حزن وتضامن مع المتضررين من جراء العواصف في البرازيل

ا ف ب – الأمة برس
2022-02-17

مشهد من الجو بعد سيول وحلية في بيتروبوليس بالبرازيل في 16 فبراير 2022 (ا ف ب)

بيتروبوليس: يغادر الأهالي تلا في حي ألتو دا سيرا حاملين معهم مقتنيات قليلة، والدموع تنهم من عوين الكثير منهم بعدما اضطروا لترك منازلهم في أعقاب الدمار الهائل الذي خلفته انزلاقات تربة في مدينة بيتروبوليس البرازيلية.

تكبد الحي المتواضع بعضا من أسوأ الأضرار من جراء العواصف التي هبت الثلاثاء مترافقة بأمطار فاقت المتوقع لشهر لكامل، هطلت على البلدة السياحية الخلابة في غضون ساعات، متسببة بفيضانات وسيول وحلية اجتاحت المدينة بقوة.

وقالت اليزابيث لورينسو "الأمر مروّع. ما كنا لنتصور أن شيئا كهذا قد يحصل". وكانت تحمل كيسين وضعت فيهما بعض الملابس عندما طلب مسؤولو الطوارئ من جميع الأهالي إخلاء الحي.

وقالت السيدة البالغة 32 عاما وتعمل في صالون تزيين، "عندما بدأت الأمطار في الهطول بغزارة، تدفقت كمية كبيرة من الوحول من سفح التل وتساقطت بعض أغصان الأشجار على منزلي".

وفي الجوار مشاهد تكشف عن فوضى تامة. فقد غطت الوحول مساحة كبيرة من سفح التل ووتناثرت فيها بقايا منازل مدمرة.

تقول السلطات إن الكارثة أودت ب 104 أشخاص على الأقل في أنحاء المدينة. ويُخشى ارتفاع حصيلة الضحايا مع تواصل أعمال البحث والإنقاذ بين الوحل والركام.

وبينما كان الأهالي يتابعون عمليات الإنقاذ بذهول، كانت المروحيات تمر فوقهم محدثة ضجيجا يصم الآذان.

وقال جيرونيمو ليوناردو (47 عاما) "كنت أتناول العشاء عندما بدأت العاصفة. جاء شقيقي وقال +يجب أن نخرج من هنا، التل ينهار". ويقع منزله على طرف منطقة طمرتها انزلاقات التربة.

- حتى مستوى الخصر -

تم إجلاء أهالي ألتو دا سيرا إلى كنيسة تقع على قمة تل مجاور.

ومن باحة أمام المبنى الصغير الأزرق اللون كانوا ينظرون إلى المنطقة المنكوبة عبر الضباب المخيّم.

ولجأت عشرات العائلات إلى الكنيسة ومعهم أكياس يحملون فيها بعض الأمتعة.

وكان المتطوعون في الخارج يقومون بتفريغ حمولة شاحنة من المياه المعبأة فيما كان آخرون يوضبون ملابس تم التبرع بها.

وسألهم صبي صغير حافي القدمين وملابسه متسخة بالوحل "هل يمكنني الحصول على حذاء؟".

في الداخل رُصفت فرش النوم على الأرض.

وقال كاهن الرعية الأب سيليستينو "بدأنا في استقبال الناس فور وقوع المأساة مساء الثلاثاء. لدينا 150 إلى 200 شخص بينهم الكثير من الأطفال".

وكانت المعلمة ياسمين كينيا نارسيسو (26 عاما) جالسة على فرشة ترضع طفلها البالغ ثمانية أشهر.

وقالت "لم أنم طيلة الليل".

وتروي تفاصيل فرارها مع ابنتيها قرابة الساعة 11,00 مساء.

وتقول "حاولنا المغادرة في وقت أبكر، لكن كانت الصخور متناثرة في الطريق وكل شيء غارقا بمياه الفيضانات. بلغت المياه مستوى الخصر. لم يكن أمامنا خيار سوى انتظار أن تنحسر".

ولا تزال المرأة تنتظر معلومات عن الكثير من جيرانها.

وتروي قائلة بحسرة قضت "جدة واحفادها الثلاثة كانوا يعيشون قربنا بعدما طمرتهم الأوحال".

ويدرك الناجون أن أمامهم فترة انتظار طويلة لمعرفة إذا بإمكانهم العودة إلى منازلهم ومتى سيحصل ذلك... بالنسبة للأهالي الذين لا تزال منازلهم قائمة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي