، تكشف عن أسباب الألم المزمن الذي يستمر بعد الشفاء من كورونا
وعلى الرغم من أن التجارب أجريت على الفئران، إلا أنها تُقدم مجموعة من الرؤى المهمة التي قد تقود لعلاج محتمل للألم المزمن المرتبط بعدوى كورونا، خصوصاً أن عدداً كبيراً من الأشخاص يعانون تشوهات حسية، بما في ذلك أشكال مختلفة من الألم بعد الشفاء.

واستخدم الباحثون في الدراسة تسلسل الحمض النووي الريبي للحصول على معلومات بشأن التغيرات البيوكيميائية التي يسببها الفيروس في بنية نقل الألم التي تُسمى العقد الظهرية الجذرية.

والعقد الظهرية الجذرية هي مجموعة من الأعصاب الموجودة في العصب الشوكي تنقل المعلومات الحسية للجهاز العصبي المركزي، ويُعرف أنها تلعب دوراً في الشعور بالألم المزمن.

وبفحص تسلسل الحمض النووي لتلك العقد في نموذج الفئران، وجد الباحثون أن العدوى، حتى بعد الشفاء منها، تركت توقيعاً جينياً فيها يُطابق أنماط التعبير الجيني التي شوهدت في الألم الناجم عن حالات أخرى.

وأشارت الدراسة إلى أن هذا يعني أن الإصابة بالفيروس تُحدث تغييراً في تسلسل الحمض النووي في العقد الظهرية الجذرية، يؤدي إلى إفراز مجموعة من المواد الكيميائية التي تعزز الإحساس بالألم.

تجنب الإصابة أفضل
ويقول الباحثون إن النتائج تُظهر أن آثار كورونا طويل الأمد ناجمة عن تغير جذري في كيمياء الجسم، ما يؤكد بشكل أكبر أن تجنب الإصابة بالأساس أفضل بكثير من محاولات العلاج.

وأظهرت التجربة أن الفئران المصابة بالعدوى عانت من حساسية طفيفة للمس بعد الإصابة مباشرة، وأصبحت هذه الحساسية أكثر حدة بمرور الوقت حتى بعد 30 يوماً من الشفاء من العدوى.

أجرى الباحثون تجارب مماثلة مع فيروس الإنفلونزا لتحديد ما إذا كانت الفيروسات الأخرى يمكن أن تعزز استجابات مماثلة. وخلافاً لفيروس كورونا، تسببت الإنفلونزا في حساسية مبكرة أكثر حدة، ولكنها تلاشت بشكل كامل بعد 4 أيام من الإصابة.

وكشف تحليل أنماط التعبير الجيني في العقد الجذرية الظهرية أن فيروس كورونا تسبب في تغير أكثر بروزاً في مستويات التعبير عن الجينات المتورطة في عمليات نقل إشارات الألم الخاصة بالخلايا العصبية مقارنة بالإنفلونزا.

وأظهرت تجارب إضافية أنه بعد 4 أسابيع من التعافي من العدوى الفيروسية، لم تظهر على الفئران المصابة بالإنفلونزا أي علامات على فرط الحساسية على المدى الطويل، بينما أظهرت الفئران المصابة بعدوى كورونا تفاقم الحساسية، ما يعكس الألم المزمن. كما كان للفئران التي تعافت من كورونا توقيعات تعبير جيني مشابهة لتلك التي تظهر في العقد الظهرية للفئران المتأثرة بالألم الناجم عن الالتهاب أو إصابة الأعصاب.

وفي محاولة لفهم الآلية الجزيئية المرتبطة بالإحساس المتغير في فئران التجارب المصابة بكورونا، حلّل الباحثون المعلومات الحيوية المرتبطة بالتعبير الجيني.

تقليل نشاط "منظمات الألم"
ووجد الباحثون أن الإصابة بعدوى كورونا تقلل نشاط العديد من منظمات الألم المحددة سابقاً (وهي مواد كيميائية تعمل على تقليل الألم)، كما تزيد أيضاً من مستويات إفراز بروتين يُسمى "ILF3" لم تتم دراسته في سياق الألم، ولكنه منظم فعال ترتبط زيادته باحتمالات الإصابة بالسرطان.

أدوية مضادة للسرطان
وافترض الباحثون أن إعطاء دواء مضاد للسرطان تم اختباره سريرياً يستهدف تثبيط نشاط ذلك البروتين يمكن أن يقلل من الألم المزمن لدى فئران التجارب. وبالفعل، وجد الباحثون أن ذلك الدواء فعال جداً في علاج الألم المزمن في نماذج الفئران.

ووصف الباحثون هذه النتيجة بأنها مثيرة للاهتمام، فهناك بالفعل مجموعة من الأدوية التي تعمل على بروتينات مرتبطة بالسرطان حازت الموافقة وموجودة في الأسواق. يمكن إعادة توظيفها لعلاج الألم المزمن الناجم عن كورونا، وهو أمر من شأنه أن يخفض الجدول الزمني لتطوير علاجات تستهدف ألم كورونا طويل الأمد.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي