اللقاح الأول المضاد للملاريا يؤتي ثماره في غرب كينيا

أ ف ب - الأمة برس
2022-02-04

عامل في المجال الصحي يحضّر جرعة من اللقاح المضاد للملاريا في غرب كينيا في 13 أيلول/سبتمبر 2019 (ا ف ب)سيايا (كينيا) - أصيب أطفال لوسي أكينيي الثلاثة بالملاريا، إذ كانت تُضطر أحياناً لأخذهم مرات عدة في الشهر إلى أقرب مستشفى محلي في قريتها غرب كينيا ليتلقوا العلاج... لكنها لم تتوان لحظة عن إعطائهم أول لقاح في العالم ضد هذا المرض الفتاك الذي ينتقل بواسطة البعوض.
وتلقّى أكثر من مئة ألف طفل في غرب كينيا حيث تستشري الملاريا اللقاح الجديد المضاد للمرض الذي يقتل سنوياً 260 ألف طفل دون الخامسة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

ويُنفّذ منذ العام 2019 في كينيا وغانا وملاوي برنامج تجريبي لإعطاء اللقاح الثوري الذي استغرق تطويره ثلاثين عاماً.

ووافقت منظمة الصحة العالمية في تشرين الأول/أكتوبر 2021 على استخدام واسع النطاق للقاح على أطفال إفريقيا جنوب الصحراء وفي مناطق تواجه خطر الملاريا.

وتعتبر أكينيي وأفراد عائلتها الكبيرة الذين يعيشون في مقاطعة سيايا الريفية قرب بحيرة فيكتوريا أنّ اللقاح أحدث معجزات.

وتشير إلى أنّ رغم نوم أطفالها تحت ناموسيات كانوا يتعرّضون للسعات البعوض، خصوصاً عندما يلعبون في الخارج.

وتقول "كانت تُسجّل في منزلنا إصابات كثيرة بالملاريا، وكنّا نذهب إلى المستشفى أحياناً ثلاث مرات في الشهر".

وتضيف أنّ أياً منهم لم يعد يعاني من الملاريا منذ تلقيهم اللقاح، ما غيّر حياتها في منطقة يُشكّل فيها هذا المرض سبباً رئيسياً للوفيات.

وقررت أخت زوجها ميليسنت أكوث أويويا تلقيح أطفالها بعد النتائج التي سُجّلت على أقربائهم.

وتقول أثناء انتظار دورها لتلقيح طفلها البالغ تسعة أشهر "منذ أن تلقّى طفل أكينيي الأصغر اللقاح، لم يُصب بالملاريا أبداً"، مضيفةً "لهذا السبب قررت أن أحضر طفلي ليتلقى اللقاح ويتخلّص بالتالي من الملاريا".

- تكاليف مرتفعة -
بدأت نتائج عمليات التلقيح هذه تظهر في مستشفيات غرب كينيا التي تسجّل نقصاً في وحدات طب الأطفال الممتلئة بأولاد مصابين بالملاريا.

ولا يقتصر الأمر على انخفاض حالات الملاريا التي تستدعي دخول المستشفى فحسب، بل تقلّصت كذلك شدة الأعراض.
وتقول الممرضة المسؤولة في مركز أكالا الصحي في مقاطعة سيايا إلسا سويروا "منذ أن باشرنا في إعطاء اللقاح في أيلول/سبتمبر 2019، شهدنا انخفاضاً في حالات الملاريا"، مضيفةً أنّ الأعراض لدى الأطفال الملقحين لم تعد شديدة.

عامل في المجال الصحي يحضّر لقاحاً مضاداً للملاريا في يالا بكينيا في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2021 (ا ف ب)

وتشير كذلك إلى تسجيل انخفاض في عدد الوفيات بالملاريا.

ويؤدّي انخفاض عدد الإصابات بالملاريا الذي قد يصيب الشخص نفسه مرات عدة سنويا، إلى تقليص أيام استشفائه، ما يشكّل نعمةً لعائلات تعاني صعوبة كبيرة في دفع مستحقاتها المالية.

وتقول أكينيي "قبل تلقي اللقاحات (...) كنّا ننفق أموالاً كثيرة لشراء الأدوية ودخول المستشفى، فالتكلفة كانت مرتفعة".

وتخصص العائلة حالياً مبالغ أكبر لشراء الطعام والمواد الضرورية الأخرى.

ويؤكّد كبير الباحثين في معهد كينيا للأبحاث الطبية والمتخصص في الملاريا سيمون كاريوكي أنّ اللقاح غيّر قواعد اللعبة.

ويقول "أظهرنا أنّ هذا اللقاح آمن ويمكن إعطاؤه للأطفال الأفارقة الصغار الذين يعانون أكثر من غيرهم من الملاريا".

وأوضح أنّ البرنامج التجريبي أظهر أنّ اللقاح يمكن أن "يخفّف بنسبة 40 في المئة انتشار الملاريا لدى الأطفال الصغار في هذه المناطق".

وتوصي منظمة الصحة العالمية بإعطاء اللقاح على أربع جرعات للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن خمسة أشهر في مناطق ينتشر فيها المرض بنسب متوسطة إلى عالية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي