الأبحاث الرامية إلى إيجاد علاجات للسرطان تهمل الأطفال في معظم الأحيان

ا ف ب - الأمة برس
2022-02-14

طفل مصاب بالسرطان مع والدته في مستشفى أرمان تروسو في باريس في آذار/مارس 2021(ا ف ب)

يأمل ذوو الأولاد المصابين بالسرطان في فرنسا في توافر مزيد من العلاجات تعطيهم أملاً في شفاء أبنائهم، لكنهم ياسفون لإهمال الأطفال في الأبحاث المتعلقة بهذا المرض، رغم تحقيقها تقدماً في محاربته. 

توفي نتاناييل عن عمر يناهز 16 عاماً في تشرين الأول/أكتوبر الفائت جرّاء ورم دبقي في جذع الدماغ، وهو من أورام المخ غير القابل للشفاء، ولم يتمكن من الحصول في فرنسا على أي دواء. 

ولم تثبط أي صعوبات عزيمة والده كزافييه بايو على السعي إلى إطالة فترة العيش المتبقية له. 

وبعدما بادر إلى تأسيس جمعية، تمكن من الحصول من ألمانيا على كبسولة دواء أميركية الصنع أعطت نتائج واعدة في تمديد حياة بعض المرضى، ولو أنها لا تؤدي إلى الشفاء والقضاء على الورم. 

وتمكن معهد غوستاف روسي بفضل جهود الوالد من إنتاج عقار يقوم على المبدأ نفسه. وبعد أيام قليلة من وفاة نتاناييل، تم توفير الدواء الجديد في فرنسا لكي يكون الملاذ الأخير  للمرضى الذين لا يحقق علاجهم أي نتيجة. 

ورأى كزافييه بايو قبل يومين من اليوم العالمي لسرطان الأطفال أن ثمة "حاجة إلى مزيد من التجارب السريرية في فرنسا لتوفير خيارات علاجية أكثر، وإعطاء بعض الأمل للأهل".

ولكن ما سبب استمرار النقص في العلاجات، وعدم فاعلية الأبحاث أحياناً؟

يبلغ عدد إصابات الأطفال بالسرطان في أوروبا أكثر من 35 الفاً سنوياً، يفارق الحياة منهم نحو ستة آلاف.

ولا شك في أن تقدماً كبيراً تحقق في مجال طب أورام الأطفال، بدليل أن معدل بقاء الأطفال المصابين بالسرطان على قيد الحياة، والذي كان يقتصر على نحو 30 في المئة خلال ستينات القرن العشرين، ارتفع إلى 80 في المئة، بحسب ما أفيد الأسبوع الفائت خلال الاجتماعات الأوروبية الأولى للمعهد الوطني الفرنسي للسرطان (INCa).

لكن سرطانات الأطفال هي "مرض نادر" مقارنة بأمراض السرطان لدى البالغين. 

ولا يساهم ضعف العائد على الاستثمار الناتج عن البحث عن علاجات للأطفال في تشجيع الجهات المعنية بالقطاع. بالإضافة إلى ذلك، من الصعب إجراء تجارب سريرية تضمّ أطفالاً ومراهقين.

- آثار سلبية -

وكشف المدير العام للمعهد الوطني للسرطان تييري بريتون لوكالة فرانس برس أن ثمة توجها "لإنشاء منصة للأبحاث السريرية على المستوى الأوروبي ،مما يتيح خصوصاً إجراء تجارب سريرية ذات نتائج أكثر فاعلية من خلال إشراك عدد أكبر من المرضى فيها".

واضاف أن  تعديل القواعد والأنظمة الأوروبية  في الأشهر المقبلة يفترض أن يتيح "تحفيز المعامل على السعي للتوصل إلى أدوية مخصصة للأطفال".

وقالت رئيسة جمعية Imagine for Margo باتريسيا بلان "نحن في لحظة بالغة الأهمية إذ أن سرطانات الأطفال باتت في مقدّم جدول أعمال السياسات العامة في أوروبا وفرنسا".

وتكافح باتريسيا منذ وفاة ابنتها جراء ورم في المخ قبل عشر سنوات من أجل تطوير العمل البحثي.

ولاحظت أن "تقدماً أُحرز، لكن العلاجات المخصصة البالغين كانت لسنوات تُكيّف لتطبيقها على الأطفال، ولم يزد متوسط البقاء على قيد الحياة في السنوات الخمس عشرة الأخيرة". 

وأطلقت الجمعية خلال ندوتها السنوية السبت عملية جمع تواقيع عدد من المعنيين بطب أورام الأطفال على ميثاق يدعو إلى تسريع تطوير عقاقير جديدة، وتسهيل تبادل البيانات المفيدة للأبحاث وتحسين المتابعة الطويلة المدى للأورام.

وأوضحت باتريسيا بلان أن "الطب الدقيق أتاح في السنوات الأخيرة فهم أورام الأطفال بشكل أفضل والحصول على علاجات أكثر دقة في استهداف الأورام، ولكن تجاهل الأطفال مستمر في كثير من الأحيان في الأبحاث".

ولا يكمن التحدي اليوم في إطالة أمد الحياة فحسب، بل كذلك في الاكتشاف المبكر للمرض والمتابعة الطويلة المدى ونوعية حياة هؤلاء الأطفال عندما يصبحون بالغين.

ففي الواقع، يتم تشخيص السرطان لدى الأطفال في 80 في المئة من الحالات عندما يكون وصل إلى مرحلة متقدمة، في حين يقتصر هذا المعدل على 20 في المئة فحسب لدى البالغين.

ويعيش ثلثا الأشخاص المصابين بالسرطان أيضاً مع الآثار الطويلة المدى للعلاج، والتي يمكن أن تكون خطيرة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي