صحيفة عبرية: الصراع ضد الإرهاب اليهودي مسؤوليتنا جميعاً

2022-01-24

مظاهرة اسرائيلية - تواصل اجتماعيالجمعة الماضي عشية السبت، نزل نحو عشرين ملثماً من بؤرة “جفعات رونين” الاستيطانية فضربوا نشطاء من حاخامين لحقوق الإنسان. اعتدوا عليهم بالصخور وبالعصي وأحرقوا سيارة ناشط منهم، ولحظه، لم يكن في داخلها. وقد أثارت الصور الصادمة ردود فعل في أرجاء الساحة السياسية. لكن اهتمامنا محدود. إذا ما واصلت المنظومات الغفو وواصلنا نحن إلى الأمر التالي، فسيتعاظم الإرهاب اليهودي.

عندما يسألونني لماذا أسكن في “سديروت”، في أوساط مصوتي اليمين الواضحين، أضحك. فقد تربيت في عائلة يمينية، وأشعر أني جد في بيتي. فاليمينيون لا يخيفونني فقط، بل من الشائق أكثر السكن في مكان يفكر فيه الناس بشكل مختلف عني. في الواقع اكتشف مرات عديدة بأن بيننا الكثير من التوافقات مما يخيل مسبقاً. اليمينيون أخوتي وأخواتي، وأغلبيتهم الساحقة وطنيون ومحبون للخير.

وعليه، أؤمن إيماناً كاملاً بأن على اليمينيين أن يكونوا شركاءنا في الصراع ضد الإرهاب اليهودي. كل من رأى الصور القاسية من بورين يوم الجمعة الماضية، عليه أن يصدم ويتخذ موقفاً. وإن شجب مجلس “يشع” عملية الفتك هي حقيقة مهمة، ولكنها بعيدة عن أن تكون كافية. معاً، يمكننا أن نحقق عدة أمور: تأييد واسع لاقتلاع البؤر الاستيطانية غير القانونية والعنيفة في تلة رونين، وإعلان عن هذه الميليشيات اليهودية كمنظمات إرهاب، وتعريف المصابين بالإرهاب اليهودي كمصابين في عمليات عدائية.

ثمة فترات ينبغي فيها أن نكون واضحين وقاطعين. من أجل الكثيرين منا، الواقع في يهودا والسامرة بعيد. نقول إن الواقع “مركب”، وهذا يعفينا من اتخاذ موقف. الواقع بالفعل مركب، ولكن لا نزال ملزمين في “عشْ في الشر وافعل خيراً. اسعَ للسلام ولاحقه”. عندما تهاجم الميليشيات الفلسطينيين، يكون لنا هذا بعيداً. نستيقظ أحياناً عندما يعتدى على نشطاء يهود أو جنود وشرطة. وهذا يحصل دائماً، بل وصل إلى القتل في قرية دوما والقدس. وكما تقول القصيدة: إذا ما صمتنا عن هذا، فسيأتي الدور على أبنائنا.

ثمة أناس يختارون تكتيكاً آخر. رئيس مجلس السامرة يشجب الاعتداء، وفي الوقت نفسه يتهم “منظمات اليسار المتطرف والعدمي” بالاستفزازات. إذا كان غرس أشجار الزيتون في الخامس عشر من أيار في كروم أفسدها مشاغبون يهود استفزازاً فنحن إذن استفزازيون. إذا كانت منظمة حاخامية صهيونية تقف في صالح حقوق الإنسان للفقراء اليهود والعرب طالبي المأوى والمزارعين الفلسطينيين استفزازاً، فنحن إذن استفزازيون. إذا كان الإيمان بالازدهار وبالسلام مشتركاً وتحقيق “وأحببت الغير” استفزازاً، فنحن إذن الأكثر استفزازاً.

إذا كنتم تقرأون الخريطة هكذا فأنتم إذن في المعسكر الصحيح الذي سيؤدي إلى تقليص وعزل هذه الظاهرة الرهيبة. هذا السبت قرأنا الوصايا العشر. موقف جبل سيناء يشكل إلهاماً للناس من كل الأديان والثقافات. موقف جبل سيناء يؤمن بالإنسان وبقدرته على اتخاذ القرارات الأخلاقية. فهو يطالبنا ألا نستسلم لدوافعنا العنيفة وألا نوافق على عالم “كل أزعر رجل”. الوصايا العشر بداية لعالم أخلاقي يطالب بتغيير العلاقة بين الإنسان ورفيقه. من كان الرب في قلبه لن يقتل، لن يظلم، سيحب غيره، لن يدعم من اختار العنف والشر.

هذا هو وقتنا لعمل مؤثر ضد الارهاب اليهودي الذي يمس بنا جميعا.

 

بقلم: آفي دبوش

إسرائيل اليوم 24/1/2022







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي