الغارديان: أساليب التعذيب التي تمارسها الاستخبارات الأميركية وحشية ومرعبة

2022-03-17

المعاملة الوحشية الممنهجة التي مارستها الوكالة الأميركية على المعتقلين كانت قاسية وبلا فائدة (أ ف ب)

قالت صحيفة الغارديان (The Guardian) البريطانية إن العالم وبعد عقدين من التعذيب الذي مارسته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، لا يزال بحاجة إلى الحقيقة، وإن انتظار الحساب قد طال.

وأشارت الصحيفة إلى أن المعاملة الوحشية الممنهجة التي مارستها الوكالة الأميركية على المعتقلين كانت قاسية وبلا فائدة. وسردت بعضا من أعمال التعذيب الرهيبة التي نُفذت بموجب ما أسمته البرنامج الدولي للتعذيب، الذي صُمم قبل 20 عاما، عقب هجمات 11 سبتمبر، والذي "يحوّل" المعتقلين إلى مرافق اعتقال سرية حول العالم، قائلة إن الرعب الكامل لما حدث في هذه المواقع السوداء لا يزال مستمرا في التكشف.

وأشارت في معرض سردها إلى الإعدامات الوهمية والعنف الجنسي؛ والإيهام بالغرق عشرات المرات في الشهر؛ والموت أثناء الاستجواب وتعريض المعتقلين للبرد القارس، وتركهم عراة تقريبا والحرمان من النوم وغير ذلك من أساليب التعذيب.

المعتقل عمار البلوشي

ولفتت الغارديان الانتباه إلى أن العالم عرف هذا الأسبوع فقط أن المعتقل عمار البلوشي، الذي يواجه حكما بالإعدام، أصيب بتلف في الدماغ جراء صدم رأسه بجدار من الخشب مرارا وتكرارا.

والبلوشي هو باكستاني نشأ في الكويت وقد استُخدم أداة لتدريب المحققين الجدد على التعذيب، وذلك أثناء احتجازه بمركز سري في أفغانستان تابع لوكالة الاستخبارات الأميركية، وفق الصحيفة.

وقالت الغارديان إن التفاصيل ظهرت في تقرير دامغ كتبه المفتش العام لوكالة الاستخبارات المركزية في عام 2008، ولكن تم الإفراج عنه الآن فقط بعد رفع دعوى قضائية، مضيفة أن "الحرب على الإرهاب" أصبحت غاية تم استخدامها لتبرير كل أنواع التعذيب التي جرت سرا.

تعذيب عديم الجدوى

وأكدت الصحيفة أن برنامج التعذيب كان عديم الجدوى كما كان وحشيا، وفي بعض الأحيان أدى، حسب إشارة التقرير الذي أعده المفتش العام الأميركي، إلى دفع المعتقل للكذب لإيقاف التعذيب، الأمر الذي أكده تقرير للجنة المخابرات بمجلس الشيوخ عام 2014، الذي وجد أن الاستجوابات أدت في كثير من الأحيان إلى شهادات زور، في حين أن الأساليب غير القسرية أدت إلى الحصول على معلومات مفيدة.

ورغم المعرفة المتزايدة، تقول الصحيفة، لا يزال العالم بعيدا جدا عن الاعتراف الكامل بما حدث، ناهيك عن المساءلة عنه، مشيرة إلى أن المحكمة العليا منعت مؤخرا اثنين من علماء النفس الذين صمموا البرنامج من الاستدعاء في قضية ببولندا، حيث تم تحديد موقع أحد المواقع السوداء، كما لم يتم إطلاق تقرير مجلس الشيوخ لعام 2014 بالكامل، رغم تجدد الدعوات الآن لنشره.

وفي المملكة المتحدة، أصدرت لجنة المخابرات والأمن بالبرلمان تقارير دامغة عن تورط بريطانيا في عمليات الاختطاف والتعذيب في عام 2018، لكن الحكومة رفضت إجراء تحقيق بقيادة قاض في هذا التورط.

الحساب الصادق

وأصدرت فيونوالا ني أولين المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بتعزيز وحماية حقوق الإنسان في سياق مكافحة "الإرهاب"، يوم الثلاثاء، تقريرا لاذعا عن الإخفاق في معالجة الفظائع. وقالت "لم يتلق أي رجل نُقل عبر الحدود، وتعرض للتعذيب، والاعتقال التعسفي، والانفصال عن الأسرة، العلاج المناسب، ولا يزال العديد ممن عادوا إلى ديارهم يعانون صدمة اجتماعية ونفسية طويلة الأمد. ولم يُحاسب أي شخص على ممارسات منهجية للتعذيب والتسليم".

وقالت غارديان إن الأمر لا يتعلق فقط بظلم الأفراد، إذ يشير المقرر إلى أن رفض الاعتراف بما حدث قد ساعد في خلق بيئة يبدو فيها الإفلات من العقاب ممكنا بالنسبة للدول التي تقوم بالاعتقال الجماعي السري.

واختتمت الصحيفة بالقول إن من شأن الحساب الصادق أن يساعد في دحض الأسطورة الخطيرة القائلة بأن التعذيب يحقق نتائج، ودحض المزاعم بأن الأمن القومي يتطلب سلطات غير مقيدة تُستخدم في سرا. وأن هذا الدحض جزء أساسي لضمان عدم ارتكاب مثل هذه الجرائم مرة أخرى.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي