اجتماع طالبان مع ممثلين للمجتمع المدني الأفغاني في أوسلو يتيح "كسر الجليد"

أ ف ب - الأمة برس
2022-01-23

امرأة في أفغانستان تلقت خبزا تم توزيعه مجانيا في إطار حملة "أنقذوا الأفغان من الجوع" في كابول بتاريخ 18 كانون الثاني/يناير 2022 (ا ف ب)اوسلو - أتاح اجتماع بين طالبان وأعضاء في المجتمع المدني الافغاني عقد الأحد في أوسلو "كسر الجليد"، وذلك عشية محادثات يجريها ممثلون للحركة الإسلامية مع دبلوماسيين غربيين.
وبرئاسة وزير الخارجية أمير خان متّقي، أجرى أول وفد لطالبان يزور أوروبا منذ عودة الحركة إلى السلطة في أفغانستان، محادثات مغلقة مع ناشطات في الدفاع عن حقوق النساء وصحافيين في فندق "سوريا موريا" في ضواحي أوسلو.

وقالت الناشطة المدافعة عن حقوق النساء جميلة أفغاني في رسالة الى فرانس برس "كان اجتماعا ايجابيا لكسر الجليد. لقد أثبت ممثلو طالبان حسن نية (...) لنر إذا كانت أقوالهم ستقترن بأفعال".

من جهته أطلق المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد تغريدة جاء فيها أن المشاركين في المحادثات شددوا على أن "كل الأفغان عليهم أن يتعاونوا من أجل تحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد"، في ما وصفه بأنه "بيان مشترك".

وأوضح أن المجتمعين أقروا بأن "الحل الوحيد لمشاكل أفغانستان هو بالتفاهم والتعاون المشترك".

وتنعقد المحادثات التي سهّلتها النروج ومن المقرر أن تركّز على حقوق الإنسان والأزمة الإنسانية في أفغانستان، خلف أبواب مغلقة.

وتدهور الوضع الإنساني في أفغانستان بشكل كبير منذ آب/اغسطس، عندما عادت طالبان إلى السلطة بعد 20 عاما على الإطاحة بها.

وتوقفت فجأة المساعدات الدولية، لتفاقم معاناة ملايين كانوا يواجهون الجوع بعد موجات جفاف شديد متكررة.

وأطيح حكم الحركة الإسلامية المتشددة في 2001، لكنها عادت إلى السلطة في آب/اغسطس مع إحكام سيطرتها على البلد في ظل استكمال القوات الدولية انسحابها النهائي من أفغانستان.

ولم تعترف أي دولة بعد بحكومة طالبان. وشددت وزيرة الخارجية النروجية أنيكين هويتفيلدت على أن المحادثات "لن تمثل شرعنة لطالبان أو اعترافا بها".

وأضافت "لكن علينا التحدث مع السلطات التي تدير البلاد بحكم الأمر الواقع. لا يمكننا أن نسمح للوضع السياسي بأن يؤدي إلى كارثة إنسانية أسوأ".

والأحد تظاهر العشرات أمام مقر الخارجية النروجية هاتفين "لا لطالبان" و"طالبان إرهابيون" و"حياة الأفغان مهمة"، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وقالت شالا سلطاني المشاركة في التظاهرة "إنه استهزاء بكل الأفغان الذين فقدوا أفرادا من عائلاتهم هناك"، متسائلة "كيف يمكنهم دعوة إرهابيين قتلوا كثرا للجلوس والبحث في السلام".

ومن المقرر أن يعقد ممثلو طالبان لقاءات الاثنين مع ممثلين للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، فيما سيخصص الثلاثاء للمحادثات الثنائية مع مسؤولين نروجيين.

وجاء في تغريدة الأحد للمبعوث الأميركي الخاص توماس ويست أنه "في موازاة البحث مع حلفائنا وشركائنا والمنظمات الإنسانية في سبل حل الأزمة الإنسانية، سنواصل اعتماد دبلوماسية هادئة مع طالبان (بما تقتضيه) مصلحتنا الدائمة بأن تكون أفغانستان مستقرة وتحترم حقوق الإنسان وجامعة" لكل الأطراف المحليين.

- انتقادات لمشاركة حقاني -
ومن بين أعضاء الوفد الآتي من كابول أنس حقّاني، زعيم "شبكة حقّاني"، الفصيل الأكثر عنفا في حركة طالبان والمسؤول عن بعض أسوأ الهجمات التي شهدتها أفغانستان.

ووجهّت انتقادات لمشاركة حقّاني الذي يعد مسؤولا رفيعا لكن من دون أي صفة حكومية رسمية. وقضى سنوات عدة في مركز اعتقال بغرام التابع للولايات المتحدة خارج كابول، قبل أن يُطلق سراحه في تبادل للسجناء عام 2019.

وكانت المساعدات الدولية تموّل حوالى 80 في المئة من ميزانية أفغانستان إلى أن توقفت في آب/اغسطس، فيما جمّدت الولايات المتحدة أصولا بقيمة 9,5 مليارات دولار في المصرف المركزي الأفغاني.

في الأثناء، قفزت معدلات البطالة ولم تُدفع رواتب الموظفين في القطاع الحكومي منذ أشهر.

واليوم يهدد شبح الجوع 23 مليون أفغاني أي ما يعادل 55 في المئة من السكان، وفق بيانات الأمم المتحدة، التي تشير إلى أنها تحتاج إلى 4,4 مليارات دولار من الدول المانحة هذه السنة للتعامل مع الأزمة الإنسانية.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة "سيكون من الخطأ إخضاع الشعب الأفغاني لعقاب جماعي لأن السلطات بحكم الأمر الواقع لا تتصرف بشكل مناسب".

وما زال المجتمع الدولي بانتظار معرفة كيف ينوي المتشددون الإسلاميون حكم أفغانستان، بعدما ضربوا بمسألة حقوق الإنسان عرض الحائط إلى حد بعيد خلال ولايتهم الأولى بين 1996 و2001.

وتصر طالبان على أنها باتت أكثر اعتدالا، لكن النساء ما زلن محرومات إلى حد كبير من العمل في القطاع العام فيما بقيت المدارس الثانوية بمعظمها مغلقة أمام الفتيات.

وأفادت وزيرة المناجم والنفط الأفغانية السابقة نرجس نيهان التي تقيم حاليا في النروج إنها رفضت دعوة للمشاركة. وصرحت لفرانس برس أنها تخشى أن تؤدي المحادثات إلى "تطبيع طالبان (...) وتقويتها بينما لا يمكن أن تتغير إطلاقا".

واختفت ناشطتان هذا الأسبوع بعد اعتقالهما من منزليهما في كابول عقب مشاركتهما في تظاهرة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي