مهاجران عالقان على الحدود الأميركية المكسيكية يجدان عزاء في الحب

أ ف ب - الأمة برس
2022-01-24

صورة مؤرخة في كانون الاول/ديسمبر 2021 لمهاجرين يجتاجزون نهر ريو غراندي في سيوداد خواريز(ا ف ب)سيوداد خواريز( المكسيك) - عالقَين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، يقول شاب من نيكاراغوا وشابة من غواتيمالا إن الحب هو الذي ساعدهما على التمسك بحلمهما الأميركي، رغم ألم الانتظار الطويل.
يستذكر خوسيه لويس ألفارادو البالغ 29 عاماكيف وقع في حب ويندي إسبانا في ملجأ "بان دي فيدا" (خبز الحياة) للمهاجرين في مدينة خواريز الحدودية المكسيكية قائلا "كنت أقول لها، يوما ما ستصبحين عائلتي وستكونين أم أطفالي".

رحّل كلاهما من الولايات المتحدة مع أكثر من 71 ألف طالب لجوء آخر بعدما أصدر الرئيس السابق دونالد ترامب في كانون الثاني/يناير 2019 أمرا، يعرف باسم بروتوكولات حماية المهاجرين، يجبر طالبي اللجوء على الانتظار في المكسيك أثناء معالجة طلباتهم في الولايات المتحدة.

وعاد معظم المرحّلين إلى بلدانهم، لكنّ آلافا بقوا على الحدود.

غادر ألفارادو نيكاراغوا حيث كان يعمل ممرضا عسكريا، بعد تعرضه للاضطهاد لأسباب سياسية، كما يوضح، فيما تشير إسبانا إلى أنها فرت من غواتيمالا بعد تلقيها تهديدات بالقتل من جماعة إجرامية.

يقول الشاب النيكاراغوي إن الأمر استغرق بعض الوقت لإقناع إسبانا بأنه "جاد" في ما يقول.

من جانبها، تقر إسبانا البالغة 26 عاما "جئت أحمل خوفًا شديدًا من الناس، مع انعدام ثقة فيهم".

ويضيف ألفارادو أن الأمر احتاج للوقت، لكن "تقاربنا وأصبحنا نعرف بعضنا بعضا بشكل أفضل".

في نهاية المطاف، انتقلا للعيش معا بعدما حوّلا مساحة في مستودع منزلا. وهناك، أنجبت إسبانا ابنتهما دانا التي تبلغ عاما الآن.

- انتظار مقلق -
بمجرد وصوله إلى البيت الأبيض، وضع جو بايدن حدا لبروتوكولات حماية المهاجرين، ما سمح لأكثر من 13 ألف مهاجر بدخول الولايات المتحدة بشكل قانوني بين شباط/فبراير وآب/أغسطس 2021. وقد حظيت هذه الخطوة بدعم من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

لكن عندما وصلت القضية إلى المحكمة العليا الأميركية، أُمر بايدن بإعادة العمل ببروتوكولات حماية المهاجرين. واستؤنف البرنامج الذي استنكر على نطاق واسع في الخارج، في كانون الأول/ديسمبر، ما أدى إلى توقف عمليات الدخول القانوني لطالبي اللجوء إلى أجل غير مسمى.

إسبانا وألفارادو هما من بين حوالى ثلاثة آلاف شخص سجلوا أسماءهم للحصول على اللجوء لكنهم ما زالوا عالقين في المكسيك بموجب حكم المحكمة العليا.

وكان ألفارادو على وشك دخول البلاد لكنه تراجع عن ذلك بعدما طلب منه أحد مستشاري المفوضية الانتظار ثلاثة أسابيع حتى ترافقه إسبانا ودانا.

لكن ذلك لم يحدث.

وتعاظم قلق الزوجين الشابين لأن طلبيهما عالقين بين أكداس من الطلبات الأخرى.

يقول ألفارادو "للأسف، لا تسمح لنا الولايات المتحدة بالدخول حتى لمعرفة ما هو وضعنا".

في الملجأ، ما زال مهاجرون آخرون رحّلوا في عام 2019 ينتظرون.

ومن بين هؤلاء سانتوس فيليبي سالميرون (44 عاما) الذي، بعد فراره من عنف العصابات في السلفادور وترحيله إلى المكسيك، اختطف وغاب عن جلسة الاستماع الخاصة بطلب اللجوء الذي تقدم به.

وما زالت تلك الذكرى المؤلمة، تبكيه.

- "نعمة" -
لم يتمكن أي من المهاجرين الثلاثة (ألفارادو وإسبانا وسانتوس) من العثور على ملفهم في موقع الحكومة الأميركية منذ إعادة العمل ببروتوكولات حماية المهاجرين.

وتم تعداد أكثر من 190 ألف مهاجر غير شرعي في المكسيك خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2021، أي أكثر بثلاث مرات من أرقام عام 2020.

لكن وسط كل حالة عدم اليقين السائدة، يمكن أن يوفر الحب بلسما.

هذا الأسبوع، شاركت إسبانا وألفارادو سعادتهما مع مهاجرين آخرين في حفلة شيّ نظماها لمناسبة وصول شهادة زواجهما الرسمية، بعد زواجهما مدنيا في 6 كانون الثاني/يناير.

وتعطي زوجة ألفارادو وابنته المهاجر النيكاراغوي سببا للتمسك بحلمه الأميركي.

ويوضح "كنت أقول دائما: أنا قادم لوحدي. لكن الآن لدي امرأتان".

بالنسبة إلى إسبانا، فإن زوجها وابنتها دانا "نعمة".

وتقول "إن رغبتي الشديدة هي النهوض كل يوم والمضي قدما والقتال من أجل تحقيق حلمي بالذهاب إلى الولايات المتحدة".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي