إيكونوميست: السودان يواجه الانهيار بعد 3 سنوات على سقوط البشير

2022-04-11

أشارت الصحيفة إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا فاقمت المشاكل الاقتصادية في السودان الذي يستورد أكثر من 80% من احتياجه من القمح من روسيا وأوكرانيا (ا ف ب)

قالت صحيفة "ذي إيكونوميست" (The Economist) البريطانية إن هناك توقعات تشير إلى أن السودان قد يشهد تفجر مواجهات خلال شهر رمضان الجاري بين الشعب المحبط والمُفقّر والنظام العسكري في البلاد.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن شهر رمضان يأتي هذا العام في وقت تشهد فيه البلاد مشاكل اقتصادية عديدة وشحا في القمح وارتفاعا في أسعار المواد الأساسية.

وقالت الصحيفة إن قلة من السودانيين يمكنهم تذكر حقبة عانت فيها بلادهم وضعا قاتما مثل الذي تمر به الآن، حيث قيمة العملة في تراجع مستمر بعد أن فقدت أكثر من ربع قيمتها منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، فيما وصل معدل التضخم وفق الدوائر الرسمية إلى 260%.

ووفقا لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة فإن نحو 9 ملايين شخص في السودان يواجهون "مجاعة حادة" وقد يتضاعف هذا العدد بحلول سبتمبر/أيلول.

وتشهد العاصمة الخرطوم احتجاجات يومية مناهضة للنظام تواجه أحيانا برد عنيف من قبل قوات الأمن، ما أسفر عن مقتل نحو 90 شخصًا خلال الأشهر الخمسة الماضية، وفق الصحيفة.

وأرجع تقرير الصحيفة الأوضاع الاقتصادية والأمنية الصعبة التي يعيشها السودان إلى الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال عبد الفتاح البرهان في أكتوبر/تشرين الأول عام 2021، والذي أدى إلى تعطيل مسار التحول نحو الديمقراطية في البلاد.

وقالت إيكونوميست إن الشعب السوداني الذي انتفض قبل 3 سنوات للإطاحة بنظام الدكتاتور عمر البشير، كان يأمل بناء دولة ديمقراطية مزدهرة، لكنه بدلاً من ذلك يرزح الآن تحت أزمة سياسية واقتصاد منكمش وعنف متصاعد.

وأوردت الصحيفة تعليقا لفولكر بيرتس، الممثل الخاص للأمم المتحدة في القرن الأفريقي خلال جلسة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الشهر الماضي، قال فيه إن تلك الأزمات "تهدد وجود السودان" وإنه "ما لم يتم تصحيح المسار الحالي، فإن البلاد (السودان) تتجه نحو انهيار اقتصادي وأمني، ومعاناة إنسانية كبيرة".

وأشارت الصحيفة إلى أن انقلاب البرهان تسبب في توقف معظم المساعدات التي تبلغ عشرات المليارات من الدولارات والتي كان المانحون الغربيون والبنوك متعددة الأطراف قد تعهدوا بتقديمها للسودان بعد الثورة لدعم التحول الديمقراطي.

حيث أوقفت أميركا والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي تدفق ما لا يقل عن 1.4 مليار دولار من المساعدات. كما عمد مجلس السيادة الذي يقود البلاد ويسيطر عليه العسكريون إلى رفع الدعم السخي الذي كان يوفره لخفض أسعار القمح والوقود، مما أدى إلى ارتفاع أسعار القمح والمواد الأساسية.

كما أشارت الصحيفة إلى أن الحرب الروسية على أوكرانيا فاقمت المشاكل الاقتصادية في السودان الذي يستورد أكثر من 80% من احتياجه من القمح من روسيا وأوكرانيا.

وقد أدى الصراع إلى انقطاع تلك الواردات، ما تسبب في ارتفاع سعر القمح في الأسواق المحلية ليصل إلى أكثر من 550 دولارًا للطن الواحد الشهر الماضي، بزيادة قدرها 180% عن العام الماضي.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي