فايننشال تايمز: شبح ناتو المحيطين الهندي والهادي يسرّع ابتعاد الصين عن الغرب

2022-03-27

صورة مدمجة للرئيس الصيني جين تشي بينع ونظيره الأمريكي جو بايدن (أ ف ب)

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) البريطانية تقريرا يفيد بأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم الهند وأستراليا واليابان، ويُسمى "ناتو المحيطين الهندي والهادي" يمثل تهديدا لبكين مثل التحالف الذي تقود واشنطن ضد روسيا.

وأوضح التقرير أنه، على مدى أسابيع، أيد مسؤولون ومحللون صينيون مزاعم روسيا بأن توسع الناتو في أوروبا أدى إلى حربها على أوكرانيا، مشيرين بذلك إلى شبح "الناتو الهندي-الهادي" الذي قد يجبر بلادهم في النهاية على الابتعاد عن الغرب، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في كل شيء من الغذاء إلى أشباه الموصلات.

تحذير من نسخة جديدة من الناتو

ونسبت الصحيفة إلى لو يوتشنغ نائب وزير الخارجية الصيني قوله إن الناتو الأصلي واصل تعزيز نفسه وتوسعه وتدخله عسكريا في دول مثل يوغوسلافيا والعراق وسوريا وأفغانستان، مضيفا أن إستراتيجية المحيطين الهندي والهادي لا تقل خطورة عن إستراتيجية التوسع شرقا في أوروبا، وإذا سُمح لها بالمرور من دون رادع، فسيؤدي ذلك إلى عواقب لا يمكن تصورها ويدفع -في نهاية المطاف- منطقة آسيا والمحيط الهادي إلى حافة الهاوية.

وأشار التقرير إلى أنه في محاولة لمواجهة "الهدف الحقيقي" للرئيس الأميركي جو بايدن المتمثل في إنشاء "نسخة المحيطين الهندي والهادي من الناتو"، التقى وزير الخارجية الصينية وانغ يي نظيره الهندي في نيودلهي يوم الجمعة الماضي، كما خاطب الأسبوع الماضي منظمة التعاون الإسلامي في إسلام آباد، حيث طرح تقديم 400 مليار دولار في المشاريع التي تقودها الصين في 54 دولة إسلامية.

شراكات صينية واسعة

ونقلت الصحيفة البريطانية عن أليسيا غارسيا هيريرو -كبيرة الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادي في بنك الاستثمار الفرنسي ناتيكسيس- قولها إن الأزمة الأوكرانية جعلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أقرب إلى بعضهما بعضا، في حين كانت الصين تسعى إلى استكمال شراكتها الروسية بعلاقات اقتصادية ودبلوماسية أقوى مع الدول الكبيرة في جميع أنحاء العالم النامي، والدول الغنية بالموارد في الشرق الأوسط.

وأضافت هيريرو أنه وبينما تحاول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دفع الصين إلى الزاوية، اتخذت الصين تلك الزاوية ووسعتها، حيث "تقوم الصين ببناء مجال النفوذ هذا مما يجعل إستراتيجيتها في الاعتماد على الذات أكثر مصداقية".

ونقلت الصحيفة أيضا عن ني ليكسيونغ المحلل العسكري المستقل في شنغهاي قوله إن الصين بحاجة إلى تبني منظور طويل الأجل عند إجراء تقييمات حول الوضع في أوكرانيا وعلاقتها مع روسيا، مضيفا أنه إذا لم تتعامل بكين مع الأزمة الأوكرانية بالشكل الصحيح، فبعد 30 عاما من الآن سوف يُعامل الغرب الصين بالطريقة نفسها التي يعامل بها روسيا.

روسيا والصين بحاجة لبعضهما بعضا

وقالت فاينششيال تايمز إن المسؤولين الصينيين يشعرون بالقلق بشكل متزايد من أن مثل هذه المعاملة يمكن أن تشمل عقوبات واسعة النطاق مماثلة لتلك التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا حاليا، وجادلوا بأن الصين في هذه الحالة ستحتاج إلى دعم روسيا بقدر ما تحتاج روسيا الآن إلى دعم الصين.

وقال هو شيجين -المحرر السابق لصحيفة "غلوبال تايمز" الصينية- إن شراكة الرئيس الصيني "بلا حدود" مع الرئيس الروسي ستخدم الصين بشكل جيد في أي "مواجهة إستراتيجية" مع الولايات المتحدة بشأن تايوان أو نقطة اشتعال مماثلة.

وكتب في عمود حديث: "مع روسيا كشريك، إذا نفذت الولايات المتحدة أقصى قدر من الإكراه الإستراتيجي ضد الصين، فلن تخاف الصين من حصار الولايات المتحدة للطاقة، وستكون إمداداتنا الغذائية آمنة، وكذلك إمداداتنا من المواد الخام الأخرى".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي