
تشهد أسواق المال في العالم الأربعاء 2مارس2022، يوما آخر من التراجع متأثرة بالغزو الروسي لأوكرانيا والإجراءات الاقتصادية الغربية مع ارتفاع قياسي في أسعار النفط.
وسجلت بورصات أوروبا انخفاضا في المبادلات الأولى غداة يوم من التراجع الحاد. فقد خسرت باريس 1,04 بالمئة من قيمتها وفرانكفورت 1,14 بالمئة وميلانو 0,13 بالمئة قرابة الساعة 08,55 بتوقيت غرينتش. وحدها بورصة لندن تمكنت من الإفلات وسجلت ارتفاعا نسبته 0,53 بالمئة مدفوعة بأسعار المواد الأولية.
وشهدت بورصة طوكيو التي صمدت في الجلسات الثلاث الماضية، الأربعاء تراجعا حادا بلغت نسبته 1,68 بالمئة وكذلك هونغ كونغ (1,36 بالمئة).
وفي وول ستريت، أغلق مؤشر داو جونز الثلاثاء على تراجع نسبته 1,76 بالمئة ومؤشر "اس اند بي 500" الأوسع 1,55 بالمئة. أما مؤشر ناسداك لقطاع التكنولوجيا فقد خسر 1,59 بالمئة من قيمته.
أما أسعار النفط، فقد واصلت ارتفاعها ليبلغ سعر برميل برنت نفط بحر الشمال أكثر من 110 دولارات للبرميل (111,20 دولارا في الساعة 08,55 ت غ) بينما ارتفع سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط 6,01 بالمئة إلى 109,60 دولارات بعد أن تجاوز لفترة وجيزة عتبة ال110 دولارات وهو رقم قياسي منذ 2013.
يأتي ذلك بينما تستمر المعارك على الأراضي الأوكرانية، بعد سبعة أيام من بدء الغزو الروسي.
وقال الجيش الأوكراني الأربعاء إن قوات محمولة جوا هبطت في خاركيف ليل الثلاثاء الأربعاء، وتحدث عن معارك في هذه المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا ويبلغ عدد سكانها 1,4 مليون نسمة.
من جهته، أعلن الجيش الروسي صباح الأربعاء أنه سيطر على مدينة خيرسون الأوكرانية الواقعة في جنوب البلاد.
وانتقد الرئيس الأميركي جو بايدن في خطابه عن حال الاتحاد "الديكتاتور" فلاديمير بوتين، وقال إنه استخف برد فعل الغرب.
وقال محللون في مصرف "إيه ام"، أن العقوبات المالية الكثيفة التي فرضت سيكون لها تداعيات اقتصادية "هائلة" تتمثل "بتراجع للنمو وارتفاع كبير في الأسعار".
أما الأصول المالية التي تشكل ملاذا آمنا في أوقات الأزمات مثل الذهب أو السندات الحكومية، فيبدو أنها تتكيف مع الوضع غداة تدفق هائل للمستثمرين.
فبعدما اقترب سعره من 1948 دولارا قبيل افتتاح أسواق الأسهم الأوروبية، انخفض الذهب بنسبة 0,29 بالمئة إلى 1939,75 دولارا.
وارتفعت عائدات السندات الحكومية لكنها لم تعوض التراجع المسجل في اليوم السابق.
- اجتماع أوبك -
تعقد الدول المنتجة للنفط وحلفائها في "اوبك بلاس" اجتماعا الأربعاء وقد تقرر الإبقاء على خيارها بشأن زيادة الإنتاج بالقطارة على الرغم من التداعيات الشاملة للحرب.
وأعلنت وكالة الطاقة الدولية الثلاثاء أن الدول الأعضاء فيها ستفرج عن ستين مليون برميل من النفط من احتياطاتها الطارئة لتحقيق الاستقرار في السوق، سيأتي نصفها من الولايات المتحدة. لكن المحللة في المجموعة المصرفية "سويسكوت" إيبك اوزكارديسكايا ترى أن هذا "ليس حلا دائمًا".
وتأثرت أسعار كل المواد الأولية والزراعية والمعدنية بالنزاع في أوكرانيا وبلغت مستويات عالية أو حتى قياسية.
وارتفع سعر الغاز الطبيعي المرجعي في أوروبا المدرج في السوق الهولندية إلى 194,715 يورو للميغاوات ساعي، وهو أعلى مستوى يسجله منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
- سعر قياسي لأسهم أرامكو -
سجّل سهم أرامكو السعودية الاربعاء أعلى سعر له منذ إدراج المجموعة النفطية العملاقة في البورصة في نهاية 2019.
ووصل سعر سهم الشركة إلى 42,9 ريالا (11,44 دولارا) قبل ثلاث ساعات من إغلاق التداول، على ما أظهرت بيانات بورصة السوق المحلية "تداول" في السعودية، أكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم.
من جهتها، تسجل أسعار أسهم المجموعات المنجمية بعض التحسن تدريجا بعد انخفاضها الحاد في بداية الغزو. وارتفعت أسعار سهم "إيفراز" 15,61 بالمئة و"بوليميتال" 4,33 بالمئة في لندن، و"ارسلور ميتال" 4,74 بالمئة في باريس.
كذلك ارتفعت أسعار أسهم مجموعات النفط ومن بينها "بريتش بتروليوم" (2,41 بالمئة) و"توتال إينيرجيز" (1,86 بالمئة).
- العملات -
تراجع سعر اليورو مقابل الدولار بنسبة 0,35 بالمئة ليبلغ 1,1087 دولار في أدنى مستوى له منذ حزيران/يونيو 2020.
وانخفض سعر الروبل 6,36 بالمئة بعدما فقد نحو ثلث قيمته في شهر واحد.
وبقيت عملة البتكوين مستقرة (-0,10 بالئة إلى 43860 دولارا) بعد يومين من النمو القوي.
- تضخم قياسي في منطقة اليورو -
سجل التضخم في منطقة اليورو نسبة قياسية جديدة في شباط/فبراير تبلغ 5,8 بالمئة على أساس سنوي، وما زال مدفوعا بارتفاع أسعار الطاقة، حسب وكالة الإحصاء الأوروبية (يوروستات).
وبلغ التضخم بلغ في كانون الثاني/يناير 5,1 بالمئة في أعلى مستوى يسجله مكتب الإحصاء الأوروبي منذ بدء عمل هذا المؤشر في كانون الثاني/يناير 1997 للدول ال19 التي تعتمد العملة الواحدة.