الغارديان: أوكرانيا تخشى بوتين وكذلك تصريحات القادة الغربيين عن الغزو "المحتوم"

2022-02-16

تدريب بريطانيا وكندا والدول الأخرى للجيش الأوكراني مهم، فالبلد بحاجة إلى جيش قوي يستطيع استعادة الأراضي المسلوبة (أ ف ب)

كتبت منظمة المناسبات في العاصمة الأوكرانية كييف ألكسندر ماتزوتا مقالا في صحيفة “الغارديان” حملت فيه الغرب مسؤولية نشر الرعب بين أبناء بلادها في الأزمة الحالية مع روسيا. وقالت فيه لا يوجد  ذعر في الشوارع لكنها بدأت بتخزين الوقود والطعام وألعاب الجيكسو لتخفيف قلقها.

وقالت إنها ومنذ صغرها تتمنى في كل مرة تطفئ فيها شموع عيد ميلادها نهاية الحروب في العالم. لكن الحرب باتت على أبوابها، فمنذ 8 أعوام والأوكرانيون يسمعون عن الموتى في الحرب بمنطقة دونباس ويراقبون دموع الناس الذين فقدوا بيوتهم وعائلاتهم والذين كان عليهم بدء حياتهم من جديد. وفي كانون الثاني/ يناير “كنت في زيارة أصدقائي في بريطانيا وأتابع آخر الأخبار حول الحشود العسكرية الروسية على الحدود. ودائما ما حاولت الشك بهذه القصص، لأنني أعتقد أن هذه هي طريقة فلاديمير بوتين لتقويض استقرار بلدنا وليست كمحاولة حقيقية لبدء الحرب. وفي هذه المرة أخبرتني أمي أننا نعيش في خوف. وطلبت مني عدم العودة لفترة”.

وتستطيع كعاملة حرة العيش والعمل في أي مكان، وهي تقضي وقتا طويلا في الخارج. ولكنها قررت العودة بسبب التوتر المتزايد لتكون مع عائلتها. وقالت إنها التقت مع أصدقائها الأجانب قبل أسبوعين وأخبرتهم أنها تعتقد بنسبة 90% أن الروس لن يغزوا بلادها، واليوم تقول إن النسبة 50/50. ومع ذلك لا يوجد فزع في الشوارع ولم تشاهد متاجر فارغة من البضائع. والرفوف مليئة بكل ما يحتاجه الناس، بل وأرسلت لأصدقائها صورة عن الجبن الفرنسي الذي لم تستطع الحصول عليه عندما كانت في بريطانيا. وتمتلئ المطاعم ومراكز التسوق بالمرتادين ويبدو الناس يعيشون حياتهم العادية، ولكن القلق يخيم عليهم كل يوم. واتفقت عائلتها على اللقاء في بيتها بدون مكالمات لو حدثت طوارئ، وهو أمر ربما اتفقت عليه كل العائلات. ومثل البقية اشترت ما يكفيها لمدة شهر من المواد الغذائية التي لا تنفد سريعا، معلبات وباستا وماء وحبوب. واشترت مدفأة تعمل على الحطب و20 لترا من الوقود حالة انقطاع التيار الكهربائي. وفعلت نفس الأمر مع حيواناتها الأليفة حيث اشترت ما يكفي لمدة طويلة لها ولحيوانات الجيران. كل هذا لتخفيف القلق.

وتقول “أعتقد أن القادة الغربيين إلى جانب بوتين يتحملون بعض المسؤولية عما يحدث. وبدأ الرئيس بايدن لعبة بينغ- بونغ مع بوتين. وهما مثل الكلبين النابحين ويحاولان تخويف بعضهما البعض وإثبات من هو الأفضل ونحن في الوسط”.

وتضيف أن دعم القوى الخارجية مهم لأوكرانيا لكن اختيار الكلمات مهم في هذا الوقت. فقد تأثر كل أوكراني بتصريحات القادة الأجانب عن الهجوم الروسي “المحتوم”. و”مهما حاولت الحفاظ على الهدوء فلن تستطيع وسط 10 تحذيرات يومية من الهجوم القريب أو المعلومات الاستخباراتية عن مواعيد الهجوم التي تتغير كل يوم”. ويتبادل الناس النكات حول نشر جدول عن الهجمات عام 2022 بحيث يستطيع الناس التخطيط لحياتهم حولها.

وترى أن تدريب بريطانيا وكندا والدول الأخرى للجيش الأوكراني مهم، فالبلد بحاجة إلى جيش قوي يستطيع استعادة الأراضي المسلوبة وترك الحديث عن الانضمام للناتو إلى وقت آخر. وما تخشاه هي لقاءات بوتين مع القادة الأجانب، فهو يستمتع على ما يبدو بعناوين الأخبار والمناشدات لكي ينهي الحشود العسكرية.

وتقول إن الأوكرانيين تعودوا على اضطراب حياتهم ومستويات التوتر، بعد فرض القوانين العرفية مثلا عام 2018 وثورة ميدان في 2014 وإطلاق الشرطة على المتظاهرين. واليوم تتابع الأخبار عندما تصحو في الليل لكي تتأكد أن الهجوم لم يحدث، وتتساءل حول أن كييف في القرن الحادي والعشرين تحت تهديد الغزو.

وتقول إن الأوكرانيين يريدون من روسيا تركهم وشأنهم، ومن حقهم تقرير الانضمام للناتو أم لا. وفوق كل هذا تريد من القادة الغربيين التوقف عن التصريحات التي لا معنى لها وتزيد من التوتر. وتقول إن بلدها أكبر بلد مستقل في أوروبا. وقد تغير على مدى السنوات الخمس الماضية، ولم يعد هناك بضائع روسية في المحلات والجميع يتحدثون الأوكرانية، ومسألة الانضمام للاتحاد الأوروبي هي طريق المستقبل وهناك ما يجمع البلد مع بيلاروسيا وبولندا وكازاخستان ومولدوفا أكثر مما يجمعه بروسيا. ولم تعد رهينة لفكرة أن البلد أنشأه الاتحاد السوفييتي السابق ثم روسيا.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي