الشرطة الكندية تخلي جسرا استراتيجيا من المحتجين على القيود الصحية

ا ف ب - الأمة برس
2022-02-13

الشرطة تطوق شاحنات صغيرة محاولةً إخلاء جسر امباسادور الحدودي في أونتاريو، كندا في 13 شباط/فبراير 2022(ا ف ب)

أجلت الشرطة الكندية الأحد آخر المحتجين الذين كانوا يغلقون جسر أمباسادور، المحور الحدودي الرئيسي بين كندا والولايات المتحدة، فيما تتواصل حركة التعبئة ضد القيود الصحية في كل أنحاء البلاد لا سيما في العاصمة أوتاوا حيث دخلت الاحتجاجات أسبوعها الثالث.

وأفادت شرطة وندسور في تغريدة أنّ وحدة كبيرة من الشرطة تجمعت عند أطراف الجسر في الصباح الباكر، وبدأت قوات الأمن حملة توقيفات وقامت بسحب مركبات.

وأضافت الشرطة في تغريدة "لن يكون هناك أي تسامح مع الأنشطة غير المشروعة" داعية السكان الى تجنب المنطقة.

بحسب شبكة "سي بي سي" فإن الطريق المؤدية الى الجسر تم اخلاؤها. لكن حركة السير على الجسر لم تكن قد استؤنفت بعد ظهر الأحد.

وقال رئيس بلدية وندسور درو ديلكنس "أزمتنا الاقتصادية الوطنية عند جسر امباسادور انتهت اليوم" في إشارة الى الكلفة المالية الكبرى للإغلاق الذي كان مستمرا منذ الاثنين. وأضاف أن المعبر الحدودي سيعاد فتحه "حين سيكون الأمر آمنا" تاركا للشرطة والأجهزة الحدودية مسؤولية هذا القرار.

ودعا رئيس البلدية أيضا في بيان المسؤولين الفدراليين والمحليين في البلاد الى تجنب "أي خطاب سياسي من شأنه أن يبث الانقسام" وذلك بعد سنتين من قيود مفروضة بسبب الوباء.

من جهتها، رحبت واشنطن بتدخل الشرطة الكندية لاعادة فتح محاور الطرقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وكندا بحسب بيان صدر عن البيت الأبيض الأحد.

وعبرت مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي ليز شيروود-راندال عن "امتنانها للجهود الحازمة التي بذلتها قوات الأمن (الكندية) على طول الحدود للتوصل الى رفع كامل للاغلاق".

وجاء في البيان أنه بحسب المعلومات التي وصلت للجانب الأميركي فإنه "تم اجلاء غالبية المتظاهرين ويجري رفع الحواجز وتأمين المرور". 

بدأت العملية صباح السبت، ودفعت الشرطة التي تتقدم بحذر وبطء المتظاهرين إلى التراجع، وأخلت تقاطعاً مهماً، ولكن لم يخلِ كل المتظاهرين المكان في نهاية اليوم، ولم تعد حركة المرور على الجسر إلى طبيعتها. ولم تحصل توقيفات السبت.

وانطلقت العملية في أعقاب أمر صادر عن المحكمة العليا في أونتاريو يقضي بمغادرة هؤلاء المتظاهرين الموجودين منذ الاثنين، هذا المحور الحدودي الرئيسي بين الولايات المتحدة وكندا. ودفع هذا الإغلاق واشنطن إلى التدخل لدى حكومة جاستن ترودو.

وكان لإغلاق هذا الجسر تداعيات على قطاع صناعة السيارات على جانبي الحدود. وتمر أكثر من 25% من السلع المصدرة بين الولايات المتحدة وكندا عبر هذا الجسر.

 - رفض الاجراءات الصحية-

ودخلت حركة الاحتجاج ضد التدابير الصحية أسبوعها الثالث في كندا، وانتقلت إلى عدد من البلدان. ففي فرنسا غادر قسم من قوافل مناهضة للقاح ضواحي باريس الأحد للوصول الى بروكسل والتظاهر الإثنين رغم حظر التظاهرة من قبل السلطات البلجيكية.

تدفق آلاف المعارضين للشهادة الصحية او للرئيس ايمانويل ماكرون الى باريس للتظاهر السبت وأطلقوا على حركتهم اسم "قوافل الحرية". وحظرت الشرطة التظاهرة الباريسية.

وكانت حركة الاحتجاج الكندية بدأت بتحرك لسائقي الشاحنات احتجاجاً على إلزامهم بتلقي اللقاح لعبور الحدود بين كندا والولايات المتحدة، ولكن توسع نطاقها ليتحول إلى تظاهرة واسعة ضد القيود الصحية، كما عبّر عدد من المتظاهرين عن رفضهم لحكومة ترودو. 

تواصلت التظاهرات السبت في عدة مدن كندية بينها تورونتو ومونتريال وبقيت معابر حدودية أخرى مغلقة في مقاطعتي مانيتوبا وألبرتا.

واذا كان الوضع في أوتاوا أكثر هدوءا صباح الأحد فان زخم التحرك لم يتراجع في العاصمة الكندية التي يشلها المتظاهرون منذ أواخر كانون الثاني/يناير. 

وأكدت شرطة اوتاوا وجود حوالى 4000 متظاهر في وسط المدينة السبت. وأوضحت في بيان أن بعضهم مارس العنف أو قام بأعمال غير قانونية. وكررت كذلك أن إمكاناتها محدودة في مواجهة الوضع الذي دفع سلطات المدينة ومقاطعة اونتاريو إلى إعلان حال الطوارئ.

صباح الأحد كان أول المتظاهرين يصلون رافعين الأعلام الكندية الى اوتاوا حيث كان الطقس مشمسا لكن باردا جدا بحيث بلغت الحرارة حوالى 20 درجة مئوية تحت الصفر صباحا.

وقالت فانيسا تورجون (38 عاما) المتحدرة من بريتيش كولومبيا والتي تعمل في الزراعة لوكالة فرانس برس "أمر لا يصدق، المحبة هنا. انه (تحرك) سلمي" مضيفة "من الجيد ألا نشعر بعد الآن بالتمييز او الرفض".

من جهتها قالت روزي البرت (34 عاما) من كيبيك والتي وصلت الى العاصمة في 28 كانون الثاني/يناير "كما لو أننا جئنا لرؤية عائلة كبيرة".

وأضافت "لم أر مثل هذا الجو النشط والكثير من الحب والصداقة والمساعدة المتبادلة: إنه أمر لا يصدق" وأقرت في الوقت نفسه بأن الأمر "لا يمكن أن يستمر على هذا النحو".









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي