فايننشال تايمز: الهجوم الروسي على أوكرانيا مأساة باهظة الثمن تجدد الحرب الباردة

2022-02-26

سيتعين على الديمقراطيات العالمية أن تعيد اكتشاف العزم الذي مكّنها من الانتصار في الحرب الباردة الأخيرة (أ ف ب)

وصفت صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) هجوم روسيا على أوكرانيا بأنه "مأساة لا تقاس"، وأن الشعب الأوكراني سيدفع تكلفة باهظة وهو يقاتل دفاعا عن نفسه.

وترى الصحيفة في افتتاحية لها أن "عدوان" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جلب أيضا إلى أوروبا شيئا بدا لمدة طويلة غير وارد، وتم تجنبه حتى في العقود الأخيرة للحقبة السوفياتية، ألا وهو الحرب الساخنة والشاملة بين اثنين من كبرى دولها، وهو أمر يهدد بمخاطر جديدة على أوروبا والعالم لسنوات، وربما عقود قادمة.

وأضافت أن خطر الحرب الساخنة هو دائما أنها تتصاعد. وإذا نجح بوتين في ابتلاع أو تحييد أوكرانيا، فهناك خطر أن يشجعه ذلك على توجيه نظره إلى دول البلطيق، وهو ما يلزم حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) بدعم قوات أي من هذه الدول عند مواجهتها القوات الروسية، حتى لو ادعت موسكو أن هذا الأمر استفزاز.

حرب باردة جديدة

وأضافت الصحيفة أنه إذا اختارت أوروبا عدم التصعيد، ولم تؤد حرب بوتين إلى اضطراب نظامه بسرعة من الداخل، فمن المرجح أن تُجر أوروبا إلى حرب باردة متجددة.

وتابعت أنه إذا نجحت روسيا في الهيمنة على أوكرانيا، كما فعلت مع بيلاروسيا، فسوف تخلق مجالا جديدا من النفوذ في أوروبا، ومن ثم ستتواجه الكتل المتنافسة مرة أخرى على طول الحدود الممتدة. وستكون الديمقراطية الليبرالية الغربية في مواجهة مباشرة مع الاستبداد القومي وليس الشيوعي، وفق تعبيرها.

استعداد بوتين تغيير الحدود بالقوة

والأخطار هذه المرة ستكون أكثر وضوحا لأن الزعيم الروسي أظهر اليوم أنه مستعد لتغيير الحدود الأوروبية بالقوة، وقد هدد علانية بحرب نووية بعد أن أمضى 10 سنوات في تحديث جيشه وترسانته الذرية.

وبالإضافة إلى الأزمة الآنية، تقول الصحيفة بأنه قد يتوجب على أوروبا مرة أخرى احتواء موسكو "المعادية" حتى تُضطر قيادة جديدة إلى تغيير الاتجاه، الأمر الذي يعني إعادة بناء دفاعاتها واعتماد إستراتيجية لتنويع مصادر طاقتها بسرعة عالية وبتكلفة كبيرة.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بأنه سيتعين على الديمقراطيات العالمية أن تعيد اكتشاف العزم الذي مكّنها من الانتصار في الحرب الباردة الأخيرة، وما يجري في أوكرانيا حاليا هو تحذير صارخ بأن هذه الديمقراطيات تواجه صراعا جديدا من أجل أن تسود.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي