الاعلام الفرنسي يتحدث بحذر ..ليبراسيون: حرب أوكرانيا تهدد بأزمة غذاء خطيرة في البلدان التي تعتمد على الإنتاج الروسي والأوكراني

2022-03-26

 الصحيفة أنه إذا استمر القصف الروسي، فسوف يمنع الأوكرانيون من ضمان حصاد القمح المقبل (بيكساباي)باريس- قالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية إن الحرب في أوكرانيا التي ما تزال تعيث فسادا على الأرض، تهدد أيضا بالتسبب في نقص خطير لدى البلدان التي تعتمد على الإنتاج الروسي والأوكراني.

واعتبرت الصحيفة أن هذه الحرب مليئة بالدروس بالتأكيد، بما في ذلك كونها حملت معها رسالة تحذيرية بخصوص مراجعة طرق التشغيل وخاصة التوريد. في مجال الطاقة، من الواضح أن أوروبا تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري الروسي، والغاز على وجه الخصوص. ولا ينبغي أن يؤدي التخلص منه إلى إحياء الفحم، بل إلى فرض فكرة رصانة الطاقة، التي يدافع عنها دعاة حماية البيئة. والآن يكتشف الكثيرون أن مصدرا آخر للطاقة، وهو الحبوب، يجعل جزءا كبيرا من كوكب الأرض يعتمد على روسيا وأوكرانيا، ولا سيما البلدان الأكثر فقرا.

وأضافت الصحيفة أنه إذا استمر القصف الروسي، فسوف يمنع الأوكرانيون من ضمان حصاد القمح المقبل، وهو أمر حيوي لإريتريا والصومال وسيشل ولبنان وليبيا وموريتانيا. أما الصادرات الروسية فهي معلقة رغم أنها تمثل، بالنسبة لبعض البلدان، إمدادها الكامل من الحبوب. ومن هنا جاءت صرخة الإنذار التي أطلقها يوم الخميس إيمانويل ماكرون، متحدثا عن أزمة غذاء “خطيرة” قادمة في عدة مناطق من العالم، وعلى وجه الخصوص في إفريقيا.

وتابعت “ليبراسيون” أن الحرب في أوكرانيا تتسبب في حدوث صدمة غذائية عالمية لا تقل خطورة عن صدمة الطاقة. في الواقع، فيما يتعلق بالنفط والغاز، تشهد أسعار الحبوب، والقمح في الصدارة، توترات، وارتفاع الأسعار، مع خطر حدوث نقص في جميع أنحاء العالم. ويقترب طن من القمح من 400 يورو، أي ضعف سعره في نهاية عام 2021. وهناك العديد من الضروريات الأساسية الأخرى للقطاعات الزراعية والحيوانية، مثل الذرة أو زيت عباد الشمس، تشهد مسارا مشتعلا؛ لأن روسيا وأوكرانيا من بين الموردين الرائدين في العالم لهذه المنتجات الأساسية.

فتهديد “إعصار المجاعات وانهيار النظام الغذائي العالمي” ينتظر، على حد تعبير الأمين العام للأمم المتحدة، الذي أطلق صرخة إنذار في 14 مارس الجاري. أعرب أنطونيو غوتيريش بشكل خاص عن قلقه إزاء البلدان التي تعاني بالفعل من ألم شديد، مثل السودان أو اليمن.

تشكل روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم، وأوكرانيا، رابع أكبر دولة، حيث إن حوالي 30 % من صادرات القمح العالمية وحوالي 50 % من زيت عباد الشمس يصدر منها. وتفسر التهديدات المعلقة على إنتاج وصادرات هذين العملاقين الزراعيين المتحاربين ارتفاع الأسعار بسبب مخاوف من حدوث نقص.

أول عامل واضح للاضطراب: النقل، إذ تنطلق معظم شحنات القمح إلى دول البحر الأبيض المتوسط ​​والدول الأفريقية من موانئ البحر الأسود. حركة المرور مشلولة من الموانئ الأوكرانية، بما في ذلك ميكولايف وماريوبول وأوديسا، التي تتعرض بالفعل أو من المحتمل قريبا لإطلاق النار من قبل قوات الكرملين. وإذا استمرت الشحنات الروسية من موانئ القرم أو السواحل الروسية، فستظهر مشاكل أخرى.

ومضت “ليبراسيون” إلى التوضيح أن أوكرانيا بدأت بعد إغلاق جميع موانئها في تصدير حبوبها بالسكك الحديدية إلى بولندا وسلوفاكيا ورومانيا، لكن الكميات التي يمكن نقلها لا تمثل أكثر من خُمس كميات النقل البحري. وما تزال مخزونات القمح الأوكرانية من الصيف الماضي متوفرة. لكن كيف تعرف ماذا سيتبقى في موانئ أوكرانيا وماذا سيحدث للمخزون في حالة القصف على ماريوبول أو أوديسا؟ وللموسم المقبل، تم زرع الأرض جيدا. لكن هناك الكثير من أوجه عدم اليقين التي تلقي بظلالها على حصاد شهر يوليو المقبل في سياق الحرب هذا، في مشاكل العمالة والوقود والخدمات اللوجستية وغيرها من المشاكل.

ومن شأن ذلك أن يتسبب في اضطرابات اجتماعية حتمية في البلدان المستوردة، في مقدمتها مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم. فلما يزيد عن 102 مليون نسمة، تحصل مصر على 85 % من إمداداتها من روسيا وأوكرانيا. كما تستورد 40 دولة أخرى من أفقر دول العالم ما لا يقل عن ثلث قمحها من الأطراف المتحاربة، وفقا للأمم المتحدة. 18 منها أكثر من 50 % من سكانها يعتمدون عليها، خاصة وأن الصدمة الأوكرانية في بعض البلدان تأتي على رأس حالة حرب وأزمة سياسية واقتصادية دراماتيكية، كما هو الحال في اليمن أو السودان أو سوريا أو لبنان.

وحذر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية هذا الأسبوع من أن “موجات الصدمة المالية قد تدفع بعض البلدان النامية إلى دوامة جهنمية من الإعسار والركود ووقف التنمية”.

في الأخير تساءلت “ليبراسيون”: هل سننتظر بلا اكتراث حتى تندلع أعمال شغب بسبب الغذاء وما يترتب عليها من عواقب سياسية؟ وشددت الصحيفة على أنه يجب الآن أن نفكر في الأمر وأن ننظم التبادلات وفقا لذلك، وليس عندما تكون المجاعة هناك.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي