لوموند: في مالي كما في أوكرانيا.. لا بد من محاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب

2022-04-06

دعت لوموند إلى محاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب في أفريقيا كما في أوكرانيا (أ ف ب)

قالت صحيفة "لوموند" (Le Monde) الفرنسية إن الجيش المالي والمليشيات الروسية متهمان بقتل المئات من سكان قرية مورا (وسط مالي) نهاية مارس/آذار الماضي، مشيرة إلى أنه على المحكمة الجنائية الدولية -كما هي الحال في أوكرانيا- التحقيق مع القادة المتهمين هناك وتقديمهم للعدالة.

وفي افتتاحيتها، أوضحت الصحيفة أن بعض أوجه التوافق تعزز الطبيعة المأساوية للأخبار، مشيرة إلى أنه في اللحظة نفسها التي تم فيها اكتشاف المئات من جثث المدنيين الأحد الماضي في بوتشا بأوكرانيا بعد رحيل الجيش الروسي، تم أيضا الكشف عن مذبحة أخرى وقعت بين 27 و31 مارس/آذار الماضي ارتكبتها القوات المسلحة المالية والقوات شبه العسكرية التي تم تحديدها على أنها تنتمي إلى جماعة فاغنر الروسية، خلال ما سمي بعملية لمكافحة الإرهاب ذهب ضحيتها المئات من سكان قرية مورا (وسط مالي).

فقد قام الجنود الماليون والمليشيات الروسية -كما تقول الصحيفة- باعتقال الرجال وتنفيذ إعدامات بإجراءات موجزة، في سيناريو من الرعب تم التحقق منه من عدة مصادر، وأدى إلى مقتل "203 مقاتلين"، حسب البيان الصحفي الذي أصدره الجيش المالي مهنئا نفسه على "قيامه بتطهير منهجي للمنطقة بأكملها"، إلا أن تقريرا لمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية تحدث عن قتل "نحو 300 مدني، بعضهم يشتبه في كونهم مقاتلين إسلاميين".

وذهبت لوموند إلى أن الصدى بين مذبحة بوتشا ومذبحة مورا لا يقتصر على تزامنهما ووحدة المنطق الذي يستدعي بوضوح جرائم الحرب، بل يرجع أيضا إلى تورط قوات تتلقى أوامر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلتا الحالتين، لأن صلات مليشيا فاغنر به قد تم إثباتها.

أما الاختلاف الوحيد الملحوظ بين المذبحتين حسب لوموند، فهو أن الأحداث في أوكرانيا منشورة على نطاق واسع مع الصور الداعمة وشهادات الصحفيين، في حين أن الأحداث في مالي وقعت من دون أي شهود خارجيين، بل إن الانقلابيين العسكريين الحاكمين في باماكو -كما تقول الصحيفة- مستمرون في إنكار وجود آلاف المرتزقة الروس.

عنف مقلق

وقالت لوموند إن الانسحاب المتوقع للقوات الفرنسية من عملية برخان يبدو أنه عجل بـ"الاندفاع الاستبدادي المتهور" للجيش المالي المتعاون مع النظام الروسي، بعد أن تم تكميم وسائل الإعلام وتهديد المعارضة، لتسقط البلاد في أعمال عنف مقلقة، حيث تجدد "العنف الجهادي"، ومذابح المدنيين التي ارتكبها الجيش المالي بدعم من مرتزقة فاغنر المعروفين بانتهاكاتهم في ليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى.

ودعت لوموند إلى محاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب في أفريقيا كما في أوكرانيا، وقالت إن العدالة الدولية يجب أن تكون مجهزة بكافة الوسائل للتحقيق في المجازر التي لا تؤدي إلا إلى تغذية دوامة العنف المدمر، ضاربة المثل بمحاكمة رئيس ليبيريا السابق تشارلز تيلور الذي حُكم عليه بالسجن 50 عاما لارتكابه جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، والرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش الذي حوكم بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي