أوكرانيا تريد تفكيك كل الجماعات الموالية لروسيا بعد الاتهامات البريطانية

أ ف ب - الأمة برس
2022-01-23

جندي أوكراني يتولى الحراسة أمام منطقة يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا قرب قرية زولوتي في لوغانسك في 21 كانون الثاني/يناير 2022 (ا ف ب)كييف - أعلنت أوكرانيا الأحد أنها تريد تفكيك كل المجموعات الموالية لروسيا بعد الاتهامات البريطانية حول سعي موسكو إلى تنصيب زعيم موال لروسيا في أوكرانيا، على خلفية توتر على الحدود الأوكرانية.
واتهمت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس السبت روسيا بالسعي الى "تنصيب زعيم موالٍ لروسيا في كييف، بينما تخطط لغزو أوكرانيا واحتلالها"، وهو ما نفته روسيا واصفة إياها "بالسخافات".

يأتي هذا التصريح فيما حشدت روسيا عشرات آلاف الجنود على الحدود الأوكرانية، ما أثار مخاوف لدى كييف والغربيين من غزو محتمل.

وقال مستشار رئيس مكتب الرئاسة الاوكرانية ميخايلو بودولياك في تعليقات خطية ارسلت الى وكالة فرانس برس "ستواصل دولتنا سياستها تفكيك كلّ بنية أوليغارشية وسياسية يُمكن أن تعمل على زعزعة استقرار أوكرانيا أو تتواطأ مع المحتلّين" الروس.

- "استفزازات سخيفة"-
من جهتها دعت وزارة الخارجية الروسية بريطانيا الى "وقف نشر هذه السخافات" و"ووقف استفزازاتها السخيفة، الخطيرة جدا في الوضع الحالي".

وأكدت وزارة الخارجية البريطانية أن "النائب الأوكراني السابق يفغيني موراييف يعتبر مرشحا محتملا" لكنه ليس الوحيد، مضيفة "لدينا معلومات تفيد بأن أجهزة الاستخبارات الروسية لها صلات بكثير من السياسيين الأوكرانيين السابقين".

وردا على هذه الاتهامات، قال موارييف "أناشد جميع المعنيين بمصير أوكرانيا: توقفوا عن تقسيمنا إلى فئات -- سواء موالين لروسيا أو للغرب -- توقفوا عن وضعنا بمواجهة بعضنا البعض وسنبني السلام في بلدنا بأنفسنا".

وكتب موراييف على فيسبوك أن "الشعب الأوكراني بحاجة إلى سيادة القانون وسياسات اقتصادية واجتماعية سلمية وحكيمة وبراغماتية، وقادة سياسيين جدد".

ويذكر بيان الخارجية البريطانية أيضا أسماء كل من سيرغي أربوزوف (النائب الأول لرئيس وزراء أوكرانيا من 2012 إلى 2014، ثم الرئيس الموقت للوزراء)، وأندريه كلوييف (الذي ترأس الإدارة الرئاسية للرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش)، وفولوديمير سيفكوفيتش (نائب أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني سابقا)، وميكولا أزاروف (رئيس وزراء أوكرانيا من 2010 إلى 2014).

وقالت الخارجية البريطانية إن "بعضهم على اتصال مع عملاء الاستخبارات الروسية المنخرطين حاليا في التخطيط لهجوم على أوكرانيا".

واعتبرت الولايات المتحدة هذه الاتهامات "مقلقة جدا".

وصرحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي إميلي هورن "هذا النوع من المؤامرات مقلق جدا. لدى الشعب الأوكراني الحق السيادي في تقرير مستقبله، ونحن نقف إلى جانب شركائنا المنتخبين ديموقراطيا في أوكرانيا".

- صلاة من أجل السلام-
أعلن البابا فرنسيس الأحد أنه يتابع "بقلق" ارتفاع منسوب التوتر في أوكرانيا، داعياً إلى يوم صلاة من أجل السلام الأسبوع المقبل.

إلى ذلك، استقال قائد البحرية الألمانية كاي أشيم شونباخ من منصبه بعد تصريحات مثيرة للجدل بشأن الأزمة في أوكرانيا، بحسب ما أعلن ناطق باسم وزارة الدفاع مساء السبت.

وكان شونباخ اعتبر خلال اجتماع لمجموعة دراسات عقِد الجمعة في نيودلهي، أن فكرة غزو روسيا لأوكرانيا "حماقة". وقال إن شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، "لن تعود" إلى أوكرانيا.

وجاءت الاتهامات البريطانية لموسكو بعد ساعات فقط على إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو موافقته على لقاء نظيره البريطاني بن والاس، مقترحا أن يتم اللقاء في موسكو.

وهذا اللقاء الثنائي، الأول منذ عام 2013، يهدف إلى "استكشاف كل السبل لتحقيق الاستقرار وتسوية الأزمة الأوكرانية"، بحسب ما قال السبت مصدر في وزارة الدفاع البريطانية. لكن انعقاد هذا اللقاء بات موضع تشكيك بعد الاتهامات البريطانية.

وينفي الكرملين أي نيّة لغزو أوكرانيا، لكنّه يشترط لخفض التصعيد إبرام معاهدات تضمن عدم توسّع حلف شمال الأطلسي ولا سيّما بانضمام أوكرانيا إليه، وانسحاب القوّات التابعة للحلف من أوروبا الشرقيّة، وهو ما يعتبره الغربيّون غير مقبول، مهدّدين بدورهم روسيا بعقوبات بالغة الشدة في حال شنّ هجوم على أوكرانيا.

رغم المواقف المتباعدة جدا حتى الآن، بدأ انفراج الجمعة بين الغربيين وموسكو بعد عدة أسابيع من التصعيد الشفوي، مع محادثات في جنيف بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي أنتوني بلينكن.

واتفق الوزيران على مواصلة محادثاتهما "الصريحة" الأسبوع المقبل، ما دفع الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش الى الاعراب عن امله في "عدم حصول" غزو لأوكرانيا أو توغل عسكري في أراضيها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي