بأحداث مشوقة : قصص سقوط جبابرة الاقتصاد الجديد ملهمة للدراما

وكالات - الأمة برس
2022-03-14

قصة تحول نجمة سيليكون فالي إلى متحيلة في مسلسل (موقع الشركة المنتجة)نيويورك - يتناول مسلسل “ذا دراباوت” (The Dropout) الذي وفرته منصة هولو اعتبارا من الثالث من مارس الجاري بصيغة روائية قصة شركة ”ثيرانوس” الناشئة في سيليكون فالي، التي ادعت أنها ستحدث ثورة في مجال فحوص الدم، لكنها لم تحقق وعودها. ودينت مؤسِستها إليزابيث هولمز في مطلع يناير الماضي بتهمة الاحتيال بعدما كانت تُعتبر نجمة سيليكون فالي وأصغر “مليارديرة عصامية” في العالم.

وقبل أسبوع من إطلاق “ذا دراباوت”، بدأت منصة “شو تايم” بتوفير مسلسل “سوبر بامبد” (Super Pumped) عن صعود “أوبر” وسقوط مؤسسها ترافيس كالانيك الذي أجبر على الاستقالة عام 2017 بفعل الكشف عن ممارسات إدارية وحشية وتكاثر فضائح التحرش الجنسي والمضايقات المعنوية داخل الشركة.

أما “أبل.تي.في” فلم تتأخر في اللحاق بالركب، إذ تبدأ في الثامن عشر من مارس الجاري بعرض مسلسل روائي من ثماني حلقات بعنوان “وي كراشد” (WeCrashed) عن إحدى أبرز الشركات التي برزت في عالم “اقتصاد الأعمال المستقلة” (gig economy) وهي “ويوورك” المختصة بتأجير المكاتب بنظام التشارك، وعن رئيسها السابق آدم نيومان الذي أزيح من منصبه عام 2019 بسبب إدارته المثيرة للجدل.

ويعكس عرض هذه المسلسلات توجها لدى منتجي المسلسلات إلى تخصيص موازنات كبيرة للاستثمار في القصص الحقيقية المستوحاة من مواضيع الساعة الاقتصادية، بعدما غرفوا مواضيع أعمالهم طوال سنوات من عالم الجرائم والأخطاء القضائية وكواليس الإنجازات الرياضية.

وراء كل قصة تجارية عظيمة حكاية كفاح بشري (هولو)

ورأى الصحافي الاقتصادي ديفيد براون الذي يتولى مهمة الراوي في بودكاست “وي كراشد” عبر شبكة ووندري، وهي التدوينات الصوتية التي ألهمت المسلسل، أن هذا التوجه الجديد يعود إلى حد كبير إلى المنافسة الشرسة بين منصات البث التدفقي التي “تحرص أكثر فأكثر على توفير قصص فريدة” سعيا منها للتميز عن غيرها.

ومثل “وي كراشد”، يستند “ذا دراباوت” إلى بودكاست يحمل الاسم نفسه عن قضية “ثيرانوس” من إنتاج “إيه.بي.سي.نيوز”. وقال براون الذي يتولى أيضا تقديم برنامج المدونات الصوتية “بيزنس وورز” لوكالة فرانس برس إن “عالم الأعمال مثالي، لأن وراء كل قصة تجارية عظيمة حكاية كفاح بشري مذهلة”. ولاحظ براون أن المشترك بين أوبر” و”ويوورك” و”ثيرانوس”هي أن على رأسها كلها “شخصيات استثنائية”، معتبرا أن “الجمهور يهوى مشاهدة سقوط الجبابرة”.

وقالت أماندا سيفريد التي تؤدي في”ذا دراباوت” دور إليزابيث هولمز، إن حاجتها كانت ماسة إلى “فهمها. فهذه المرأة الجريئة التي تركت دراستها في جامعة ستانفورد لتأسيس ‘ثيرانوس’ وهي بعد في التاسعة عشرة، نجحت في أن تضم إلى مجلس إدارتها وزراء خارجية ودفاع أميركيين سابقين؛ هنري كيسنجر وجورج شولتز وجيم ماتيس، وتصدرت غلافات المجلات التجارية”.

ورأى ديفيد ليفين أحد كتاب سيناريو “سوبر بامبد” ومنتجيه، أن “لدى هذه الشخصيات قدرة مذهلة على تحويل أنفسهم أساطير وعلى أن يصبحوا في مصاف الآلهة بالنسبة إلى المجتمع”.

إلا أن أماندا سيفريد أبرزت في أدائها أيضا نقاط ضعف هولمز التي كانت ترتدي دائما قميصا أسود ذا ياقة مدوّرة، تيمنا بمثلها الأعلى رئيس شركة أبل الراحل ستيف جوبز، وعمدت إلى تغيير صوتها فغلّظته توسلا للإيحاء بسلطة أكبر.

وأبرزت السلسلة هروب “ثيرانوس” إلى الأمام من خلال مضيها في جمع الأموال على الرغم من الإخفاقات في نماذج أجهزة فحص الدم، والعواقب الضارة التي طالت المرضى والجو المتوتر في الشركة.

أما في ”ويوورك”، فيثير آدم نيومان، الذي يتولى دوره الممثل جاريد ليتو، الإعجاب والغضب في آن واحد، على خلفية علاقته مع زوجته ريبيكا التي تؤدي دورها آن هاثاواي.

لكنّ درو كريفيلو، وهو أحد كتاب سيناريو المسلسل، فاعتبر أن “بناء فقاعة مثل ‘ويوورك’ يتطلب الكثير من الأشخاص”، واصفا المسلسل بأنه بمثابة “لائحة اتهام” لتجاوزات “نظام الرأسمال المجازف“.

لكنّ ديفيد براون غير مقتنع تماما بمقولة أن الإقبال على هذا المسلسل ينطوي على عدم رضا النظام الاقتصادي.

وقال “قيمة القصص تكمن في كونها تعبّر عن كيفية رؤيتنا للعالم، لكنها قبل كل شيء مجرد قصص مثيرة للاهتمام”.

ويبدو أن الحبل على الجرّار. فقد أعلنت “إتش.بي.أو” أخيرا عن مسلسل جديد عبر شبكة فيسبوك العملاقة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي