«الزناد» تطور طرقاً جديدة لتنويع مصادر غذائها

متابعات الأمة برس
2022-02-21

طورت سمكة «الزناد-تيتان» من قدرتها على صيد سرطانات الشبح على حافة الشاطئ (كاوست)جدة - عندما كان طالب الدكتوراه ماثيو تيتبول وزملاؤه بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) يتجولون في جزيرة «مرمر» بالمنطقة الجنوبية الوسطى من البحر الأحمر ويبحثون عن علامات دالة على وجود أعشاش السلاحف، رصدوا سمكة «زناد - تيتان» عملاقة تخرج إلى حافة الشاطئ؛ لتهاجم أحد سرطانات الشبح، وتنجح في الإمساك به.
وكان أكثر ما أثار اهتمامهم أن سمكة «الزناد» جنحت جزئياً نحو الشاطئ لتشن هجومها في المياه الضحلة، وهو سلوك صيد لم يرصد من قبل لدى أي من الأسماك المنتمية إلى فئة ينفوخيات الشكل Tetraodontiformes، التي تعيش بين الشعاب المرجانية، وتضم نحو 350 نوعاً من بينها سمكة «الزناد».
هذا الأمر يعني أن سمكة «الزناد» الملونة قد طورت من قدرتها على الصيد؛ لتهاجم فرائسها في مياه شديدة الضحالة وانتهجت استراتيجية غذائية فريدة من نوعها، وهو ما يبرز قدرتها الفطرية على التعلم والتكيف للبقاء على قيد الحياة، ويفتح المجال لدراسة الإدراك لدى الأسماك التي تعيش بين الشعاب المرجانية في البحر الأحمر.
وبحسب المجموعة البحثية فقد أعقب ذلك عدة هجمات في مياه شديدة الضحالة، بلغ عمقها بضعة سنتيمترات، دون الجنوح نحو الشاطئ، حيث كانت السمكة تقترب من السرطان ببطء قبل أن تندفع نحوه أفقياً لمهاجمته، ثم تقوم بسحبه إلى المياه الأكثر عمقاً لالتهامه.
ويشار إلى أن سمكة «الزناد» تعد من الأسماك التي تتميز بشكلها البيضاوي، وجسمها المضغوط، وبألوانها الزاهية الرائعة، ويوجد منها نحو 40 نوعا منتشرا في المياه حول العالم خاصةً في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. ولقد سميت بهذا الاسم نسبةً إلى الأشواك التي تغطي زعانفها الظهرية التي تستخدمها للدفاع عن نفسها ضد المفترسات. ورغم أنه لا توجد كائنات بحرية تعيش بين الشعاب المرجانية أو بالقرب منها تعتبر الإنسان فريسة لها، إلا أن سمكة «الزناد - تيتان» قد تهاجم أي إنسان يقترب من أماكن تواجدها وأعشاش بيضها وقد تسبب جراح خطيرة بأسنانها القوية المجهزة لتكسير الشعاب.
يقول تيتبول: «يبدو أن أسماك «الزناد» بارعة للغاية في استخدام مجموعة متنوعة من السلوكيات الغذائية؛ للإمساك بفرائسها. فهي تطلق الماء من فمها، لتزيح الرمال عن طعامها الفقاري المدفون، كما أنها تقلب الصخور وتكسر المرجان لاقتناص فريستها. وإذا ما أخذنا في الاعتبار هذه المجموعة المتنوعة من السلوكيات الغذائية، فلن نندهش كثيراً من توصلها لطريقة تصطاد بها فريسةً شبه أرضية».
ويرى تيتبول أن هذا الاكتشاف يبرز أهمية الدراسات القائمة على عمليات الرصد والمشاهدة كوسيلة لاستكشاف الحياة البحرية. ويقترح هو وزملاؤه استخدام سمكة «الزناد» كنموذج لدراسة التعلم والإدراك لدى الأسماك التي تعيش بين الشعاب المرجانية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي