
هايل علي المذابي- خاص – الأمة برس
رحبت المنظمات غير الحكومية العاملة في اليمن بإعلان الأمم المتحدة الأخير عن هدنة لمدة شهرين في جميع أنحاء البلاد، ووصفته بأنه فرصة للتخفيف من المعاناة وإحلال السلام والأمن أخيرًا للشعب اليمني، وإلى جانب وقف الأعمال العدائية، ينص الاتفاق على إعادة فتح ميناء الحديدة لتزويد السفن بالوقود ومطار صنعاء للرحلات التجارية.
ووقعت على هذا البيان -الذي حصلت الأمة برس على نسخة منه- معظم المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن وهي: منظمة العمل ضد الجوع؛ منظمة الرعاية الدولية، المجلس الدنماركي للاجئين، المنظمة الدولية للمعاقين - الإنسانية والشمولية، منظمة إنترسوس، المجلس النرويجي للاجئين، منظمة مسعفي مدينة نيويورك، ومنظمة أوكسفام، ومنظمة إنقاذ الطفولة.
وفي البيان قالت إيرين هاتشينسون، المديرة القطرية لمجلس اللاجئين النرويجي في اليمن: "يعد هذا تطورًا مهمًا للغاية بالنسبة لملايين اليمنيين الذين دمرت بلادهم بسبب الحرب لأكثر من سبع سنوات". وأضافت: "ونأمل أن تمنح هذه الهدنة فترة راحة للمدنيين هم في أمس الحاجة إليها وتؤدي إلى استقرار طويل الأمد يسمح لهم بالوقوف على أقدامهم مرة أخرى. ندعو جميع الأطراف إلى التمسك بالتزاماتهم والعمل من أجل حل لهذا الصراع الرهيب".
وقال البيان: "هناك 23.4 مليون شخص في حاجة إلى المساعدة الإنسانية في جميع أنحاء اليمن. أودى الصراع في اليمن بحياة أكثر من 13635 مدنيًا منذ عام 2018. ووصل القتال في يناير إلى أكثر حالاته دموية، حيث قتل أو جرح مدنيًا واحدًا كل ساعة تقريبًا. وأدت سبع سنوات من العنف المستمر إلى تشويه الأطفال وإعاقتهم، وأجبرت أكثر من 4 ملايين شخص على الفرار من منازلهم، ودمرت البنية التحتية الحيوية بما في ذلك المرافق الطبية وخزانات المياه، ودمرت الاقتصاد ودفعت الملايين إلى حافة المجاعة، ويوفر الإعلان لحظة راحة هم في أمس الحاجة إليها للناس في اليمن الذين عانوا سبع سنوات من الصراع الوحشي، مع إمكانية تجديد الهدنة بعد فترة الشهرين، فإنها توفر أيضًا فرصة لبناء سلام حقيقي ودائم".
وأضاف: "لسنوات، عانى الناس في اليمن من الآثار الحادة لأزمة الوقود المستمرة، فقد تسبب ذلك في تعطيل شبكة الكهرباء، ويعتبر الديزل المصدر الرئيسي للطاقة في البلاد للعديد من الخدمات الحيوية، بما في ذلك ضخ المياه عبر أنابيب المدينة وتشغيل أجهزة التهوية في المستشفيات، وقود محركات السيارات هو أيضًا يجعل من الممكن نقل الغذاء والماء إلى المجتمعات التي هي في أمس الحاجة إليها. ونأمل أن يسمح افتتاح ميناء الحديدة لسفن الوقود والمساعدات الإنسانية بدخول البلاد لتخفيف معاناة الناس في اليمن. نحث السلطات في جميع أنحاء البلاد على ضمان وصول الخدمات الحيوية إلى الوقود الذي يحتاجونه حتى يتمكن الشعب اليمني من الوصول إلى الرعاية الطبية المنقذة للحياة وغيرها من الخدمات الأساسية".
ومنذ إغلاق مطار صنعاء في أغسطس 2016، أصبح ملايين اليمنيين محاصرين في النزاع، وغير قادرين على السفر لرؤية أحبائهم في أجزاء أخرى من العالم، والحصول على الرعاية الطبية العاجلة غير المتوفرة داخل اليمن، ومتابعة الأعمال التجارية والتعلم. الفرص في الخارج. أصبح دخول الأدوية والأغذية والوقود محدودًا وبالتالي أصبح أكثر تكلفة من اللازم. وأصبح الإغلاق عاملاً مثبطًا للأعمال التجارية الدولية مع اليمن مما أدى إلى فقدان سبل العيش. سيؤدي افتتاح مطار صنعاء إلى تحسين حرية الحركة للشعب اليمني، وإنقاذ آلاف الأرواح، وتجنب الوفيات المبكرة، وخفض تكلفة السلع الأساسية. يمكن أن يعمل أيضًا على تحسين فرص عملية السلام طويلة الأجل لشعب اليمن.
بعد أكثر من سبع سنوات من الصراع المستمر، تقدم هذه الهدنة للشعب اليمني لحظة أمل وفرصة لسلام حقيقي وأخيراً، بعد المعاناة عبر سنوات من الصراع والصدمات والنزوح، للسماح لهم باتخاذ الخطوات الأولى لإعادة البناء والتشريد. استعادة حياتهم. مع بدء شهر رمضان المبارك، وهو وقت السلام والتفكير في اليمن، نحث جميع أطراف النزاع على اغتنام فرصة هذه الهدنة للانخراط في حوار بناء وحسن النية كجزء من عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة. كما نحث المبعوث الخاص للأمم المتحدة على ضمان أن يكون للنساء والشباب وغيرهم من قادة المجتمع المدني أدوار مباشرة ومتساوية وذات مغزى في جميع مسارات مفاوضات السلام من أجل بناء سلام مستدام ودائم.