موسيقى أمابيانو... من أحياء جنوب إفريقيا الفقيرة إلى النجاح العالمي

أ ف ب - الأمة برس
2022-04-03

 رقص في إحدى حانات جوهانسبرغ في 26 شباط/فبراير 2022 على أنغام موسيقى أمابيانو (اف ب)

تأثر عدد من المشاهير من بينهم لاعب كرة القدم بول بوغبا والمغنية جانيت جاكسون ونجم كرة السلة  شاكيل أونيل بنغمات الأمابيانو ، وهي نوع من موسيقى الإلكترو المُستمدَّة من موسيقى الهاوس، انطلقت من أحياء السود الفقيرة في جنوب إفريقيا. 

وحصدت أغنية "أمينو" الشهيرة في العالم كله والتي ظهر لاعب مانشستر يونايتد الفرنسي بول بوغبا يرقص على أنغامها في مقطع فيديو انتشر عبر مواقع التواصل، عشرة مليارات مشاهدة على منصة تيك توك وحدها.

والأغنية الفرنسية التي أعاد مغني الراب النيجيري غويا مينور إصدارها مع كلمات انتشرت عبر الانترنت ("يو وونت تو مابما") ثم أعاد توزيعها منتج من غانا في الولايات المتحدة، تكرّر موسيقى معروفة منذ نحو عشر سنوات في حانات جنوب أفريقيا.

ويمكن تمييز الأمابيانو بوضوح ويسهل التعرف عليها من إيقاعها البطيء ومقدماتها الطويلة مع نغمات تنتجها مركبات الصوت وأخرى معزوفة على غيتار البيس تعلق في الأذهان.

وينتشر هذا النوع الموسيقي في أنحاء جنوب أفريقيا، إذ يُسمَع في السيارات وعبر الشوارع وداخل المتاجر، وكذلك عبر الإذاعات.

ويشكّل صوت الطبول الخشبية التقليدية أساساً لهذا النمط الموسيقي. ويقول المسؤول عن المحتوى الموسيقي  لدى تيك توك في أفريقيا يوفير بيلاي المعروف أكثر بلقبه كمنسّق أسطوانات  سكتشي بونغو  لوكالة فرانس برس "إنّ أصوات الطبول هي بمثابة روح موسيقى الأمابيانو".

وتجتاح هذه الموسيقى منذ سنتين القوائم الموسيقية لمنصات البث التدفقي بدءاً من لندن وصولاً إلى طوكيو.

ويعتبر المنتج الفرنسي المتخصص في الموسيقى الإفريقية مارتان ميسونييه أنّ "الأمابيانو نجحت في إضفاء طابع الغرابة على الموسيقى التجارية، وأتاحت للأشخاص اكتشاف نغمات لم تكن مألوفة لهم من قبل".

-أصلها من سويتو-

وتعتبر الجنوب إفريقية كامو مفيلا التي فوجئت بنجاحها الشخصي السريع في القارة، أنّ موسيقى الأمابيانو "تمثّل حركة ثقافية حقيقية". 

وتقول الشابة، وهي من خي سويتو في مدينة جوهانسبرغ "تؤلف أغنية ذات يوم داخل مطبخك، ثم تُفاجأ في اليوم التالي بأنّك أصبحت نجماً". وبعدما استضافتها منصة "بويلر روم" البريطانية المعروفة ياستضافةأنجح منسقي الأغنيات في العالم، ستحيي مفيلا حفلاً إلى جانب المغني الأميركي كريس براون والنجم النيجيري بورنا بوي ضمن مهرجان "أفرو نايشن برتغا" المرتقب في تموز/يوليو .

ويشير توميلو نيدوندوي، وهو منسق موسيقى من جنوب أفريقيا وأحد مستكشفي الأمابيانو، إلى أنّ "أغنية واحدة جديدة من نوع الأمابيانو تُصدَر أسبوعياً"، معتبراً أنّ "تيك توك وإنستغرام لعبا دوراً مهماً في جعل نوع الأمابيانو مشهوراً". ويقول "يمكن للفنان أن يطلق مسيرة مهنية عبر التيك توك".

وتساعد المنصات الالكترونية المغنيين في تحصيل مبالغ مالية في حال استُخدمت إحدى أغنياتهم في مقاطع فيديو منشورة عبر الإنترنت. ويقول يوفير بيلاي الذي ينشئ رابطاً مباشراً بين الاتجاهات المنتشرة عبر مواقع التواصل والأغاني الأكثر استماعاً في منصات البث الموسيقي الرئيسية "كلّما تنشئون عدداً أكبر من مقاطع الفيديو تحصّلون عوائد أكبر تتعلق بالملكية الفكرية".

ويعتبر الأمابيانو نوعاً مختلطاً من الموسيقى، وتعود جذوره إلى موسيقى كوايتو، وهو نوع محلي من الهيب هوب ظهر في منطقة سويتو قبل ثلاثين عاماً بعد الإفراج عن رمز مكافحة نظام الفصل العنصري نيلسون مانديلا.

ويمثل الثنائي الموسيقي MFR Souls الذي يضم منسقي الموسيقى توميلو نيدوندوي وتوميلو مابي أحد روّاد موسيقى الأمابيانو، من خلال أغنتيهما  "لاف يو تونايت" عام 2019 والتي حققت أكثر من ثمانية مليون مشاهدة عبر يوتيوب.

ويعتبر توميلو مابي أنّ النجاح الفعلي يتمثل في رؤية "أشخاص ليس لديهم أدنى فكرة عن المعاني التي تحملها الكلمات يؤدون أغانينا خارج جنوب إفريقيا".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي