العاصمة اليمنية صنعاء تشهد حالة استنفار أمني عقب انتشار كتابات جدارية في الشوارع تطالب الحوثيين بالرحيل

متابعات الأمة برس
2022-03-09

قوة أمنية حوثية (اعلام يمني)تعز(الجمهورية اليمنية) - خالد الحمادي - ذكرت مصادر محلية أن العاصمة اليمنية صنعاء شهدت خلال اليومين الماضيين حالة استنفار أمني واستحداث نقاط تفتيش أمنية واسعة في الشوارع الرئيسية والفرعية، على خلفية انتشار كتابات جدارية في شوارع المدينة تطالب برحيل التمردين الحوثيين عن العاصمة صنعاء وبقية المدن اليمنية التي يسطرون عليها، وأصبحت عبارة “ارحل يا حوثي”، سيدة الموقف بعد أن كان من المستحيل رؤية أي عبارة مناهضة للحوثيين في العاصمة صنعاء خلال الفترة السابقة.
وقال ناشط سياسي من سكان صنعاء لـ”القدس العربي” فضّل عدم ذكر اسمه لدواع أمنية: “تفاجأ سكان العاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية بانتشار واسع لكتابات جدارية في جدران المباني تطالب المتمردين الحوثيين بالرحيل عن التسلط على رقاب الناس في صنعاء وبقية المدن اليمنية التي يسيطرون عليها”.
وأوضح أنه نتيجة لهذا الانتشار الكبير للعبارات والكتابات الجدارية المناهضة للحوثيين وبشكل غير مسبوق منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في 21 أيلول/سبتمبر 2014 اضطر الحوثيون إلى استحداث نقاط تفتيش أمنية في الكثير من الشوارع الرئيسية والفرعية بصنعاء لمضاعفة القبضة الأمنية عليها ومنع السكان من التعبير عن حالة الاستياء الواسعة ضد الحوثيين، للحيلولة دون استمرار مثل هذه الكتابات وانتشارها بشكل كبير يصعب السيطرة عليها.
وأضاف أن “الناس ضاقوا ذرعاً من التعسفات الأمنية الحوثية والتضييق المشدد على حرياتهم وعلى حياتهم بشكل عام وتدخلاتهم في كل صغيرة وكبيرة، ولم يجد الناس من وسيلة للتعبير عن غضبهم وعن استيائهم من الوضع في صنعاء، سواء الكتابات الجدارية التي يشعرون أنها جزء من التنفيس على النفس لإيصال صوتهم للعالم”.
واختزل مسؤول أمني سابق لـ”القدس العربي” الوضع في صنعاء بالقول: “الضغط يولّد الانفجار”، وقال: “هذا ما كنا نتوقعه في العاصمة صنعاء منذ فترة طويلة، حيث يعيش الناس فيها منذ أكثر من سبع سنوات حالة من الضغط غير المسبوق والذي لن يكون له من عواقب سوى الانفجار”.
وأوضح أن “هذه الكتابات الجدارية في العاصمة صنعاء لم تكن وليدة اللحظة، بل جاءت نتيجة لتراكمات كثيرة، كسر فيها سكان صنعاء “حاجز الخوف” من القبضة الأمنية الحوثية، وأصبحوا يعبّرون عن استيائهم من تسلّط الحوثيين بشتى الوسائل المتاحة، في التجمعات العامة وفي الشوارع والمواصلات ووسائل النقل العامة”.
وأشار إلى أن الخوف من العواقب الحوثية الوخيمة لم يعد “يرهب الناس” في صنعاء وغيرها من المدن التي يسيطر عليها الحوثيون، “حيث وصل الناس إلى حالة من السوء يشعرون فيها أن الحياة والموت أصبحت سواء، ولا فرق بينهما”.
وأرجع أسباب الانتشار الأمني الحوثي واستحداث نقاط التفتيش على نطاق واسع في العاصمة صنعاء إلى محاولة تدارك الأمور وإحكام القبضة الأمنية على الوضع قبل فوات الأوان، حتى لا تخرج الأمور على السيطرة، بالإضافة إلى “إيهام الناس بأن الحوثيين في يقظة كاملة وأنهم موجودون بقوة ولن يسمحوا بأي خروج عن نفوذهم المتسلط”.
وكانت حالة استياء واسعة خرجت عن المألوف في العاصمة صنعاء، يتم التعبير عنها بشتى الوسائل، سواء عبر الأثير بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي أو على أرض الواقع، في مختلف الوسائل المتاحة، والتي بدأت تتنامى وتفرض أمراً واقعاً، حيث أصبح الكثير من الحوثيين يشعرون بالحرج من ردود فعل الشارع ويضطرون إلى غض الطرف عن أي ردود فعل من الناس، بينما كان السكان في السابق لا يجرؤون على التعبير عن استيائهم من ذلك.
وتعرضت العديد من الإذاعات المحلية الخاصة في صنعاء، رغم أنها موالية لجماعة الحوثي، إلى الإغلاق من قبل سلطة الحوثيين إثر رفضها بث بعض الحملات الدعائية للحوثيين، لقناعة القائمين على هذه الإذاعات بأن هذه الحملات الدعائية الحوثية أصبحت تزعج الجمهور وتنفّرهم من الاستماع إلى إذاعاتهم.
وأصبحت دائرة الاستياء الشعبية من القبضة الأمنية الحوثية في العاصمة صنعاء، تتسع بشكل كبير وغير مسبوق، وتجاوزت نطاق أوساط المعارضين لجماعة الحوثي، لتشمل أوساط الموالين لها، نظراً لأنها كدّرت على الجميع حياتهم وضيّقت عليهم معيشتهم، في ظل الوضع المقلوب، الذي تحصل فيه قيادات الحوثي على امتيازات كبيرة وتعيش في حالة رفاهية وحياة باذخة بعد أن كانت من الطبقة المعدمة، فيما عموم الناس يعيشون حياة معدمة ومليئة بالمعاناة اليومية التي لا تنتهي، بدءاً من الوضع المعيشي الصعب وانعدام الوظائف وعدم استلام الرواتب وانتهاء بانعدام الخدمات والوقود وغاز الطعام.










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي