لوموند: بدون دولة القانون.. لا وجود لأوروبا

2022-04-09

شهد اثنان من القادة الأوروبيين المتعاطفين مع موسكو فوزا مريحا في الانتخابات في بلديهما (أ ف ب)

تحت عنوان: “بدون دولة القانون.. لا وجود لأوروبا”، وفي افتتاحية عددها الورقي لنهاية الأسبوع، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إنه على خلفية الحرب الروسية في أوكرانيا، شهد اثنان من القادة الأوروبيين المتعاطفين مع موسكو فوزا مريحا في الانتخابات في بلديهما. في صربيا، أعيد انتخاب الرئيس ألكسندر فوسيتش يوم الأحد 3 أبريل بحوالي 60 في المئة من الأصوات. وفي المجر، حقق حزب رئيس الوزراء فيكتور أوربان انتصارا كبيرا سمح له بالاحتفاظ بأغلبية الثلثين في البرلمان.

واعتبرت “لوموند” في افتتاحيتها أن هذين الزعيمين يشتركان في ممارسة معينة مقيدة للديمقراطية وسيادة القانون، مشيرة إلى أن السيطرة السياسية على وسائل الإعلام العامة من قبل الحكومة، لعبت على وجه الخصوص دورا مهما في حملتيهما الانتخابيتين.

وأوضحت “لوموند” أنه على عكس صربيا، فإن المجر عضو في الاتحاد الأوروبي، وانتصار أوربان كان مدويا بشكل أكبر لأنه فوزه الرابع على التوالي منذ عام 2010، وكان في مواجهة معارضة موحدة. وبالتالي، فإن تداعيات هذا الفوز أكثر خطورة على أوروبا، وفق الصحيفة الفرنسية.

وقد أظهر أوربان ذلك فور إعلان النتائج، مستنكرا “الخصوم” الذين، حسب قوله، حاولوا عرقلة إعادة انتخابه، بمن فيهم “البيروقراطيون في بروكسل” والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وكان فلاديمير بوتين من أوائل من هنأه بفوزه.

ورأت “لوموند” أنه إذا كان شركاء فيكتور أوربان الأوروبيون معتادين على خطاباته اللاذعة ضد بروكسل، فإن هجومه على الرئيس الأوكراني، في وقت كان العالم يكتشف فيه صور مذبحة بوتشا، يشكل تحديا ذا طبيعة مختلفة بالنسبة للاتحاد الأوروبي. إنه يعرض التضامن الأوروبي الثمين للخطر، كما نرى بالفعل في رفض المجر الانضمام إلى حظر محتمل على النفط الروسي، تقول الصحيفة الفرنسية.

وأوضحت “لوموند” أن السيد أوربان يحتاج إلى أموال الاتحاد الأوروبي للوفاء بالوعود التي قطعها لناخبيه خلال الحملة الانتخابية، وبالتالي فإن لدى الاتحاد الأوروبي رافعة مهمة هنا، يمكن استخدامها ضد بودابست: آلية المشروطية، التي تجعل من مسألة الإفراج عن الأموال الأوروبية المخصصة لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي مرهونة بالامتثال لسيادة القانون. وكانت بروكسل قد تجنبت تفعيل هذه الآلية حتى الآن حتى لا تتهم بالتدخل في الحملة الانتخابية، في المجر. الآن الطريق واضح والمفوضية الأوروبية محقة في الالتزام به. لم يعد من المقبول لدافعي الضرائب الأوروبيين تمويل الإعانات للدول التي ترفض حكومتها ضمان استخدامها وفقا للقانون، تشدد “لوموند”.

تطرح المشكلة أيضا في وارسو، التي تتعارض أيضا مع اللجنة حول دولة القانون. فعلى عكس بودابست، بولندا، التي تعد مركزا لتسليم الأسلحة وملاذا لما يقرب من مليوني لاجئ، تلعب دورا رائدا في التضامن مع أوكرانيا. على هذا النحو، يجب مساعدتها. لكن موقف رئيس وزرائها، ماتيوز موراويكي، الذي يهاجم باستمرار ألمانيا وفرنسا علنا، يظهر أن الحزب الحاكم ما يزال في منطق المواجهة داخل الاتحاد الأوروبي.

تضامن مع أوكرانيا مع صرامة تامة في احترام دولة القانون: يجب أن يسود هذا الخط أكثر من أي وقت مضى لجميع الدول الأعضاء. لا توجد أوروبا بدون دولة القانون، تشدد ”لوموند” في افتتاحيتها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي